ألكونت مونت كريستو / ألحلقه السادسة عشر

                                                    

                               د.طلعت الخضيري

            

طلب ألمبارزه

أعترف ألصحفي بوشان لصديقه ألبير ، أنه عندما كان في جانينا للأستقصاء عن تلك ألقظيه أتصل بمدير مصرف ، أخبره أنه أستلم من دانكلار استفسار عن حوادث جانينا وعن ماضي ألكونت مورسرف و إذاكان من ألمحتمل أن يكون هو فرناند مونديغو فأجابه بما يعرفه من معلومات ، فأتفق ألصديقان على أن دانكلار هو من كان وراء تلك الفضيحه، لذا أتجه ألبير مع صديقه إلى منزل دانكلار بحضور خطيب أبنته كافالكنتي ،

وفسر  دانكلار  كتابه إلى جانينا ، بانه كان من ألطبيعي عندما كان ألبير خطيب أبنته ، أن يستفسر عن مصدر ثروه والده ، وأن من أشاره على ذلك هو ألكونت  مونت كريستو ، لذاظن ألبير أن مونت كريستو هو مصدر ألبلاء وكشف ألفضيحه ،  وقرر أن يواجهه  ليكتشف حقيقه ألأمر..
لقاء عائلي
ترك ألبير صديقه عائداإلى منزل أبيه ،وعلم أن أبيه قد أنعزل في مكتبه ، ولا يرغب  بدخول أحد عليه.
وتوجه نحو  والدته ، فوجدها في حاله نفسيه يرثى لها ،وأثار ألبكاء وألألم على وجهها ، وقص عليها مقابلته لدانكلار ، وأنه  لديه أليقين  ،أن مونت كريستو هو سبب تلك ألمصائب ، وحاولت مرسيدس أن تبعد ذلك ألظن عن باله ، ولكنه ذكرها  تصرف مونت كريستو ،  عند حضوره حفل منزلهم  ، حيث لم يأكل ولم يشرب شيء خلال تلك ألحفله ، وذكرها أن من عاده ألشرقيون أن لا يأكلوا  ولايشربوا عند من يريدون ألثأر منه , وألكونت قد تكون جذوره شرقيه ، وتوسلت مرسيدس  من  أبنها أن يبعد تلك ألأفكار من مخيلته ،  ويتذكر كيف أن مونت كريستو أنقذ حياته في أيطاليا.
وغادر ألبير والدته دون أن يعدها بشيئ ،وهو في اشد ألحالات من  ألأضطراب وألألم.
موعد في ألأوبرا
مساء ذلك أليوم ،  أصطحب ألبير صديقين له ، أحدهما ألصحفي بوشان ،إلى دار ألأوبرا ، حيث جلسوا في مقصوره  بها  ، مواجهه إلى مقصوره ألكونت مونت كريستو ،  وأنتظر قدومه كعادته ,و وصل مونت كريستو في خلال الفصل ألثاني من ألأوبرا ،يرافقه ماكسمليان موريل ،وجلس في مقصورته ،وينظر بين حين وآخر بمنظاره ’ تاره ألمسرح ، وتاره أخرى من تواجد حوله.
وفي ألأستراحه بين ألفصلين من ألأوبرا، دخل في مقصورته ألبير مورسرف  ، يصاحبه  صديقيه ، وبدأ بالتهجم على ألكونت ، ودعاه للمبارزه بعد أن أراد كما هي ألعاده رمي قفاز يده بوجه ألكونت ،  لولا أن مسكه أصدقائه ، وتقبل ألكونت ذلك ألعرض .  وحدد موعد ألمبارزه في فجر أليوم ألتالي في غابه فانسنت  , واختار ألبير بوشان وصديقه ألآخر كشاهدين  ، أما مونت كريستو ،  فاختار ماكسمليان وزوج أخته  مانويل كشاهدين له  ، وبما أن من أهين له ألحق أن يختارسلاح  ألمبارزه ، فقد اختار مونت كريستو ألمبارزه بالمسدسات ووعد صديقه ماكسمليان أنه سيرى ألبير قتيلا ،صباح أليوم ألتالي.
ألزياره
عاد مونت كريتو إلى منزله ، وأمر خادمه علي بأحضار مسدسين، وأراد أن يتدرب بهما  في رمي هدف وضعه على حائط ألغرفه , وعلى حين غره دخل خادمه ، و سبقته أمرأه غطت وجهها  بوشاح أسود ، وتبين بعد أن أزالت ألوشاح أنها مرسيدس , وركعت ألمرأه أمامه ،  وخاطبته بأسمه ألحقيقي أدمون  دانتيس، وتوسلت أليه أن لا يقتل أبنها ألوحيد وأنها شخصته من أول لقاء لهما وتتبعت
أخباره منذ أليوم ألأول للقائهما ،  أما مونت كريستو أو دانتيس  فقد عرض عليها كتاب ألوشايه، ألذي سبق أن أستحصله من مفتش ألسجون لقاء  مبلغ ضخم أرشاه به ـ بشراء سندات قرض لا قيمه لها ، وحيث كان دانكلار هو ألعقل ألمدبر  ، وفرناند ألذي  سلم ألكتاب إلى ألمدعي ألعام ، وكادروس هوألذي كتبه وهو ثمل.
وأخيرا أسر مونت كريستو أو أدمون  أنه بالرغم أنه قضى خمسه عشر سنه من  حياته في سجن جزيره أيف ألرهيب ،وما عاناه وما خسره ،فأنه يعد مرسيدس بأنه لن يقتل أبنها ألبير ، وإنما سيضحي بنفسه  ، ويدع ألبير أن يكون ألمنتصر في تلك ألمبارزه.
وودعته  مرسيدس بعد أن أبدت أمتنانها له ولنبله ،  بينما كانت ألدموع تسيل من عينيها.
بعد مغادره مرسيدس ألغرفه , جلس مونت كريستو وكتب وصيته حيث ترك مبلغا من ألمال إلى أبن مالك ألسفن موريل  وهو ماكساميليان  وكان ضابطا في ألجيش ألفرنسي  وتمنى في وصيته لو شاء  ألأخير أن يتزوج هايدي ,، وترك أيضا مبلغا ضخما إلى أخته جولي وزوجها  مانويل أما بقيه ألتركه فوهبها إلى هايدي ألذي أعتبرها كأبنه له , وفوجأ بعد أن أنهى كتابه ألوصيه  ووقعها  ‘ أن شعر بشخص  يراقبه من ألخلف ، ولم  تكن إلا هايدي ألتي ركعت بجنبه ،   وأخبرته أنها قرأت ما كتبه وأنها لن تعيش بعده.
وفي فجر تلك ألليله قدم ماكسميليان و زوج أخته وتوسلا ألكونت  بالحفاظ على حياه غريمه  وصديقه ألقديم ألبير مورسرف لأنه ألأبن ألوحيد لوالدته بعد ألمصاب  ألتي أصابت ألعائله  به ، فطمأنهم  مونت كريستو أنه هو ألذي سيموت ويترك عمدا ألبير ألفوز في ألمباراه.
ألمفاجأه
وصل مونت كريستو مع ألشاهدين إلى  غابه فانسان بعد ألفجر بقليل ، فوجد حضور ألشاهدان لغريمه ، ألصحفي بوشان وصديق آخر لألبير ، وفحص ألشهود ، حسب ألمعتاد ، ألمسدسان ألذان سيتبارزان  بهما ألغريمان , وأنتظرا وصول ألبير.
وبعد فتره وجيزه وصل ألبير مورسيرف ، وفاجأ ألجميع بأن طلب منهم أن يتجمعوا حوله لسماع مايريد أن يخبرهم به  وقال ما يلي( أيها ألساده أنني طلبت ألمبارزه لظني أن ألكونت مونت كريستو أراد ألأنتقام من أبي بسبب
خيانته  لعلي باشا  ،  ثم علمت هذه ألليله أن أبي فرناند  قد خان صديق  له كان بحارا  في مرسيليا ، وأن ألكونت ينتقم منه لذلك ألسبب ألوجيه ، لذا أقدم أعتذاري  لسيدي ألكونت  ،  أتمنى أن يتقبلها أو أن نتبارز فساكون أنا من يقتل) ودمعت عيني  مونت كريستو ،  وقبل ألبير ، ورفع عينيه إلى ألسماء شاكرا  ، وفهم أن مرسيديس  باعترافها لولدها بالحقيقه قد أنقذت  حياته كما هو أراد أنقاذ حياه ولدها بأن يسهل لألبير  قتله  أثناء ألمبارزه.
قرارألوالده وألأبن
عاد ألبير إلى مسكنه ألصغير ألملحق بقصر والده ، وتفحص محتوياته وأنتزع صوره والدته من أطارها حيث أحتفظ  بها. ثم دخل عليه خادمه ألخاص ألذي رافقه في ساحه ألمبارزه, وسأله أن ألكونت ألوالد قد أستدعاه ،وأستفسر عن ماذا يجب قوله للكونت ،إذا سأله عما حدث  في ساحه ألمبارزه ،  فأمره ألبير أن يرد على والده بأنه أعتذر من مونت كريستو , وبعد ذلك بقليل،سمع ألبير صوت عربه والده وهي تترك ألمنزل ، وجمع حاجاته ألظروريه لترك ألمنزل ، وترك كل  مالديه من نفائس  ثم اتجه نحو غرفه والدته ،  فوجدها جالسه حزينه ،   وقد جمعت حاجاتها ألظروريه لترك ألمنزل كما خطط هو ذلك من قبل ، وقبل أن يغادرا ألمنزل أستلم ألبير رساله موقعه من ألكونت مونت  كريستو أي ألبحار ألسابق أدمون دانتيس خطيب مرسيدس ، يشرح له أنه على علم بنيتهما ترك ألمنزل  بدون مال ، لذا يرجوه ألتوجه إلى مرسيليا حيث  بيت والده ألقديم ألذي أشتراه سابقا  ، وسيجد في محل معين من   ألحديقه ،  صندوق سبق أن دفنه هناك ، يحتوي على ما كان لديه من ألمال ،  ألذي كان يريد أن يهبه إلى خطيبته مرسيدس  كمهر لزواجهما  ، وأن لها ألحق أن تستلمه أليوم ، وأنه يعلم أنها سترفض لو وهبها  ما لديه  من ألملاين ، ولكنها لن ترفض ما كان من حقها أن تستلمه لو تم زواجهما قبل سنين مضت ، ونظر  ألبير إلى والدته مستفسرا  فهمست  بصوت خافت نعم أنني أقبل المبلغ لأدفعه إلى ألدير ألذي سأقضي به بقيه حياتي كراهبه.
ألأنتحار
بعد رجوع ألكونت مونت كريستو إلى منزله قادما من ساحه ألمبارزه  ، أستدعى خادمه برتوشيو وعلم منه ،بعد أن كان قد ارسله إلى بيت مورسيرف ،  ليتجسس له عما كان يحصل هناك ،  فعلم بنيه مرسيدس وأبنها  ترك  ألمنزل فكتب رسالته وأرسلها إلى ألبير كما ذكرنا.
أما ألكونت مورسيرف فكان  على علم بتلك ألمبارزه ‘وانتظر خلف ستار نافذه ليرى ما سيحصل , وعندما رجع ولده سالما تهلل وجهه فرحا بسلامته ،
وانتظر أن يتجه  ولده أليه ليبشره بقتل  مونت كريستو، وبما أن ذلك لم يحصل ، أرسل بطلب ألخادم كما ذكرنا والذي أخبره فيما بعد بما أمره أبنه أن يقول له ،أي أعتذاره من مونت كريستو ، لذا قرر ألتوجه إلى منزل مونت كريستو كما ذكرنا سابقا.
وبعد مناقشه طويله بين ألرجلين ، سرد بها مونت كريستو ماضي ألجنرال ألكونت مورسيرف وأنهاها بذكره قصه خيانه ألصياد فرناند لدونتيس وزواجه بعد ذلك بمرسيدس ، وبعد أن أستمع مورسيرف  وكأن يد ألقدر قد ظربته  ظربتها ألقاضيه ، ترك ألمنزل ،وهو في حاله رعب ويأس ، ورأى عند وصوله ألمنزل  ، مرسيدس وألبير وهما يتركانه بعربه مؤجره ،وأتجه نحو غرفته حيث سمع صوت أطلاقه رصاصه مسدس.

للراغبين الأطلاع على الحلقة السابقة

http://www.algardenia.com/maqalat/17871-2015-07-18-20-12-30.html

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

714 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع