الخطوط الجوية العراقية الأولى عالميا .. والتركية في المرتبة الاخيرة

                                                       

                                 خالد حسن الخطيب

 الخطوط الجوية العراقية الأولى عالميا .. والتركية في المرتبة الاخيرة

               

 بدء  دمه يغلي في عروقه والغضب يسيطر على عقله وأخذ يصيح بأعلى صوته ... متى تقلع طائرة الخطوط الجوية العراقية من بغداد متجهة الى مدينة ( انطاليا ) التركية  ..ها ..وقد مضت نصف ساعة على موعد اقلاعها  ونحن  في مطار بغداد .. لماذا هذا التسويف والتأخير .. بدأ الرجل يفقد أعصابه و الغضب  يسيطر عليه.. فقلت له .. هدّء من روعك يا صديقي فلا يوجد أحسن  و لا أقدر  و لا أرخص من الخطوط الجوية العراقية بكل المقايس التفضيلية حول العالم ..فضحك مستهزءا من كلامي  فقلت له وهل سمعت بالخطوط الجوية التركية express  sun   وما لها وما عليها .. تعال واستمع الى ما حدث لشقيقي  المقيم في دولة السويد  الذي قرر السفر الى مدينة انطاليا  التركية وقد حجز تذكرة على متن الخطوط  الجوية التركية express sun  .. فقال لي هات ما عندك ..فقلت له ... أن اسعار الطيران العالمية بشكل عام والتركية بشكل خاص  تتغير تغيرا كبيرا وتتاثر بالعرض والطلب فأذا قررت ان تسافر على الخطوط التركية بموعد  قريب فيجب عليك دفع الكثير من المال  حتى تحصل على تذكرة  اما الخطوط العراقيّة فأسعارها ثابتة ومستقرة ,  وثانيا  فقد قام شقيقي مجبرا  بشراء ما يسمى   Guarantee   او  ( الضمان ) بسعر  خمسون دولار  حتى يتمكن من استرجاع ( 75% )  من سعر التذكرة  في حالة عدم السفر لسبب ما  وهناك ضمان ارخص من هذا   بسعر ثلاثون دولار تقوم الشركة     بأرجاع 50  %  من سعر التذكرة مع ضرورة  جلب تأييد من طبيب خاص او مستشفى  يذكر فيه سبب المرض او العلة ,  وبدون شراء الضمان يسقط حق المسافر كليا وتبتلع الشركة جميع المبلغ المدفوع لها , اما  الخطوط  العراقية فتخصم  خمسون دولار  فقط ويتم ارجاع الباقي للزبون فورا  والشئ الثاني الذي تجده  في الخطوط الجوية العراقية ولا تجده في باقي الخطوط العالمية هو تغيّر  موعد الرحلة  بالمجان وعلى مزاج المسافر  . اما  المفاجئة التي حدثت  فقد قام شقيقي بحجز تذكره بدون وجبة طعام  لسببين الأول .. أن موعد أقلاع الطائرة من ستوكهولم ( السويد ) الى مدينة انطاليه ( التركية ) كان بحدود  العاشرة صباحا حيث يتمكن شقيقي من تناول فطوره  في البيت والتوجه  الى المطار  والسبب الثاني هو ارتفاع سعر التذكرة بحدود   45  %  عن سعرها الغالي اصلا  الذي كان ب ( 600 دولار  وبدون وجبة طعام ) و المفاجئة هو عدم تقديم اي شئ للمسافر حتى لو كان بسيطا مثل الحلوى ( الجكليت ) او قدح ماء  صغير  وهي الاصول المتبعة في كل شركات الطيران العالمية اما الخطوط العراقية فأسعار تذاكرها رخيصة للغاية  مقارنة من شركات الطيران ومشهورة  بكرم الضيافة والفخامة   ويقدم  لكل مسافر وجبة طعام لذيذة  مع القهوة  والشاي والعصائر والماء المثلج وما تشتهي الانفس ,  اما المفاجئة المدوية الاخرى   التي حدثت لشقيقي اثناء رحلته على متن الخطوط التركية  فقد وجد نفسه في مقعد غير مريح بالمرة فشك بعدم جاهزية  المقعد الذي يجلس عليه  فطلب من مضيفة الطيران ان تجلسه في مقعد مريح غير هذا  فكان جواب المضيفة  صادما لشقيقي بوجوب دفع مبلغ  100 دولار حتى يتمكن من الجلوس في مقعد مريح ويتمكن بتمديد  ساقيه .. اما طائرات الخطوط الجوية العراقية فأغلبها حديثة ومقاعدها مريحة للغاية ومجهزه بأرقى معدات الراحة والاستجمام  , والشئ الاساسي للخطوط الجوية العراقية هي قدرة المسافر من حمل أمتعة بوزن ثلاثون كيلو  اما الخطوط التركية فلا يتعدى الوزن  للمسافر اكثر من عشرين كيلوغرام فقط الا وتعرض لغرامة مالية كبيرة .. وفي هذه الأثناء بدأت مكبرات الصوت بقاعة مطار بغداد الدولي تنادي على المسافرين بالتوجه  الى الطائرة فقلت للرجل .. لقد تأخرت طائرة  الخطوط الجوية التركية في مطار  ستوكهولم التي كان شقيقي يستقلها  مدة اربعون دقيقة او اكثر ... فقال لي ( لا عمي لا .. الخطوط الجوية العراقية على راسي من فوق ) فضحكنا معا وانطلقنا في طريقنا لركوب الطائرة العراقية المتجة الى مدينة انطاليا التركية وأثناء حوارنا  كانت سيدة تستمع لما نقول فردّت بكل احترام .. أخواني لو تسافرون مع  الخطوط الجوية الامارتية وأسعارها الحارقة الخانقة لتصابون باليأس والأحباط  ...  وضلّ الرجل يقول...الخطوط الجوية العراقية  على رأسي ... الخطوط الجوية العراقيّة على  رأسي .. على رأسي .. على رأسي من فوق ...

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

907 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع