روسيا لن تنقذ الاسد

                                          

                                               علاء كامل شبيب

التصريحات الاخيرة لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، و التي إعتبر فيها إستبعاد الرئيس بشار الاسد من العملية السياسية في سوريا غير وارد و انه أمر"يستحيل تنفيذه"، يمکن تشبيهه بآخر محاولة دولية من نوعها لإنقاذ الاسد من مقصلة الثورة.

لافروف الذي يصف عملية إستبعاد الاسد من العملية السياسية بالمستحيل يبرر ذلك بالقول"أنه يستحيل تنفيذه لأنه ليس بيد أحد تنفيذه"، وکأن النظم الدکتاتورية يتم إسقاطها بقرار خارجي و ليس خيار او إرادة داخلية وهذا يعکس رؤية مشوهة و غير متزنة للروس بخصوص الاوضاع ليس في سوريا وانما في المنطقة کلها، وان سقوط معظم النظم الدکتاتورية الاخرى في المنطقة کان تجسيد لإرادة و موقف الرفض العملي للشعوب من تلك الانظمة وان الشعب السوري الذي يرى و يشهد العالم کله"وروسيا من ضمنهم"، موقفه السلبي الواضح من نظام بشار الاسد و تأکيدهم المستمر بأنه ليس هناك من حلول او معالجات للاوضاع في سوريا من دون إزاحة نظام الاسد و إستبعاده من العملية السياسية نهائيا، ليس بمجرد موقف عادي بحاجة الى"رخصة مرور"دولية کي يتم تطبيقه على أرض الواقع وانما هو خيار و إرادة شعب سيترجمه الاصرار و الثبات على الموقف من نظام القتلة في دمشق.
روسيا التي طالما حاولت أن تتحين الفرص و تنتهز الظروف و الاوضاع في سبيل جني فوائد و مواطئ قدم لها، شهدت العقد المنصرم بأنه کان يخرج دائما من المولد بحمص"قليل"، لأنه کان يراهن دوما على الحصان الخاسر و کان يسعى دوما للحصول على منافع و مزايا أکبر من خلال إنتهاز الفرص و إستغلال الظروف و ليس المشارکة الجادة و العملية من أجل وضع الحلول و المعالجات المناسبة لکن من الواضح جدا أن الذي يقف خلف هذا الموقف"الهلامي" لروسيا هو النظام الايراني بنفسه لأنه و بإعتقاد و تصور العديد من الاوساط السياسية و الاستخبارية في المنطقة و العالم، يرى في إسقاط النظام السوري خطوة عملية متقدمة بإتجاه تقويض دوره في المنطقة و بالتالي إسقاطه، ومن أجل ذلك فإنه يحاول المستحيل کي يضمن البقاء لنظام الاسد بأية طريقة او صورة ممکنة، ويبدو أن تصريح لافروف موقف مدفوع الثمن و ليس بمجرد موقف عادي أبدا خصوصا وان روسيا کانت قد أعطت سابقا و خلال الاسابيع المنصرمة ثمة إشارات بخصوص إستحالة بقاء نظام الاسد، لکن موقفها الغريب و غير المفهوم هذا يأتي ليضع أکثر من علامة إستفهام على الرؤية الروسية للمشهد السوري، لکن هذا المسعى الجديد للنظام الايراني لن يکون بمقدوره التأثير على مسار الاحداث بالسياق الذي يتمناه و يرغب به هذا النظام لأن اللعبة قد باتت على المکشوف تماما وان النظام الايراني الذي ألقى و يلقي بکامل ثقله في سبيل خلاص نظام الدکتاتور الاسد إصطدم و يصطدم بأکبر عائق بهذا الخصوص الا وهو موقف الشعب السوري الذي يصر على إسقاط نظام الاسد و عدم القبول بأي خيار او بديل آخر، مثلما انه يصطدم أيضا بموقف و خيار غير معهود آخر وهو التلاحم و الالتقاء و التفاهم بين الثورة السورية و المقاومة الايرانية و الذي وصل الى مستوى متقدم لايمکن الاستهانة به أبدا، وهو أمر يتخوف منه النظام الايراني کثيرا و يتحسب منه لتأثيراته غير العادية على الاوضاع في إيران نفسها ولاسيما وان المقاومة الايرانية فضحت و تفضح الکثير من المخططات و الدسائس المشبوهة للنظام الايراني ضد الثورة السورية، وفي کل الاحوال فإن التصريحات الاخيرة لوزير الخارجية الروسي لن يکون بمقدورها أبدا إضافة شئ جديد للموقف الصعب للنظام السوري وان الاوضاع کلها تجري بإتجاه يتم تحديده وفق خيار و إرادة الشعب السوري.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

832 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع