سرور ميرزا محمود
تجذب بحيرة خالد في الشارقة وكورنيشها الجميل المطعم بالمقاهي والمطاعم ووسائل الترفيه الكثير من سكان المدينة وزوارها خلال كل الأيام، لما لها من تأثير سحري على النفوس سواء في منحها فرصة للألتقاء والمتعة في أحضان جمال تكويناتها...
وتكشف الحوارات والجلسات بين المعارف والاصدقاء مجالات خصبة لاستذكار الذكريات، كما أنه صار أشبه بمنتدى لتلاقي الأفكار بين عديد من أبناء وطننا وبعض من المواطنين التي ترتاد المقاهي، حيث تدور مناقشات سياسية وفكرية حول موضوعات عديدة قد تحدث على الساحة أو تشغل الرأي العام، كما كنت ولازلت أعتقد أن الجلوس في المقهى يفتح أبوابا على عالم مليء بالحياة أضافة الى التعرف على مستجدات واقعنا بكل ابعاده وخلجات ما يحدث له ومن هنا أشعر بوجودي فيه، في هذا الاسبوع استمتعنا بالجلوس في الهواء الطلق وهي متعة تدخل البهجة بلا شك على النفوس، وكان محور نقاشنا عن مجلة الگاردينيا ومن هنا تبرز شخصية مبدعها ومنشأها وأدراكه مفاهبم الحياة وتوظيفها في سلم تطوير المجتمع ولما يتمتع من خصال الاعلام و لما نهله من الينبوع الاول لثقافته وقرائاته وكيف يتفهم عصره وكيف يتفاعل معه ليجعل منه منتجا ذا شخصية قوية تدرك مفاهيم الحياة وتوظيفها في سلم تطوير عمله، كما وانه فاعلا يحفز ملكات الابداع عند الذين يكتبون في مجلته وهو الذي يرسم ويخرج ويقدم ملامح الموهبة التي يمتلكونها بكل ابعادها السياسية والثقافية والترائية والرياضية والفنية بغية ايصالها بالشكل الجميل للمتلقي، تطرقنا عن البدايات ومجالس حمدان التي كانت ذات الإهتمام بالدرجة الأولى بالتراث والفلكلور البغدادي، وجاءت تسمية الگاردينيا لتفسح المجال للتوسع وللتقدم لنكون مجلة استمدت قوتها واستمرارها من خلال دعم ومشاركة ومساندة من قبل من يكتب فيها باخلاقية ومهنية.ومن زيورخ المدينة الجميلة التي تجمع بناياتها بين الحاضر والماضي والمطلة على على بحيرة تحمل نفس الأسم في وسط شمال سويسرا على مقربة من الحدود الألمانية النظيفة والآمنة والهادئة، وهي لا تقل شهرة عن مدينة جنيف، انطلفت الگاردينيا محلاة بشكولاتة ديرتها كونها مسكن رئيس ومؤسس المجلة الاستاذ جلال چرمگا.
وبدأت الگاردينيا تحلق في فضاءات الثقافة المتماهية مع دوائر متنوعة تبدأ بالمحلي وفلكلوره التراثي بكل ابعادها الأنسانية ، وخلال مسيرة متميزة لأكثر من سنتين سجلت الگاردينيا مآثر على هذا الدرب الشائق والشيق، فلم تكن مجلة عامة فقط وانما حاضنة دائمة للثقافة والفنون ودور جيشه الوطني منذ استقلال العراق والرياضة وحتى المطبخ الذي يستهوي النساء، ان هذه الحاضرة التي جاءت من أعماق الطموح لتؤكد دائرية موقع العراق وثقافته الصادرة عن تاريخ عميق الغور في المساهمة الثقافية الإنسانية الشاملة، باعتبارها رافد كبير من روافد الثقافة العالمية، وهذه المثابة تستحق منا أن نتموضع في المكان الذي يليق بنا تحت وهج الشمس النائرة، وخلال الأفلاك العامرة.
استطاعت الگاردينيا أن تجلب اهتمام كثيرون من مثقفي العراق من مفكرين وأدباء وفنانين اضافة لاهتمامها بالتراث التي باتت سمة مميزة والمتاحف في مختلف بلدان العالم، لما يمت إلى ثقافتنا سواء القديمة أو المعاصرة، شجعت الگاردينيا المتميزين وغيرهم ممن وجدوا في هذه المجلة فضاء للتفكير والإبداع والمشاركة، الآن وبفضل الأستاذ جلال چرمگا واقلامها وقارئيها ومتابعيها ما واصلت تحققه على الميدان الثقافي والتراثي العراقي وغبره من نواحي الحياة مع الطموح للمزيد والانتشار.
ربما هناك تساؤل لماذا أكتب عن الگاردينيا وانا من كتابها،هل هو مدح ام تملق مطلوب ام هو استمرار في الكتابه، وأجيبكم عدة أجوبة بأن الكتابة هي الحياة، والكتابة استنشاق لحرية وواحة وروح التعبير، ان ما كتبته هو خلاصة لآراء تمخضت عن جلسة من الجلسات مع اناس عراقيين وآخرين في ذلك المقهى الجميل على ضفاف بحيرة خالد في الشارقة والتي تخصص محور نقاشها عن مجلة الگاردينيا ومؤسسها ورئيس تحريرها ولولبها، ومن الله التوفيق.
سرور ميرزا محمود
561 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع