سليمان البستاني .. مترجم الالياذة للكاتب اليوناني هميروس

                                           

                                                     مؤيد الناصر

      

   

                 سليمان البستاني .. مترجم الالياذة

               
 
البستانيون عائلة لبنانية لعب الكثير من رجالاتها دوراً كبيراً في ارهاصات النهضة العربية الحديثة التي بدأت في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وسليمان البستاني احدهم، فقد ذاعت شهرته حين ترجم ملحمة الالياذة شعراً بأشارة وتشجيع من يعقوب صروف صاحب مجلة المقتطف الذائعة الصيت، وله أيضا (عبرة وذكرى) الذي كتبه على اثر الانقلاب العثماني عام 1908، وهو مجموعة مقالات قارنت الوضع السياسي وانعكاساته في الدولة العثمانية قبل الدستور وبعده.

ولد سليمان خطار البستاني في 22 مايس 1856 في قرية بكتشين أحدى قرى بلدة دير القمر في اقليم الخروب التابع لقضاء الشوف بلبنان، تلقى مبادئ العربية والسريانية على يد عم أبيه المطران عبدالله البستاني، ثم انتظم في صفوف المدرسة الوطنية التي كان قد أنشاها بطرس البستاني في بيروت، وفيها تعلم الفرنسية والانجليزية فضلاً عن العربية والسريانية، وحين اثبت تفوقه عين معلماً في نفس المدرسة، وقد اكثر في هذه الفترة من الاطلاع على الأدب العربي والغربي، واخذ يكتب لمجلات أل البستاني مثل الجنان والجنينة والجنة، ثم شارك في تحرير دائرة المعارف التي أصدرها بطرس البستاني أستاذه.
 
كان البستاني محباً للسفر لذا نجده في مختلف بقاع الارض، ومنها العراق حيث سكن في منطقة المربعة الواقعة في شارع الرشيد في بيت قريب من نهر دجلة وتزوج فتاة عراقية من عائلة بغدادية ارمنية هي مريم بنت اسحق بن سغبوس بن انطون . يذكر انه في اثناء اقامة البستاني في بغداد حدث ان السماء أمطرت مطراً غزيراً في أوال سنة1889م دام عدة ايام  فوكفت سطوح اغلب المنازل، ومن جملتها دار صديقه الوجيه نعمة الله عبود، والتي سكنها بعده المؤرخ البغدادي يعقوب سركيس، وقد ورثها عن طريق امه امينة (مينا ) نعمة الله عبود، فنظم اذ ذاك شعراً علق في بهو الاستقبال لتلك الدار والواقعة قبالة بيت اهل زوجة البستاني حيث كان  يسكن معهم، ومنه :
            
لاتجزعن اذا الدار الجديدة مذ           حللتمـــوها تؤذيكــــــم وكفـــــــا
فطالع السعد قد حيّ قدومكم            يستمطر الغيث حتى اخرق السقفاً
 
ومن شعره هذان البيتان عربهما عن الفارسية:
 
قضيت الهي بالعذاب ويا ترى بأي مكان بالعذاب تدين
فليس عذاب حيثما أنت كائن وأي مكان لست فيه يكون
 
اعتلت صحته في أواخر أيامه فسافر الى امريكا للعلاج، لكنه توفى في نيويورك في 1 تموز 1925 ونقل جثمانه ليدفن في مسقط رأسه القرية التي ولد فيها.

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

760 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع