كشكول الذكريات - ح١ / حسن النية

                                                 

                         د.طلعت الخضيري

كشكول الذكريات - ح١ / حسن النية

سأحاول في هذه المجموعه من الذكريات أن أوصل إلى القارىء الكريم بعض الذكريات القديمه التي قد تفيد البعض وتسلي الآخرين ومن االله التوفيق.

عواقب حسن النيه
قد تكون حسن النيه والثقه بالآخرين تعد من الصفاه الحسنه ولكنها قد تجلب إلى صاحبها مصائب هو في غنى عنها وإليكم ما حدث لي:
محتال المطار
في التسعينيات من القرن الماضي كنت أسكن في بغداد بعد أن تم تهجير أهالي البصره في الثمانينات ، وصادف أن زرت البصره مع شقيقتي لقضاء بعض أعمالنا وأقمنا في فندق الشيراتون ، وتحدد وقت رجوعنا في يوم واحد ، شقيقتي في طائره الصباح وأنا في طائره الظهر، وهبت صباح ذلك اليوم عاصفه ترابيه شديده وانقلب الجو إلى لون بني قاتم بمدى رؤيه لا تتعدى الأمتار ، وذهبت شقيقتي صباحا إلى المطار ، وبقيت أتواصل معاها هاتفيا حيث أخبرتني أن موعد إقلاع الطائره تأجل وينتظرون إستقرار الجو.
وعندما راجعت مكتب الخطوط الجويه في شارع الوطني أعلموني بالذهاب إلى المطار لأستقل الطائره ظهرا ، وعندما وددت أن استقل سياره الأجره سألني شاب إذا أمكن أن يرافقني إلى المطار لأنه سيسافر بنفس الطائره إلى بغداد، ولم أتردد في مساعدته واستقل معي السياره.
وفي الطريق إلى المطار أخبرته بما حدث لشقيقتي وإني قلق لذلك فطمأنني بأنه من رجال أمن المطار وسيساعدني في ذلك الأمر.
وبعد وصولنا إلى المطار وجلست أنتظرفي صاله المسافرين أتى هذا الشخص وطلب مني مرافقته لمقابله شقيقتي ، وعبرنا باب كتب عليه ممنوع الدخول ثم صعدنا على سلالم إلى طابق أعلى وأنا شاكر لرجل الأمن مساعدته حيث التقيت بشقيقتي التي أخبرتنا أن طائرتها ستقلع قريبا.
وودعتها وتركنا الصاله وإذا بنا نحاط برجال أمن المطار وسألونا ( ماذا فعلتم وكيف سمحتم لأنفسكم باختراق الشبكه الأمنيه للمطار بهذا الشكل ، فشرحت لهم ما حدث وطلب أحدهم من صاحبي أن يريه تلك المسيره ورافقني آخر قائلا اعتبر نفسك ( موقوف) واستسلمت لقدري بذهول.
وفي غرفه صغيره كان هناك ضابط أمن رفيع الدرجه حسب ما أعتقد ومسؤول أمن المطار وبدأ استجوابي فشرحت ما حدث واعتقادي أن صاحبي قد استأذن منهم ولم أذكر أدعائه أنه كان من الأمن ـ ثم أتو بصاحبي وسأل عن ما عمله فقال( شكو بيهه إنه مطار ) وهنا زجرته أنا بقوه ووبخته على المصيبه التي أحدثها لي ففهم رجال الأمن إنني كنت ضحيه لذلك النصاب ، ورحموا بحالي ، وهمس بأذني مسؤول أمن المطار ( شلون تقشمرت دكتور من هذا الزعطوط) وأخبرني أنه طالب في إحدى المعاهد في بغداد.
تجربه قاسيه نتيجه حسن النيه!.

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1276 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع