قلق وتشكيك امريكي امام داعش

                                      

                       محمد علي الأمام

تتوالى التصريحات الامريكيه وتشير الى قلق متزايد من تحقيق الدوله الاسلاميه لنجاحات نوعيه في اماكن عدة ومتباعده واحده عن الاخرى ومما يثير الحفيظة والقلق تصريحات وزير الدفاع الامريكي السابق الذي قال ان الحرب على الدوله الاسلاميه سيكون صعبا وطويلا وقد يستمر الى ثلاثين عاما !!

والتصريح الاخر والاخير لوزير الدفاع الامريكي الحالي من احتلال المسلحين التابعين للدوله الاسلاميه  لمناطق جديده في الانبار يعتبر تهديد مباشر للعاصمه بغداد وكذلك شكك وزير الدفاع بقدرة الجيش العراقي الحالي وامكانياته وعزى ذلك الى انهماك الجيش في السنوات الاخيره في معارك جانبيه اضعفته ..
من هذه التصريحات نستشف الكثير مما يفعله الامريكان وما يريدون فعله في قادم الايام وقبل كل هذا لابد من مدخل بسيط للتعرف على مايجري الان ..
منذ مايقارب  60 يوما والغارات الجويه الامريكيه وما انظم اليها مؤخرا ضد الدوله الاسلاميه وكما كان رأينا دائما انها تكبد تنظيم  الدوله خسائر محدوده وقد تكبدها فقدان قيادات ومراكز اتصال وقياده ولكنها لن تنهي الدوله ولن تضعفها بالشكل الذي يؤدي الى نهايتها وسقوطها وعمر القوات الجويه لم تحسم حرب وفي حالات معينه تمكنت القوه الجويه من حسم معارك ولكنها لاتحسم حرب وخاصة مثل هذه الحرب المتعددة الجبهات والمتفرقه في اماكن تختلف تضاريسها وسكانها ومنهم من يوالي هذه المجموعات ولابد من وجود قوات بريه على الارض لكي تحسم المواقف وتمسك الارض وان الولايات المتحده الامريكيه لاتريد ان تزج بقواتها البريه في الحرب وتراهن على القتال باسلوب الاستنابه من القوات المحليه من جيوش نظاميه وقوات متطوعين وغيرها ..
مسلحي الدوله الاسلاميه اليوم في العراق يحتلون الموصل وجزء كبير من صلاح الدين والانبار وديالى واطراف بغداد وفي سوريا كذلك ويقاتلون على الحدود السوريه التركيه يحققون تقدما في عين العرب والانبار وعين العرب لم يبقى على سقوطها الا بضع ساعات وان اي عملية بريه لاتنفع لانها ستكون محدوده وتتطلب تهيأه واستحضارات واسناد ناري واداري كبير ..
القوات العراقيه المتمثله بالجيش والذي شكك بقدراته اليوم وزير الدفاع الامريكي وبهذا سوف لن يكون امام امريكا سوى حلول محدوده جدا وافضلها غير مجدي ,, اما ان تتدخل بريا وتحتاج الى قوات بريه كبيره وهذا يخالف توجهات الحكومه الامريكيه وثانيها ان تعتمد على العشائر العربيه في المحافظات المنتفضه السته وهذا يتطلب ضمانات قد ترفضها الحكومه العراقيه بالرغم من تشجيع الحكومه المحليه في الانبار والموصل لوجود قوات امريكيه ولكن هاتين الحكومتين لاتمثلان واقع المحافظتين على الارض وستشوب التنظيمات المسلحه التي سيشكلها بعض الفاسدين مثل ابو ريشه والحردان الفشل وغيرهم وسوف لن تؤدي الى اي نتائج تذكر سوى الخسائر البشريه والماديه ,و اما الخيار الثالث وهو اعتماد الامريكان على الحشد الشعبي وهذا يضع امريكا امام خيارين لاثالث لهما وهي الاتفاق بشروط ايرانيه وتحمل نكسات هؤلاء الغير مدربين وغير كفؤين ..
تشير الحقائق على الارض ان تنظيم الدوله الاسلاميه يحقق انتصارات بالرغم من اعلامه المحدود والمقيد ولكن مايرد منه يشير الى ذلك بوضوح وان من النتائج التي ظهرت في هذا المجال ان الاهداف التي يتواخاها تنظيم الدوله الاسلاميه يتمكن من احتلالها بسهوله وهذا ماحصل في الموصل وصلاح الدين والانبار وهيت مؤخرا ولكن يصعب استعادة هذه الاهداف منه بعد ان تتكبد القوات خسائر جسيمه وقاسيه وهذا ما يجعل الحشد الشعبي غير قادر على قتال تنظيم داعش وان اكثر ملائمه لقتال داعش هم العشائر العربيه في نينوى والانبار وصلاح الدين وديالى بعد ان يطمئنوا من نيل حقوقهم التي هدرها المالكي ولم يستثمر قوة هذه العشائر بعنجهيه طائفيه فارغه ادت الى ما يحصل اليوم ..
اما عمليه اعادة هيكلة الجيش وتنظيمه مجددا ليس بالعمليه السهله وقد تستغرق وقتا طويلا تكون الدوله الاسلاميه قد حققت نتائج كبيره على الارض اضافة الى ان اعادة تنظيم جيش فشل في مهماته السابقه لن يكون سهلا ابدا ..
سيكون قتال الدوله الاسلاميه صعبا وطويلا وقاسيا وستنزف الدوله الكثير من مواردها واقتصادها والنتائج لن تكون مضمونه ونهائيه بل قد يفرض تنظيم الدوله الاسلاميه في النهايه شروطه على الجميع ويرضخ له الجميع كما يحصل الان مع طالبان في افغانستان وباكستان ويجب ان لاننسى ان الوضع الامني الداخلي في العراق شبه منهار وان المليشيات تصول وتجول بالشارع العراقي مما يسهل عمل خلايا الدوله الاسلاميه في بغداد والمدن العراقيه..
محمد علي الامام

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

880 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع