تبارك من كسا خديك وردا‏

 

د. رعد العنبكي

 

في ذات يوم اجتمع الشعراء الثلاثة ابو نؤاس ودعبل وابو العتاهيه
وكانوا يتحاورون فيما بينهم  وبينما هم كذلك مرت بقربهم فتاة حسناء كاءنها البدر او الشمس المضيئه موشحه محلاة بالحلي الثمينه والجواهر الغاليه تهتز دلالا

وكانت ترتدي ثلاثة اثواب من الحرير كل واحد اقصر من الاخر فكان الثوب الاول والاعلى لونه ابيض والثاني الاوسط لونه اسود اما الثالث فكان بلون احمر
فقام ابو العتاهيه على الفور وانشد في الثوب الابيض شعرا :
تبدى في ثياب من بياض         باجفان والحاظ عراض
فقلت له : عبرت ولم تسلم        واني منك بالتسليم راض
تبارك من كسا خديك وردا      وقدك ميل اغصان الرياض
فقالت : نعم كساني الله حسنا      ويخلق ما يشاء بلا اعتراض
فثوبي مثل ثغري مثل نحري     بياض في بياض في بياض


 فقام دعبل وانشد في الثوب الاسود :


تبدى في السواد فقلت بدرا         تجلى في الظلام على العباد
فقلت له : عبرت ولم تسلم        واشمت الحسود مع الاعادي
تبارك من كسا خديك وردا       مدى الايام دام بلا نفاد
فقالت : نعم كساني الله حسنا       ويخلق مايشاء بلا عناد
فثوبك مثل شعرك مثل حظي         سواد في سواد في سواد


 فقام ابو نؤاس واخذ يقول في الثوب الاحمر :
تبدى في قميص الاز تسعى      عذولي لا يلقب بالحبيب
فقلت من التعجب كيف هذا        لقد اقبلت في زي عجيب
احمرة وجنتيك كساك هذا          ام انت صبغته بدم القلوب
فقال الشمس اهدت لي قميصا     قريب اللون من شفق الغروب
فثوبي والمدام ولون خدي          قريب من قريب من قريب
 
فأقتربت الحسناء وهي باسمه  وقالت :

احسنتم الوصف وقد اجاد صاحبكم وأشارت على ابو نؤاس       
وسارت في شاءنها بعد ان تركتهم في حيرة من حكمها


اهديها لكل سيدات العراق الحبيب
ودمتم برعاية الله وحفظة
اخوكم المخلص
الدكتور
رعد العنبكي

 

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1005 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع