حلم ٌ يتسع لي

                                                            

                         محمد حسين الداغستاني

حلم ٌ يتسع لي

وكأنني في حلم شفيف .. يدق باب الوسن بشير ، يوقظ فراشات البهجة بعد سبات عنيد ، فتضج الغابات والمشاتي بألوان السحر، ويفترش خفق أجنحتها مساحات القلب المكلوم .. إنه صباح البوح الرغيد ، الذي يفتت الحزن المتأصل في بقايا عمر ضاع في المواجع .. وعمر عاد من ركام الحرائق .

كم كان قاسياََ، موجعاَ، هديل تلك السنوات التي طواها الزمن؟ . كم كان عسيراََ إطفاء لهب الجرح وإزاحة عتمة المسافات وإذابة صقيع المشاعر النابتة في بيداء الأحشاء والضروع ؟ لكن للقدر صولة وموعد مع إلتماعة النبض القاصد مقلة الفؤاد، يزيح ركام الايام الموحشة ، ويكتسح بقايا أنات أسّرة الأوجاع في المدن البعيدة ، ويفتح السبل واسعة لتنساب أقنية الضوء في الشرايين الضاجة بالفرح الآسرمجدداَ.


هكذا اذاََ.. تمكر الاقدار وتفرض إرادتها.. فالمستحيل يغدو ممكناََ.. واليأس يتحول إلى برعم واعد في غصن شجيرة عصية على القيظ المحرق على سفح القلب المولع بالوجع الرحب، وفي مشاتي الآت يزهر الورد الأصفر في خضم ندى الصباح المولع بالشمس والدفء الحنون.

فتريث أيها الصباح .. تريث.. أطل وئيداََ كما الهمس لكي لا تخدش شمسك وجنة قطرة نداي.. قد يتسع نهارك فأسيح على الوديان… أتنقل برهافة بين فكرة وأخرى.. أرفع يدي لعلي أطير في سموات الله الفسيحة.. أسابق الغيوم البيض، وأتنفس رحيق العطر والنرجس النابت في المشاتي والسهول.. اتوسد بأناملي نهايات العشب الأخضر وأتقاطر كمزنة الربيع على بستانها الموعود في القلب.


أيتها الأقمار المضيئة في ليال الوحشة.. أنيري البصيرة وانزلقي إلى حيث منحدرات الأمل، وانثري الورد على حافات طرق اليمام العائد إلى أعشاش الملتقى ، وقشري حبة اللوز المتدلية في قلبي ليصافح وجهي النور.

   

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1231 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع