زيد الحلي
بقيتُ اياماً ، اسأل هذا الصديق وذاك ، ممن خضعت قلوبهم الى عملية قسطرة .. جميعهم اكدوا سهولة الأمر ، وبعضهم وصفها بالنزهة المرضية ، لاستكشاف ما خفي من امراض سكنت القلب خلسة !
توكلتُ على الله ، وسلمتُ قلبي ، ماكنة حياتي ، الى عملية القسطرة في مستشفى ابن النفيس ببغداد .. وفي صباح يوم الاحد المنصرم ، وكان باردا جدا ، كنتُ داخل صالة عمليات ، مزودة بالتقنيات الطبية ، تم حقن ضلع فخذي الايمن بمخدر موضعي، بهدف تخدير المنطقة التي سيتم إجراء العملية فيها بعد تعقيم قوي المفعول ، ثم وضعت أقطاب كهربائية سالبة صغيرة على الصدر لمراقبة إيقاع نبضات القلب .. وتم إدخال إبرة صغيرة مزودة بكامرة للوصول إلى الشريان المطلوب ..من خلال إدخال سلك إرشادي متبوعاً بقسطرة داخله.. ودون ان اشعر بألمٍ حاد… كنتُ اشاهد تفاصيل الفحص من خلال شاشة التلفزيون داخل صالة العملية ، وهي تتجول في اركان قلبي المقسم إلى أربع غرف: الأذينين العلويين الأيسر والأيمن، البطينين السفليين الأيسر والأيمن.. براحة وانسيابية … الان قلبي امامي الذي عاش معي وعشت معه كل عمري ، وسأعيش ما بقي من عمر بيد عبقرية طبية وانسانية ، تتنفسني بدعائها وتكرر البسملة في كل خطوة ، اينما حلّ سلك الفحص . وحين ، شاهدتُ تجاويف قلبي تستجيب الى انامل الرحمة الطبية ، انتابني احساس ، بأن لكل شيء توقيت حتى المشاعر لها فترة صلاحية ، فسحقاً لكل من عذَّب وخان، واستهان بمشاعر إنسان، وكأنه لا يعلم أنّ قانون هذا الكون هو كما تدين تُدان ، وان الحياة شريط ، الذّكرى محتواه، والماضي صفحة والحاضر طواه، والفراق ألم ، واللقاء دواه … فكم تمنيت ان نمنح التّسامح والمغفرة للآخرين ، وان نجعل قلوبنا بيضاء، ونتذكّر اننا ذات يوم لن نكون في هذه الحياة ، فهي ليست بعدد السّنين ولكنّها بعدد المشاعر … الحياة حلم ، يوقظنا منه الموت ..! لحظات ، بين يقظة وحلم ، مر خلالها في خاطري شريط ، مثل ومضات خاطفة ، شعرتُ فيها ان الحياه تحبُ من يحبها.. والتعاطف أساس الأخلاق.. والصدق لغة التفاهم ، وان الزمان اذا ضحك لك فكن على حذر.. لأن الزمان لا يضحك طويلاً ، لاسيما اننا نتقابل مع الناس كل لحظة.. ولكننا لا نتقابل مع أنفسنا إلا نادراً ، وايقنتُ أن التنافس مع الذات هو أفضل تنافس في العالم ، وكلما تنافس الإنسان مع نفسه تألقا تطور ، بحيث لا يكون اليوم كما كان بالأمس ، ولا يكون غداً كمـــا هو اليوم .. شكراً سيدتي د. نغم كريم معلّة .. لقد كانت رحمتك الطبية ، وساما انسانيا رائعا … فلقد وجدتُ فيك ، انسانة ، ترى ان في جشع الدنيا ، ما يشبه الماء المالح كلما ازداد المرء منه شرباً ، ازداد عطشاً… فكنتِ ملاذاً للقلوب العليلة المحتاجة .. فمن احب الله ، رأى كل شيء جميلاً، فالوجدان الخالي من حب الخير ، هو قلب لا يسكنه الله … حياك الرحمن . عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
الگاردينيا: استاذنا الغالي.. الف سلامة انشاءالله ..نرجو من الباري أن يمنحكم الصحة والعافية يا العزيز.
836 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع