احزاب العار : هذا هو حصادكم !/ الحلقة الثانية

                                                          

                                   عباس العلوي

            

مشاهد مخجلة لرجال الصدفة

من خلال تجربة الحكم في العراق الديمقراطي وجدنا اصرار احزاب السلطة على اختيار اشخاص بعينهم تارة هنا واخرى هناك وبدا واضحا يلعبون لعبة شطرنج قبيحة برجال بائسين ثبت فشلهم في العمل الوزاري والبرلماني بل ان البعض منهم ترك فضائح بجلاجل
< مالية واخلاقية > لايمكن السكوت عليها  لو كان هناك دولة تحترم نفسها ،على سبيل المثال لاالحصر ترك لنا وزراء الصحة : صالح الحسناوي ومجيد حمه امين ومفتش عام الوزارة السابق الحرامي المحترف عادل محسن  15 مستشفى جديدة بعهدة شركات مقاولات وهمية  كلفت الدولة مليارات الدولارات من المفترض الآن ان تقدم خدماتها للجمهور لكنها بقت ركاما متناثرا من السمنت والحديد والانقاض وبدلا من يُساءلون
امام  المحاكم عن سبب  ضياع وهدر المال تم اغلاق الملف واصبح نسيا منسيا  .

والدراجي وزير الاعمار السابق وزير الصناعة الحالي  ومابين الوزارتين كان نائبا في البرلمان عليه ملفات فساد عديدة  اعلن عنها بالوثائق سكرتيره في وزارة الاعمار من خلال احدى الفضائيات / آخرها ما حدث قبل ايام  حينما كشف رجال الامن الوطني الستار عن اكداس المال والذهب المسروق الذي بعهدته وخوفا من الفضيحة المدوية تظاهر بأزمة قلبيه كاذبة طلب نقله الى مستشفى ابن البيطار وسط مشهد اعلامي قبيح ليحصل على اجازة مرضية مكنته فعلا من السفر الى بريطانيا خوفا من الاعتقال وربما يُقفل الملف ويعود الى عمله لاحقا بتغطية حزبية ويبقى السؤال الحاضر الغائب اين مقتدى الصدر من كل ماجرى ويجري من حرامية التيار ؟   قائمة الفضائح طويلة لسنا بصددها الآن / ترجم شاعرنا المبدع واقع حالنا المزري بقوله :

حكومتنه المجيده والثلث تنعام --- خليتوا الشعب يترحم الصدام
ماشافت مثلكم امة الاسلام --- وماصار بشكلكم ياحرامية
ماصار بشكلكم ابد بالتاريخ --- خليتوا العراق ولاية البطيخ
ملختوا الشعب من بوكّم تمليخ --- منكم اشرف وانزه العفطية
اجيتونه بشرع وبدين وعمامه --- وقشمرتوا البعض باللطم والقامه
اذا اسلامكم هل شكل اسلامه --- راح نصير كل احنه مسيحية

ومن عجائب البطيخ الديمقراطي قلة حياء سياسي الصدفة يوم ان صنعوا لنا مؤسسة تدعى < بالنزاهة > خارج نطاق القضاء العراقي تحولت بمرور الايام الى اداة للتسقيط السياسي بيد الكبار والى جلاد يسلخ جلود اولاد الخايبة ويترك حيتان الاحزاب المتخومة بطونهم بالمال العام في الهواء الطلق / وهذا المنطق الفج يذكرني بالكلام البليغ للحكيم الاغريقي < ايسوب توفي > المتوفي  560 قبل الميلاد :
[نحن قوم نشنق صغار اللصوص ونعيّن كبارهم في المناصب الرسمية ] .

دخل العقم الحزبي مشهدا مضحكا مبكيا حينما انيطت في آن واحد وزارتين لايجمع بينهما جامع < الثقافة والدفاع > الى رجل تسبب بهزيمة منكرة للجيش وضياع 40% من مساحة العراق واذا كانت الثقافة العراقية بأمسها القريب تفخر بالجواهري والبياتي ومصطفى جمال الدين وجليل العطية ومظفر النواب ومصطفى جواد وبدر شاكر السياب وشفيق الكمالي ونازك الملائكة وعلي جواد الطاهر وعناد غزوان والعشرات غيرهم رسى بها الحال في زمن الانحطاط الى طبل اجوف دعي لايملك من الثقافة الا اسمها !

لم تخلُ ايامنا الحقيرة من حرب التشهير والمناكفة بين احزاب السلطة التي وصلت حد قلة الادب في الفضائيات اوغيرها / صراع يدورعلى الكراسي المهزوزة والمال الحرام ولافرق في ذلك مابين المعمم والافندي والاسلامي والعلماني والخاتون المحجبة او السافرة أو لكنهم في المقابل يتوحدون جميعا في تهميش الكفاءات العراقية  خوف ان تنكشف عوراتهم وأستطيع ان اجزم ان عدوهم الحقيقي ليس اسرائيل او داعش او التخلف انما الكفاءة العراقية اينما وجدت داخل العراق اوخارجه وللضحك على الذقون ركبوا بغلة الدجل يوم ان عقدوا مؤتمرا للكفاءات العراقية في بغداد عام 2010 قبيل الحملة الانتخابية حضرته انا والدكتور مؤيد عبد الستار والدكتور مهدي حنوش والقاضي زهير كاظم عبود ورياحين الجلبي وعشرات آخرين من دول أخرى لكنه للأسف كان عبارة عن تسويف مكشوف واعلام مظلل فالمافيات الحزبية والكفاءات العلمية خطان متوازيان لايلتقيان ابدا !

وهنا تحضرني شهادة اقولها للتاريخ فقط !
في نهاية عام 2005 كنت في بغداد وذات يوم طلب مني عالم الاجتماع العراقي الدكتور عز الدين ابو التمن ان نزور السيد نوري المالكي رئيس لجنة الامن والدفاع الوطني البرلمانية  في مكتبه بمبنى البرلمان وفعلا استجبت له وحينما دخلنا على ابي اسراء رحب بنا كثيرا واجلسني بقربه وكرر شكره لي على استضافته سابقا في احدى زياراته للسويد ومع مرور الوقت فاجأنا الدكتور ابو التمن بطلبه من السيد المالكي ان يرشحه سفيرا للعراق في ليبيا وعزز ذلك بقوله ان له 15 عاما استاذا في الجامعات الليبية وله علاقة قويه بالقذافي والطبقة السياسية يستطيع ان يوظفها لصالح العراق /  اجابه المالكي على الفور انا آسف ولو شغر مثل هذا المنصب لماذا اعطيه لك اعطيه لواحد من حزب الدعوة كما هو حال الاحزاب الاخرى في تقاسم السلطة / رد عليه ابو التمن الا تتعاملون انتم مع الكفاءات والخبرات التي يحتاجها البلد ؟ ابتسم ابو اسراء ابتسامه ساخرة و قال يادكتور الله يحفظك  خلينا من هذا الكلام ! بعد اشهر قليلة اصبح المالكي رئيسا للوزراء وصارفي كثير من خطاباته يطالب بضرورة الاهتمام بالكفاءات العراقية لتنمية العراق لكن على ارض الواقع كان العكس هو الصحيح  بطانة الاحزاب عشعشت اكثر وأكثر ورمت ببيضها الفاسد على رأسنا  / محافظات ساقطة / اقتصاد منهار / بستان قريش ينعم به داعش / ومليارات الدولارات في جيوب حرامية الاحزاب !
ارجو ان لايزعل مني على هذه  الشهادة كاتبنا الكبير الدكتور عبد الخالق حسين لأن ليس لي كما هو عداوة اوصداقة مع احد على حساب العراق !

رئيس الوزراء الحالي الدكتور العبادي لايجيد فن الخطابة لكنه لبق في الثرثرة والتمويه والمماطلة وحينما تطالبه المرجعية والتظاهرات الحاشدة بتقديم الفاسدين للقضاء ينادي بالتريث والتريث مفردة سياسية جديدة حلوة مثل المقبولية تشبه الفيلم الهندي لها اول وليس لها آخر !
لم يختلف العبادي الذي فرخه حزب الدعوةعن نظرائه السابقين في تهميش الكفاءات فعلى سبيل المثال بعث مؤخرا المفكر الكبير غالب الشابندر رسالة مفتوحة له عبر وسائل الاعلام بضرورة الاستعانة بخبرة المهندس النفطي العراقي العالمي المتألق الدكتور صلاح الموسوي صديق عمره في لندن وتنفيذ الامر الديواني الصادر سابقا بتعينه وكيلا لوزارة النفط بخبرة 40 عاما فى دول متعددة الاطراف واخرى ماوراء البحار بما يهم العراق في النفط والغاز والصناعات الكيمياوية والبتروكيمياوية استخراجا وتكريرا وتصنيعا لاسيما والبلد يعيش في هذا الظرف العصيب ازمة تدهور اسعار النفط وصلت الى حد مخيف وبدلا من ان يستجيب او يرد بشكل مقنع عمل من نفسه اطرشا حتى لايزعل عليه امعات الاحزاب الذين اوصلوه الى سدة الرئاسة !
اختم بعبارة جميلة ذكرها الكاتب الاعلامي المعروف ابراهيم الزبيدي في تقييم صاحب مفردة التريث !

< لم يستل العبادي سيفه على غير السمك الصغير، وعلى غير وِلد الخايبة المرتشين المغفلين الذين اكتفوا ببضع (ربطات) قليلة فقط من الدنانير، وأغمض عينيه الاثنتين عن الحيتان الكبيرة، وهي أمام وزاراته ومؤسساته وأمنه ودفاعه ومخابراته، تصول وتجول، علنا وعلى رؤوس الأشهاد، دون خوف ولا حياء. والحجة أن عين السيد الرئيس بصيرة ويده قصيرة > !
 
وللحديث بقية
 
السويد في 23/  1 / 2016
   
 

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

731 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع