هدى وحنونة

                                 

                       الدكتور وليد الراوي

تعود بداية تسمية الاعاصير إلى عالم الارصاد الجوية الاسترالي كليمنت راج (1852 – 1922) حيث أطلق على الأعاصير أسماء البرلمانيين الذين كانوا يرفضون التصويت على منح قروض لتمويل أبحاث الارصاد الجوية.
وفي بعض الأحيان كان يطلق على الأعاصير أسماء  النساء  اللاتي يكرههن و هناك رأي يقول أنه كان يطلق على الاعاصير أسماء من يحب من النساء لكنه رأي ضعيف.

تمكن السياسيون أن يبعدوا أنفسهم عن التسمية بأساليبهم المختلفة ، فألصقت التسمية بالعنصر النسائي ، وماعزز ذلك وجود توافق بين الأعاصير والنساء، فالمرأة يصعب التنبؤ بعنفها وصاحبة أمزجة متقلبة وذات بطش عندما تكره وتظهر غضبها ولا تكتمه كحال الإعصار.

وهناك رأي آخر يقول ان تسمية الأعاصير بأسماء النساء كانت بدافع الآمل بأن تكون أعاصير المستقبل ناعمة ولطيفة غير مخربة كحال النساء
وخلال الحرب العالمية الثانية طوّرت القوات المسلحة الأميركية تسمية الأعاصير، حيث كانت القوات الجوية والبحرية الأميركية تقوم بعملية  متابعة ورصد دقيقة للأعاصير في شمال غرب المحيط الهادي ولمنع تعدد الأسماء والاختلاف حولها ، أطلق خبراء الأرصاد الجوية العسكرية الاميركية على الأعاصير أسماء زوجاتهم أو صديقاتهم
وفي العودة إلى الاسماء النسائية فكان يطلق على الإعصار الأول إسم المرأة التي تبدأ بأول حرف أبجدي وهكذا مع بقية الاعاصير والاسماء مع مراعاة أن تكون الأسماء قصيرة و يسهل نطقها وتذكرها و تم اعداد قائمة لـ 84 إعصار كلها بأسماء إناث
اما في عالم الشرق الاوسط فقد ظهر لنا " هدى"  في الاردن وفلسطين و "زين" في لبنان وقبلها في العراق ظهر لنا اعصار "حنونة ".
من الطبيعي ان يحاول بعض الجغرافيين العاملين في حقل الارصاد ان يطلقوا اسما به الامل والخير على هذه الاعاصير مثلما اطلق على الاعصار او موجة " هدى"
فهدى هو الطريق الى الخير  وقد وقع الاختيار على هذا الاسم أملاً و تضرعاً إلى الله بأن تكون هذا العاصفة ,عاصفة خير وان تحمل هذه العاصفة بإذن الله أمطراَ وخير تُبشّر بموسم مطري وزراعيّ كبير.
واذا عدنا الى علم الارصاد الجوي الاسترالي "راج" حينما اطلق اسماء الاعاصير على سياسيين او برلمانيين , فنحن في العراق سنشهد اطلاق اسماء كثيرة تيمنا بالخير العميم والوفير الذي جاء به هؤلاء السياسيين والبرلمانيين ولكن اعاصيرنا تختلف جذرينا عن اعاصيرهم ولها مميزات تمتاز بها ومن اهمها:-
1.ان اعاصيرنا متنوعة وحسب العرق والدين والمذهب وهو بخلاف الاعصار كاترينا فهو اعصار يضرب كل المناطق ودون تميز.
2.ان اعاصيرنا تجد فيها الاعصار الشيعي والاعصار السني والاعصار الكردي والاعصار الفارسي.
3.ان اعاصيرنا لاتضرب الا مناطق بعينها فهي ليس مثل الاعصار ريتا الذي لايفرق بين الناس على اساس الدين او القومية
4.الاعاصير الشيعية المتمثلة ب اعصار هدو" ابو الحسن" واعصار " ابو سريوة" واعصار " الكتكوت, فهذي تضرب مناطق السنة.
5.اما الاعاصير السنية فكانت اكثر عدالة من الاعاصير الشيعية , فالاعصار "دعوشي" ضرب كل المناطق السنية قبل الشيعية واليزيدية قبل الكردية والمسيحية قبل الشيعية
6. ان الاعصار " هدى" على سبيل المثال يتامل منه الخير, اما اعاصيرنا فتجلب الدمار مثل الاعصار ليما.
وعند العودة الى اطلاق الاسماء الانثوية الرقيقة فلدينا نحن العراقيين اعصار " حنونة" واعصار"علاية" عالية نصيف واعصار" مهاوي" مها الدوري وغيرها من الاعاصير الانثوية الجذابة الرقيقة.
واذا اصر البعض على اطلاق اسماء الرجال على الاعاصير كوننا ننمتاز " بالفحولة" الزايدة عن باقي البشر فسيظهر لنا اعصار " صخيل" واعصار" عبعوب" واعصار" حكومي" واعصار" قيوسي" واعصار " رفوعي" واعصار" مشعوني" واعصار" نعولي" واعصار" زمولي"
وكل عام والعراق الى مزيد من اعاصير العملية السياسية ال..........؟
الدكتور وليد الراوي

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

764 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع