في زمن الخراب

                                    

                          مصطفى العمري

إلتقيت به أمام محل ( وول كرين ) رجل في منتصف الاربعينات من العمر , من الامريكان السمر ,

ميزته كانت لحيته فهي طويلة ما شاء لها الفقه ( المتطاول ) و دشداشته القصيرة ( اقصر من افقه و فكره ) كانت معه زوجته المغطاة بجلباب لكي تخفي وجهها و عيونها و محاسنها عن الاخرين ( حرية ليس عندي إشكال ) أعتقد انه عرفني , توجه نحوي قال بلكنة ( السلام عليكم) قلت وعليكم السلام , قال ما شاء الله انت مسلم ؟ قلت نعم , بعدها حاول الحديث عن الإسلام ( الإسلام الذي يعرفه هو )  سألني في أي مدينة اسكن !  وبعد لف و دوران , قال لي كيف تجد العيشة مع الكفار !!

قلت ماذا ؟

أعاد عليّ نفس السؤال , قلت , من تعني بالكفار ؟  قال الامريكان !!

يالله لقد هزني هذا السؤال و أعتقد اني فقدت بعضاً من اعصابي , أيعقل أنا في أمريكا , حاولت تحسس وجودي فانا لازلت أفكر , اذن انا موجود , قلت له لا أعتب عليك لكن اللوم كل اللوم على من علمك كره البشر و تقسيمهم الى اهل جنة و اهل نار , من جاز لك ان تصفهم كفار ؟ هل انت داعية محبة و سلام ام داعية قتل و تخريب ؟

رأيته وهو باهت ما كان منه الا ان صعد بسيارته وغادر بدون كلام او سلام . أتمنى لكم السلامة جميعاً و أتمنى من جميع أتباع أديان الله , ان لا ينصِّبوأ أنفسم ملائكة لفرز أصحاب الجنة و أصحاب النار , فنحن لازلنا على الأرض

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

551 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع