صداميون..وإن لم ينتموا..!!

                                       

                                                   عدنان حسين

يتضايقون ويتبرمون ويغضبون ويزعلون أشد الضيق والتبرم والغضب والزعل كلما عقدنا مقارنة في ما بينهم وبين صدام حسين. لكنهم هم الذين يدفعون بنا الى مربع المقارنة هذا.

صدام كان مهووساً بنفسه. كل ما فعله كان يعكس هذا النزوع المرضي الذي تضخمت معه الأنا في نفس صدام حسين فتحوّل الى دكتاتور وصار طاغية وخلّف لشعبه الدمار والتخلف والمذلة.

حكامنا الحاليون لا يفرقون بشيء عن صدام حسين في الكثير من تصرفاتهم وأفعالهم، فرئيس النظام السابق كان يدفع بالناس الى التظاهر تأييداً له، وها هم حكامنا الحاليون يستنهضون أعضاء أحزابهم وأنصارهم وأفراد العشائر وتلامذة المدارس في بغداد والأنبار ونينوى والبصرة وكربلاء وصلاح الدين) للتطبيل والتزمير لهم في تظاهرات يصفونها بالمليونية.

في أيام صدام كان المتظاهرون يلوحون عالياً بصوره ويمشون خلف اللافتات التي تمجده ويهوّسون ويرقصون. متظاهرو اليوم، والكثير منهم هم متظاهرو صدام أنفسهم، يرفعون صور حكامنا الحاليين ويحملون اللافتات التي تنطق بالكلمات ذاتها التي حملتها لافتات متظاهري صدام ويهوّسون أيضاً الهوسات نفسها.. الاسماء فقط هي ما تغيّر وتبدل، فقد حلّت أسماء المالكي والعيساوي والهاشمي محل اسم صدام.

لابدّ ان صدام كان ينتشي كثيراً وهو يتفرج، مباشرة أو عبر التلفزيون أو أشرطة الفيديو، على جموع المتظاهرين ويستمع الى هوساتهم، مع انه كان يعرف ان المتظاهرين مساقون الى الشوارع والساحات رغماً عنهم.

ولابدّ ان حكامنا الحاليين تعتريهم النشوة مثل صدام حسين وهم يتفرجون مباشرة أو مداورة على تظاهرات محازبيهم وأنصارهم وأفراد العشائر الذين كان أغلبهم محازبين وأنصاراً لصدام.

صدام انتهى منذ تسع سنوات وتسعة أشهر، ولم تفده التظاهرات المليونية في شيء .. عندما حانت ساعة السقوط وساعة الإعدام لم يهبّ محازبوه وأنصاره وأفراد العشائر للدفاع عن نظامه ولإبقائه على قيد الحياة.

هل من المعقول الا يدرك حكامنا الحاليون ان هذه الحشود من المتظاهرين والصور واللافتات التي يسيّرونها لن تفيدهم في شيء مثلما لم تفد صدام من قبل؟

حكامنا الحاليون لا يختلفون كثيراً عن صدام في نمط تفكيرهم، فها هم يتبارون ويناكفون بالتظاهرات والتظاهرات المضادة، والصور والصور المضادة، واللافتات واللافتات المضادة، والهوسات والهوسات المضادة، بدلاً من التنافس بالاعمال والمنجزات التي يحتاجها المساقون الى تظاهرات التأييد مثلما يحتاجها سائر العراقيين.

كلهم صداميون ... وإن لم ينتموا!

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

904 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع