شجاعة المرأة الكردية في محاربة داعش ينقلها الفيلم الفرنسي ( إخوات في السلاح)

                                         

                          علي المسعود

   

شجاعة المرأة الكردية في محاربة داعش ينقلها الفيلم الفرنسي ( إخوات في السلاح)

https://www.youtube.com/watch?v=st8gVTrd2xo

شجاعة المرأة الكردية لها تاريخ طويل وقصص خالدة ، ففي كتابه (الكرد دراسة سوسيولوجية وتاريخية) ، رصد الكاتب الروسي "باسيلي نيكيتين" ، والذي شغل منصب القنصل الروسي في إيران، سمات المرأة الكردية قائلًا: "النساء الكرديات، أيًا كانت طبقتهن ومهما بلغن من العمر، يجدن الفروسية، بل يتحدين الرجال فى امتطاء الخيل"، كما رأى "ميجر سون"، الحاكم الإنجليزي لمدينة السليمانية فى العشرينيات، فى كتابه (رحلة متنكر إلى بلاد النهرين وكردستان) :" أن نساء الكرد أشجع النساء فى استخدام البنادق وهن على صهوة الفرس، وقد عُرفن ببسالتهن فى القتال على مرّ التاريخ الكردي". وكان لمقاومة المرأة الكردية ضد واحد من أعتى مظاهر العنف والإجحاف بحقوق المرأة ومحو شخصيتها الرائدة والذي تمثل بتنظيم داعش، له صدىً رددته كل أصقاع الأرض وخلق أثراً عظيماً في نفوس الجميع من كتاب وصحفيين وممثلين ومخرجين وغيرهم . وقد ألهمت تلك الشجاعة الصحفية ومخرجة الأفلام الوثائقية والناشطة النسوية الفرنسية "كارولين فوريست"، في إنتاج أول فيلم روائي لها بعنوان “أخوات السلاح”، والذي يسرد واحدة من حكايات المرأة الكردية المناضلة التي خاضت ملاحم تاريخية ضد إرهاب داعش وما حققته من انتصارات لقضيتها وللمجتمع عامةً. يتمحور أحداث فيلم “أخوات السلاح” حول قصة كتيبة من المقاتلات والمتطوعات اللواتي قدمن من مختلف دول العالم لمواجهة تنظيم داعش الإرهابي في منطقة الشرق الأوسط ، وهو من أحدث أعمال المخرجة ومستوحىً من قصة حقيقية ، حيث كانت شخصيات بطلاتها مستوحاة من المقابلات التي أجرتها "فورست" مع مقاتلات حقيقيات ، بالإضافة إلى روايات عن نساء استشهدن في ساحة المعركة. يبدأ الفيلم من مشهد يصور فيه المجتمع الكردي الايزيدي ، ويعرفه كمجتمع منفتح ومبدع ومزركش بالألوان والثقافات، البعض منهم يتحدثون الإنكليزية والفرنسية، أو منفتحون عليها، في مواجهة قوة ظلامية “داعش” لا تعترف سوى بالأصولية الإسلامية، المجتمع الكردي عموما منفتح على الثقافات المختلفة . وتبدأ الأحداث من إقامة (زهرة) الفتاة اليزيدية التي تحب الرسم وتعيش مع عائلتها الصغيرة التي تضم والدَيها وشقيقها الطفل الصغير، قبل هجوم للدواعش على قريتهم ( لم تحدد المخرجة جغرافيا مكان الاحداث. لكنها تقع في مكان ما بين العراق وسوريا) يسيطرون على المكان الصغير الذي يُقيمون فيه ، فيقومون بخطف النساء والأطفال واحتجاز الرجال الكبار وقتلهم أمام أبنائهم وزوجاتهم، بينما يتم فصل السيدات الكبار عن البنات الصغيرات والأطفال بالسيارات قبل تحركها ، يردد الدواعش هتافات دينية في عملية الاحتجاز والقبض على الإيزيديين وأسرهم، وعندما يتحدث والدها مع زعيمهم عن كون الدين الإسلامي يتضمن النص على حرية عبادة الآخرين( لاإكراه في الدين)، يرد الزعيم بأن الإيزيدي ليس له كتاب قبل أن يبدأ بقتله مع باقي الرجال الذين أُجبروا على الجلوس بالأرض، بينما صعدت نساؤهم وأطفالهم إلى السيارات التي ستنقلهم إلى النطاق الخاضع لسيطرة الدواعش بشكل كامل. تحاول(زهرة ) تخفيف وطأة الصدمة عن شقيقها الصغير، فتضع يدها على عينَيه بينما ترى هي مشهد قتل والدها أمامها دون أن تتمكَّن من فعل شيء، فابنة الـ19 عامًا لم تقدر على مواجهة الإرهابيين الذين دمَّروا عائلتها، فوالدها قُتل أمامها ووالدتها أُجبرت على الذهاب في سيارة أخرى، بينما هي تواجه مصيرًا مجهولًا مع شقيقها الصغير. تتعرَّض الشابة (زهرة) إلى عنف غير مسبوق في فترة وجيزة ، فالفتاة التي كانت تعيش حياة مليئة بالطاقة والحيوية وسط بيئة طبيعية متنوعة ، هي نفسها التي تعرَّضت إلى أبشع أنواع الاستغلال بعدما اكتشفوا عقب وصولها إلى منطقة الدواعش أنها عذراء ، ففُصلت عن شقيقها وخضعت لكشف عذرية على يد نساء الدواعش ، قبل أن تتعرض إلى البيع لمقاتل أجنبي أجبرها على الجنس باسم الدين. تنجح ( زهرة) في الفرار بمساعدة عمِّها الذي تتواصل معه ، وتقرر اللحاق بكتيبة مؤلفة من المقاتلات الأمميات ، اسمها "كتيبة الأفعى" وتضم مقاتلات من مختلف دول العالم ، لتبدأ مرحلة جديدة في حياتها نشاهدها من خلال مقاومتها مع أخريات من الفتيات والسيدات اللاتي قررن مواجهة الدواعش باستخدام السلاح ، (زهرة )، الفتاة الإيزيدية التي تتعرَّض إلى أبشع أنواع العنف والقهرعلى يد تنظيم داعش؛ هي نفسها التي تقرر الانتقام منه بالانضمام إلى رفيقات قررن مواجهة عنف الدولة الإسلامية بالسلاح وفي واحدة من المعارك التي تخوضها النساء باسم الإنسانية في مواجهة قوى التطرف والظلام التي تستخدم الدين الإسلامي ساترًا لتحقيق أهدافها فما بين معارك ومواجهات تسعى زهرة للانتقام لنفسها ولتجنيب مزيد من الفتيات المعاناة التي عاشتها في وقت تجاهل فيه المجتمع الدولي ما يحدث ، فالفتاة الجميلة ذات العينَين البُنيَّتَين تغادر مخيم إقامة اللاجئين وتبدأ معركة بمواجهة الدواعش. تحاول الفتاة الإيزيدية إنقاذ شقيقها الصغير قبل أن يستغل من قبل الارهابيين ويتحول إلى مقاتل داعشي ، بينما تجمعها تفاصيل علاقات إنسانية مع المقاتلات الأخريات القادمات من مختلف أنحاء العالم؛ فنشاهد حكاياتهن وقصصهن ، ما بين القادمات من باريس وإيطاليا وغيرهما من البلاد . تغوص مخرجة الفيلم كارولين فورست ، التي قدَّمت 21 فيلمًا وثائقيًّا من قبل ، في كثير من التفاصيل الخاصة بالمشكلات التي تواجه الإيزيديات تحت حكم الدواعش ، وعلى الرغم من المشاهد الصعبة المتعددة في الفيلم ، فإنها نجحت في التعبير عنها ، فما بين مشهد فقدان العذرية للشابة اليزيدية (زهرة) على يد الارهابي الأجنبي الذي اشتراها ، وصولًا إلى نقل مشاعرها المرتبكة ورؤيتها للآخرين من خلف النقاب الذي أُجبرت على ارتدائه، جاء توظيف التصوير بشكل يجعل المشاهد يعيش مع الأحداث وكأنه جزء منها ، وكيف أعاد “داعش” العبودية خلال 4 سنوات من حكمه الذي يشارف على الاندحار ، أعاد التنظيم حياة الإنسان قرونًا إلى الوراء في سوريا والعراق ، تاركاً علامات وملامح لا يمحوها الزمن في نفوس ضحاياه ، بدءاً من مآساة الإزيديين في شمال العراق ، هذه الطائفة التي شهدت أقسى جرائم الاستعباد التي مارسها التنظيم إبان إحكام قبضته على منطقة سنجار شمال العراق، والتي يقطنها 400 ألف شخص يشكلون مجمل تعداد الطائفة العرقية المنكوبة. سيطر التنظيم المتشدد على سنجار صيف 2014 واستمرت قبضته حتى أواخر 2015 ، إذ وثقت تقارير الأمم المتحدة فرار الآلآف، بينما وقع من لم ينجح بالفرار فريسة الإعدام أو العبودية. وقدرت التقارير إعدام حوالي 3 آلاف شخص من هذه الطائفة، وأسر حوالي 3200 آخرين ونقلهم إلى مدينة الموصل التي كانت تحت قبضة التنظيم في فترة سيطرته العسكرية الواسعة داخل العراق وسوريا. يرجع خبراء استعباد داعش للآيزيديين لكونه يعتبرهم ليسوا من أهل الكتاب، ففي مقالة التنظيم التي أقر فيها لأول مرة بمعاملته الايزيديين كرقيق، جاء “أن الناس من أهل الكتاب ، أو أتباع الديانات السماوية مثل المسيحية واليهود لديهم خيار دفع الجزية أو اعتناق الإسلام ، لكن هذا لا ينطبق على الإيزيديين". وتحت هذا التبرير، تقول الأمم المتحدة ، أن 90% من الايزيديات إنتهى بهن الأمر كرقيق جنسي ."كانوا يتجولون في الصالة الكبيرة التي حشرت فيها الأيزيديات ضمنهم عراقيون وسوريون ومقاتلون من جنسيات غربية ، وكانت المساومة تتم على 150 دولاراً للفتاة الواحدة، ويمكن الدفع أيضا بالدينار العراقي ، بحسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية عن ناجية من التنظيم ، تمكنت من الفرار إلى فرنسا ، طلب من أحد القادمين الحصول على مسدسه مقابل فتاة . تعمل كارولين منذ العام 2000 كصحفية ناقدة للتكاملية الدينية والسياسية ، وتتحدث عن الآثار السلبية للتكاملية في الديانات الثلاث ، المسيحية واليهودية والإسلام ، على حقوق الإنسان عموماً وحقوق المرأة بصورة خاصة ، وتتحدث عن استخدام الدين كوسيلة لانتهاك حقوق الإنسان ، تقول كارولين فورست: "بعد الهجوم الإرهابي على مركز شارلي إيبدو للنشر في 2015 ، وكنت واحدة من الكتاب فيه شعرت أن الكتابة لم تعد تكفي ، وعندما قرأت للمرة الأولى عن النساء الإزيديات اللواتي يتم الاتجار بهن ، أدركت أن القلم لم يعد كافياً ، وعندما رأيت صور المقاتلات اللواتي يحاربن بجرأة ويتولين قيادة الحرب على الإرهاب وعلى داعش، عرفت أن القلم لم يعد يكفيني. شعرت أني بحاجة إلى وسيلة أخرى لأتحدث عن حقيقة أكافح من أجلها منذ نحو 20 سنة". انعكست قدرات كارولين الصحفية على الحوار وصياغة نص الفيلم، حيث أنها تعمقت كباحثة في المواضيع وطرحت المعلومات على المتلقي بطريقة بسيطة ومختصرة، فتعرف الأجنبي على الديانة الإزيدية، وعلى تعقيدات مفهوم كون المرء كردياً، وتميز بين المفاهيم الدينية والثقافية والقومية، ولا تجمع بينها في سلة واحدة، تتحدث بكل صراحة عن كوردستان وسياسات المنطقة، وتعرّف برموز الكورد، وتمجد الشهداء: "أردت أن أعبر عن التقدير للكورد ولكوردستان وللقوة المدافعة عنهما".

يربط فلم أخوات في السلاح بين المواضيع العالمية، من خلال الحوار الذي يجري بين هؤلاء النسوة، ويصالحنا مع أنفسنا، ويقدم صورة أخرى للبطولة من منظور سينمائي . يأتي بصورة بطولة نسوية ويمررها عبرحوار إنساني ، ثم في النهاية ، يدعو الفيلم المشاهد للاطلاع على نظرات (زهرة) العميقة ، التي هي نظرات امرأة هي ضحية وبطلة في نفس الوقت ، وفي الأخير يترك المشاهد مع النظرة الأخيرة ل" زهرة " وهو المشهد الاخير من الفيلم. بعد ان تم افتتاح الفيلم في فرنسا عبر متروبوليتان فيلمكسبورت في 9 أكتوبر من العام الماضي ، عرض الفيلم في مهرجان السليمانية السينمائي في اكتوبر من العام الماضي ، وكذالك عرض في مهرجان الجونة السينمائي في مصر، الفلم يبين أحلك قصص الظلم من خلال ما حدث بالفعل للأيزيديين وقصص الشجاعة، وقصة المقاتلين الكرد ، والكرد بشكل عام ، ومن خلاله أريد أن يعرف العالم كله ما فعله الكرد من أجل هزيمة الفاشية الدينية ، حاولت " كارولين فورست " مخرجة فيلم (أخوات السلاح) أن تظهر للمشاهد الأوروبي الصراعات الدينية والقومية في منطقة شرق الأوسط بأسلوب صحفي وتقنية عالية من خلال مقاربة الهجوم الذي تعرضت له مدينة سنجار أو (شه‌نگار - باللغة الكردية) ذات الغالبية الايزيدية والمجازر التي تعرض لها الايزيديون من قبل تنظيم داعش الإرهابي ، والإشارة الى ان هذه المجازر حصلت نتيجة الاختلاف الديني . وبالرغم من أن زهرة ، الشخصية الرئيسية في الفيلم ، لكننا نتعرف خلال تلك الفترة على نساء من دول مختلفة ومن بينهن لينا، كنزة، الفرنسية من أصل جزائري، كلاريس الأمريكية من أصول أفريقية المعروفة بـ"القناصة الأمريكية"، ويال الفرنسية ممرضة كتيبة الأفعى ، هؤلاء النسوة ذوات خلفيات وقصص مختلفة، يجمعهن هدف واحد هو هزيمة تنظيم متوحش متورط بالاعتداء على نساء وشباب المنطقة واستعبادهم وقتلهم . وأهدت المخرجة كارولين الفيلم إلى المقاتلات الكرديات والمتطوعات من مختلف دول العالم اللواتي انتصرن على مرتزقة داعش التي وصفتها بـ" آخر حرب عالمية"، وقالت : تقديراً مني لجهودهن ، إنها ملحمة تكرّم القوات النسوية. منذ 20 عاماً، عملت (فورست)على إبراز التهديد الذي يمثله المتطرفون الدينيون على حقوق المرأة, حيث قالت في حوار معها على هامش عرض الفيلم : نظراً لأنني استُهدفت من قبل الأصوليين الإسلاميين لسنوات، وبعد هجوم 7 كانون الثاني [2015] على صحيفة [تشارلي إبدو] حيث فقدت الكثير من الأصدقاء، لم أعد أستطيع محاربة الدعاية الأصولية دون أدواتي (الكتابة والكلمات) ، كما أشارت إلى أنها كانت غاضبة للغاية من وحشية مقاتلي الدولة الإسلامية، لدرجة أنها فكرت في الذهاب إلى الجبهة لدعم جميع أولئك الذين يقاتلون، وخلال عملها كصحفية ذهبت فورست إلى شنكال وكردستان العراق قبل وبعد سقوط الموصل، وتابعت: "عندما انتشرت القصص الأولى لنساء إيزيديات اختطفهن تنظيم الدولة الإسلامية، فهمت أخيراً كيف أستطيع أن أكون مفيدةً من وراء عدسة الكاميرا، فقررت أن أصنع فيلماً بميزة ملحمية تستحق كل من الوقت ، والمقاتلين، وهذه الحرب"، وثقت فورست ممارسات تنظيم داعش الإرهابي بطريقة سهلة وممتعة دون التعمق في التفاصيل الدقيقة لتلك المرحلة إلى جانب الطابع الصحفي للفيلم حيث كان واضحا في الفيلم أنه مجموعة قصص صحفية حقيقية تم اعادة كتابتها واخراجها وبيانها للمشاهد كقصة متكاملة ، حاولت كارولين ربط ما حدث في شنكال بالتاريخ من خلال الحوار بين المقاتلات السبعة لأنهم من جنسيات مختلفة وكانوا ضحايا للحروب الدينية كما أنها وثقت ما تعرض له الايزيديات باسم الدين ، ذبح تنظيم الدولة الإسلامية الآلاف من الرجال اليزيديين واختطف حوالي 3500 امرأة وفتاة ، وباع الكثير منهم ، حتى يومنا هذا ، لا يزال المئات من اليزيديين في عداد المفقودين .

ومن ناحية أخرى ارادت المخرجة من خلال هذ الفيلم ان توجه رسالة الى الشباب الاوروبي حين صرحت بذالك : (هذا الشريط الروائي السينمائي هو جواب للدعاية الإسلاموية المتطرفة وهي التي تمكنت من إغواء الشباب في أوروبا، لإقناعهم بأنهم حلفاء الإنسانية ، والعدالة، ولإقناعهم بمغادرة أسرهم، لاستعمار منطقة لم يكونوا يعرفونها قط ، وهي ليست بلدهم، قصد استعباد النساء والأطفال. إنه حقًا فيلم موجه الى الشباب ، على أمل ألا يسمحوا لأنفسهم بأن يصبحوا عرضة للإغواء من قبل دعاية جماعات مثل داعش الماضي والمستقبل) . رغم أن أخوات السلاح اول فيلم سينمائي للصحفية الفرنسية كارولين فورست إلا أنها نجحت في إيصال رسالتها التي تدعم المقاتلات الكرديات في محاربتهم ضد تنظيم داعش الإرهابي وانتصار قوة الخير التي كانت تقاتل لأجل الحرية والمساواة بين الجنسين، وهو دعم من وجهة النظر الغربية للمرأة في مواجهة الاصولية الاسلامية ، إذ إن قضية التحرر بالنسبة لهم قضية مدنية في حين أن جوهر القضية بالنسبة للمقاتلات الكرديات هو مواجهة التطرف بكل أنواعه لخلق مجتمع عادل يعيش فيه الكرد والعرب وجميع القوميات بحقوق متساوية ، ولطالما شكل داعش في الفهم الكردي معادلا للأنظمة القمعية التي ارتكبت المجازر بحق الكرد وبحق الحياة المدنية عموما ، "أنا شخصياً أقاتل منذ أكثر من عشرين عامًا بأسلحة العقل والأمانة الفكرية. أواجه حزمة من المتطرفين الذين لا يحترمون أي قواعد ولا يعرفون حدودًا ولا التخويف ولا العنف ولا الأكاذيب. في بعض الأحيان، لم يعد قول الحقيقة ضد كل الصعاب كافياً. لهذا السبب أردت أن أصبح مخرجًة سينمائيًة وانتقل إلى لغة الخيال" على حد قول المخرجة. تم تصوير بعض المشاهد في كردستان العراق. أرادت المخرجة ان تستكمل التصوير في كردستان ، لكن الأمر لم يكن سهلاً ، تم تصوير معظم الفيلم في المغرب ، وعم الصعوبات التي واجهتها عند إخراج الفيلم تقول المخرجة ( فورست):

"لقد أخرجنا هذا الفيلم من الأرض من وِجداننا. وصببنا قلوبنا من أجله. لأننا كنا نؤمن به ولا نفكر الا في انجازه فقط. من خلال العمل دون توقف. هناك الكثير من الأشغال التي اضطررنا القيام بها بأنفسنا للوصول إلى هذا المبتغى . كما أخذ المنتجان من بلدي الكثير من المخاطر. الممثلات كانت رائعات بشكل خاص، فقد وافقن جميعًا حد أدنى من الأجور. هذا ما سمح لنا بالتصوير في المغرب مع فرقة رائعة كانت مكرسة لشريطنا باحترافية وشغف وجنون، حتى عندما كنا نصور خلال شهر رمضان، وكانوا جائعين وكنا نتجاوز المدة الزمنية المحددة لإكمال المشهد" ، رغم أن الفيلم تم تصويره في المغرب ، إلا أن فورست قالت إنه من الضروري استخدام الممثلين الكرد والأيزيديين للقيام بالأدوار الرئيسية ، (ديلان جوين) التي تلعب دورالشابة الازيدية ( زهرة ) ، وكولونيل البيشمركة يلعبه (كوركماز أرسلان) التي اكتشفته فورست من خلال العمل مع المخرج الكردي (هينر سليم) ، وعلى الرغم من أن الممثلة الأيزيدية التي من المقرر أن تلعب دور امرأة في سوق الرقيق لم تسمح لها السلطات المغربية بدخول البلاد بسبب جواز سفرها العراقي ، فقد حلت محلها الممثلة الأيزيدية الألمانية (شانيازحما علي). بالنسبة للمتطوعين الدوليين، اختارت فورست ممثلات أوروبية مثل (أميرة قصار) للعب دورالقائدة لكتيبة (الافعى) . "أميرة قصار" الممثلة الإنجليزية البريطانية الفرنسية الأيرلندية فهي ولدت في مدينة لندن لأب من أصل كردي وأم مغنية أوبرا روسية، قضت حياتها متنقلة بين إنجلترا وفرنسا وأيرلندا وأكملت دراستها في مجمع الفن الدرامي الوطني في باريس، تتقن التكلم باللغات الإنجليزية والفرنسية وأبرز الأفلام التي مثلتها هو فيلم سلفيا في سنة 2003 وفيلم تشريح الجحيم في سنة 2004. ويشارك في الفيلم ممثلون عالميون معروفون من بينهم كاميليا جوردانا، ياسمين ترينكا، رزان جمال ، مارك رايدر. الفيلم بمثابة ملحمة تكرّم القوات النسوية ويشارك فيها ممثلون بارعون، تركيا العثمانية بالطبع شنت هجوما على الفيلم واعتبرته دعما للقوات الكردية الذين تصنفهم أنقرة إرهابيين. بينما ترى كارولين فورست إن أحد الأهداف الرئيسة للفيلم هو إظهار كيف قاتل الأكراد ، على الرغم من انقساماتهم المختلفة، ضد داعش، وكيف أنقذوا العالم من هذا التهديد. في النهاية، فيلم " أخوات في السلاح" سلط الضوء على المقاومة ضد الدولة الإسلامية (داعش) التي وحدت المقاتلين الكرد تحت علم واحد ، الفيلم بين أحلك قصص الظلم من خلال ما حدث بالفعل للأيزيديين وقصص البطولة والشجاعة ، وقصة المقاتلين والمقاتلات الكرديات . ومن خلاله أريد أن يعرف العالم كله ما فعلته المرأة الكردية وما قدمته من أجل دحر الهجمة الظلامية لمجرمي داعش و أخواتها.

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

742 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع