أحزاب العار : هذا هو حصادكم ! الحلقة التاسعة

                                         

                          عباس العلوي

صناعة الحرامي !

احزاب العــار التي اشهرت افلاس الدولة العراقية وابقت خزينتها خاوية على عروشها / تفوقت على نفسها في صناعة الحرامي المحترف تحت شعارات دينية مزيفة / أو شراكة حكومية رائحتها تزكم الانوف / او تنمية انفجارية لاوجود لها الا في عقول خرفان جائعة / جاءتنا في ليل مظلم دامس / جرادها المُحرق جعل من بستان قريش قاعا صفصفا !

ديمقراطية دولة البطيخ المثيرة للسخرية / لاتختلف بشيىء عن < الوكالة من غير بواب > !
احزابها الحاكمة لم تفكر في اعمار البلد المثقل بالخراب والدمار/ او بناء الانسان المطحون بالجهل والفقر والتخلف/ بقدر ما تفتش في جلساتها المغلقة عن فروخ علي بابا من ذوي ضميرٍ مسحوقٍ / وقلب مقفل / وشرف قابل للبيع بمزاد سري اوعلني / لتكون رهن ارادتها في الاجهاز على المال الحرام / بمشهد لايختلف كثيرا عن الوحش الكاسر حينما يصطاد غنيمة بائسه غدر بها الزمن / اطلقت شاعرتنا ميسون الرومي العنان لصرخة عراقية مؤثرة ترجمت بها واقعنا المؤلم :

باگـوههْ أمـوالِ الشعَـبْ والشعَـبْ هالجُـوعان  
 مانـرْجـَهْ مـنـكـمْ كـلْ نـَـفعْ مَعشر اللوگـيـّه – العـَـبـتـوا بينهْ ! بَسّ لعبْ .. يالحنقبازيّهْ
رَجـْعـوهـَهْ أموالِ الـشـَعـَـبْ مـن الحـَـراميّهْ – كـلكمْ شـَـراكهْ بـالـنـَـهـبْ والناسْ مَسـبـيّهْ
لايـا حـَـرامِـيّـهْ
وعلى طريقة المافيات المعروفة / تصر احزاب السلطة دائما على اختيار وجوه بعينها في مواقع حكومية كبيرة لاعهد لها بالمهنية والكفاءة والنزاهة / خلفت وراءها فضائح اخلاقية ومالية عديدة / كما وضعت احتياطاً آخرمن النوع نفسه تستبدله عند تقلب الاحداث في بلد منكوب انعدمت فيه هيبة القضاء النزيه لتحقق هدفها المرسوم في الاثراء السريع / وصار المشهد طبيعيا ان ترى ذئبا من حزب واحد يشغل وزارتين في آن اوحد / او تقطع لآخر ثرثار مُعجبٌ بنفسه اربع وزارات يتناوبها واحدة بعد أخرى / او طبل اجوف يستوزر في وزارة واحدة مرتين لدورتين / او يُنقل حرامي محترف من وزارة فقيرة الى أخرى ضرعها دسم / لنشهد فصلا آخر من لعبة [ دريد لحّام ] بمسرحية < ضيعة تشرين > في تبديل الوجوه ! لله درّ شاعرنا المبدع احمد مطر حينما قال :
راح نصير أحنا الخـُرْفانْ / و نرَجـِّـعْ نـَفـْس السَجّـانْ
أحنا الشَعبْ الطايحْ حظـّهْ  / و أحنا الشعب البايـِعْ أرضَهْ
و أحنا الشعب الدايـِمْ /  يرضَهْ بها الجَلاّْدْ / لازِمْ يُحْـكُمْـنهْ < القَـوّاد > !

من حقك كمواطن ان تسأل الآن سؤالا عفويا َ: ماعلاقة الجعفري وسلفه زيباري بوزارة الخارجية ؟ ما علاقة الصَبي طارق الخيكاني الذي لم يظهر في فمه ضرس العقل بوزارة الاسكان والبلديات ؟ وماعلاقة المهندس صولاغ بوزارة الداخلية والمالية ؟ وماعلاقة فلاح السوداني بوزارتي التجارة والتربية ؟ وماعلاقة بائع الخضرة في كوبنهاكن عدنان الاسدي بوزارة الداخلية ؟ وماعلاقة حاكم الزاملي بالأمن والدفاع ؟ وماعلاقة مهندس الكهرباء فالح الفياض بمستشارية الامن الوطني ؟ وماعلاقة سعدون الدليمي وسلفه اسعد الهاشمي بوزارة الثقافة ؟ وما علاقة جاسم محمد جعفر بوزارة الرياضة ؟ القائمة طويلة ومخزية لاتفسير لها غير العنوان الذي يحمله هذا المقال !

اذن لاتستغرب إن تكون  90% من المشاريع الحكومية التي كلفت خزينة الدولة عشرات المليارات من الدولارات فاشلة ًاو متلكئة ًاو وهميةً / وأن تحسم منها مقدما حصة المحافظ  والحزب من كافة التعهدات والمقاولات ثم لاتسمع بعدها غير هروب المقاول / 13 عاما انقضت / لم تقدم لنا احزاب الفضائح أي منجز عمراني او اقتصادي او صناعي او زراعي اوصحي يمكن العراق الجديد ان يفخر به / بقت كل المرافق الاساسية التي تمس حياة المواطن في حال يرثى له .   

يدلي الكاتب سليم الحسني بشهادته عن الثراء الفاحش لبعض حرامية الاحزاب قائلا :
[[عندما يصل الكلام الى السيد بهاء الاعرجي وعن ثرائه الفاحش، فأنه يتناول امبراطورية مالية واسعة المساحة داخل العراق وخارجه ، نشأت بسرعة خاطفة ، وضربت عمقها في مفاصل تجارية ومالية كبيرة وخطيرة / كما يجري الحديث عن عمولات بعشرات الملايين من الدولارات مقابل اغلاق ملف واحد من ملفات الفساد الكثيرة التي تصل الى لجنة النزاهة البرلمانية والى ملايين أخرى تحت عنوان تقديم تسهيلات رسمية لرجال الاعمال وكان يخبر المتعاملين معه بأنه يعطي هذه الملايين من الدولارات الى التيار الصدري لتمشية اموره ! ]] انتهى
ويحدثنا الحسني عن الوزير الدراجي ايضا :
[[ يتعامل الدراجي مع عدد من رجال الاعمال عبر مجموعة من الشركات التابعة له والمسجلة بأسماء اشخاص وثيقي الصلة به شأنه في ذلك شأن معضم رجال الحكم والسياسة بالعراق . وجد الدراجي خلال فترة توليه لوزارة الاشغال والاسكان امرا ميسورا في هذا البلد المستباح ماليا وامنيا ، فعرف مداخل الفساد ومخارجه ، واكتسب خبرة جيدة في هذا المجال / استطاع ان يجني ثروته الحرام من خلال منح شركاته العقود الضخمة وبتسهيلات استثنائية ولايحتاج الامر لأكثر من ترديد شعارات وطنية وزيارة الاربعين وتوجيه النقد للدستور والمحاصصة لكي يدخل نادي الحصانة الذي يضم كافة مسؤولي الدولة ! ]] انتهى
على واقع  هذا الفرهود < المخزي > تأسست اللجان الاقتصادية وانتفخت بطون عتاولة الاحزاب التي تفننت في شراء الذمم وتبييض المال العام والصرف بسخاء على مليشياتها تحسبّاً للساعة التي يتهدد كيانها / وفي الوقت الذي َملأ طوفان الجيّاع والنازحين مدن وقصبات العراق / ترى نموذجا آخرمن البذخ المفرط تجسّد في تلك القاعة الكبرى المغلقة التي تزيد مساحتها على ملعب كرة القدم / بناها احد العتاولة المعمّمين بقصد المباهاة !
بـاگْ اعـنـَـبـْنـَـهْ اوبـَاعْ الـسـَـلـَّـهْ / اسْـمّ اللهْ اسْـمّ اللهْ امْـحـَـصـَّـنْ بـَاللهْ

 فضائيات الاحزاب التي تخوض كل يوم حربا طاحنه ضد خصومها من الاخوة الاعداء / وتنبش حتى قبور مواتهم / تلزم الصمت المطبق حيال امّعاتها المكشوفة عوراتهم / وكم مرة تكررعلينا مشهد الوزير الحرامي وهو يهرب بالقناطير المقنطرة من الدولارات الى اوربا وسط تغطية مخزية من حزبه /  ولعل مسلسل حازم الشعلان وايهم السامرائي وعبد القادر العبيدي وكريم وحيد وعبد الكريم عفتان ومحسن شلاش وفلاح السوداني ومحمد صاحب الدراجي / ومئات الحرامية الآخرين ممّن لم تكشف اسماؤهم بعد بدافع حزبي او طائفي مازالت ماثله للعيان / سوّد الله وجوهكم !

وللحديث بقية
السويد في :   12/ 3 / 2016

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

680 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع