اذا الشعب يوما اراد الحياة فلابد ان يستجيب القدر

                                                                                

                               ابن الرافدين    

المتابع للمشهد العراقي اليوم لايجد سوى الخراب والدمار والمفخخات  والقتل والتهجير وتعميق جذور الطائفية وسرقة المال العام وتهكم واستهتار بآراء الاخرين ، وكل مايمس مقومات بناء الدولة سببه المباشر لمن تطلق عليهم وسائل الاعلام بالسياسيين وهم عنها بعيدون كل البعد لايفقهون الف باء السياسة في ابسط مهام ومتطلبات الدفاع الوطني،سوى المهاترات والاستخفاف بالقيم والاخلاق ،

جل همهم جمع المال والظهور في بريستيجات بوسائل الاعلام يبررون اعمالهم بالاكاذيب  يتقمصون الشخصية السياسية  يكيلون التهم لهذا وذاك ويعتبرون هذا من صلب عملهم السياسي اما الناتج الوطني والقومي فلا يهمهم  محصنين محميين من قبل قانون الغاب الذي تنتهجه الحكومة ولا مسائلة قانونية لافعالهم الشريرة مهما عظمت ،معظمهم من الهاربين والجهلة  واصحاب السوابق المطلوبين للدولة جنائياً يؤازرهم رجال الدين بفتاويهم  ومخططاتهم الخبيثة  همهم سَوق خيرات البلد الى ايران عدوة العراق التاريخية ، لايعنيهم العراق باي شيئ ،وقد فاحت ريحهم  الصفراء بعد ما جرى في احتلال الموصل وهروب  الجيش العراق الجديد المفبرك وسيطرة قوى منها وطنية اكتوت بنار الطائفية واخرى معادية للعراق والامة العربية والاسلامية اطلقت على نفسها بالدولة الاسلامية للعراق والشام ( داعش) عاثت في الارض فسادا  تمثل بالقتل البشع المنافي لاحكام الشريعة الاسلامية  قطع الرؤوس والتشهير والتهديد بها وتدمير الاضرحة والجوامع التاريخية للانبياء الصالحين وتهجير اهم شريك في العراق هم المسيحيون ممن يمثلون الاصول العراقية القديمة ،والايزيديين  آزرها الاعلام الحكومي المفرك والمضلل للحقائق بعد ان  فاضلت بين مكونات الشعب العراقي  مع سكوت مطبق للحكومة التي تنصلت عن مسؤوليتها ايضاً بكيل شتى التهم  السّوقية  لاهالي الموصل الشرفاء الصابرون المرابطون  الملتزمون بعروبيتهم اولا وبتعاليم الدين الاسلامي الحقيقي والاديان الاخرى .
اما عموم مجتمعنا العراقي كعادته لايفقه ولا يريد ان يفهم او يقف على ارضية صلبة واحدة تجمعه وتوحده ضد هؤلاء تتغلب عليه العواطف الموروثة سواء كانت دينية او حزبية او شوفينية طغت عليه الطائفية البغيضة ، حتى بات الفرد العراقي لايعرف من الثقافة الوطنية شيئ سوى المصالح الشخصية التي عكستها عليه حكومات الاحتلال فاصبح كالاعمى والاطرش والاخرس واصبحت العشيرة والطائفة هما من يمثل العراق في نظرهم ، وهذا هو ماسعت اليه هذه الحكومات تؤازرها ايران وحلفائها من اميركان وصهاينة لتدمير ما بقي من كيان العراق وشرفاءه  فهي تعمل الان على حجز وتهجير وقتل ماتبقى منهم بواسطة مليشيات جاهلة شريرة تقودها هذه الحكومات منذ زمن الاحتلال  اتضحت صورتها القذرة هذه الايام بحجج سوقتها لهم وشجعتها دون مسائلات قانونية وكل ذلك   يتم تحت ضوء الاعلام الحكومي امام العالم  ليظهر وكان الحكومة ملتزمة بالدستور والقانون .
انه لمن المخجل ان تكتال الحكومة الحالية منتهية الولاية بمكيالين مع شعبها فتتعامل مع مكوناته دون توازن منطقي وتتهمه بتهم باطلة عندما يطالب سلميا بحقوقه المشروعة ادى ذلك الى اقصاء وتهميش وترك الحبل على الغارب للمليشيات ان تفعل فعلها الاجرامي بحقوق ابناء العراق الشرفاء والصاق التهم بهم بالباطل والاستيلاء على ممتلكاتهم الخاصة ومساومتهم بمبالغ مالية ضخمة  وهم ارفع ان يكونوا بمستواها ، ايّ حكومة هذه وهي تلجأ الى الحيلة والخداع والكذب مع ابناء  شعبها تتفنن بقتلهم منذ عام 2006 وحتى يومنا الحاضر اي حكومة هذه  تلجا الى اساليب العصابات في المداهمات الغير الانسانية والقاء القبض بالشبهة على الابرياء وزجهم بالسجون دون تهمه ثم تلجا الى تصفيتهم باساليب وحشيه ورميهم في المزابل والطرقات اي حكومة هذه تسرق اموال الشعب دون رادع قانوني باسم الدستور والقانون حتى بات  لعبة بيدها تفعل به ماتشاء طالما رئيس المحكمة الاتحادية العليا هو الاخر لعبة بيد رئيس الحكومة يطيعه في كل المسائل الغير مشروعة  ، اي حكومة هذه وطوال عشرة سنوات والعراق يتعرض الى التفجيرات بشتى انواعها ولم تستطيع الوقوف ممن يقوم بها في ضوء النهار ، مرة تقول مجاميع ارهابية من الجيش السابق ومرة من حزب البعث العربي الاشتراكي ومرة القاعدة واليوم داعش كلها تغطية لما تقوم به هذه الحكومة  من اعمال هي من تخطط وتنفذ  من اجل شق وحدة العراق التى تغشاها ايران ومن سار على دربها من اميركان وصهاينة ضد الاسلام المعتدل الوسطي الذي لايفرق بين الاديان لخلط الاوراق وتصبح ايران هي رائدة الاسلام المتطرف الذي تسعى له اميركا والكيان الصهيوني ، واليوم الصنيعة الجديدة داعش وبعناية وخبث انحشرت مع الثوار المطالبين بحقوق العراقيين لافشال مخططاتهم كما جرى في سوريا من قبل  .
وبغرض اثبات عمالة داعش للمالكي وايران والولايات المتحدة الامريكية قامت هذه الافاعي   بالتعرض على كردستان العراق في خطوة للامعان في شق صفوف شعبنا العراقي بعربه واكراده وباقي اقلياته ، هذا البلد الذي استوعب اكثر من مليون نازح عراقي هرباً من جبروتهم وجبروت المالكي واعوانه استقبلهم بكل الحب والود معلنا في ذلك مدى التسامح الذي يتمثل في ابناء كردستان ، اذن هناك خطة واضحة تسعى لها داعش ان تضرب هنا وهناك دون نتائج ترغب الحصول عليها سوى ان يقال هذا هو فعل الثوار وعادة يكون رد فعل حكومة المالكي ان من يقوم بهذه الاعمال هم الثوار واعوان النظام السابق والسنة لاثارة لغط الخائبين والجهلة من العراقيين في محاولة لاجهاض مشروع هذه الثورة المجيدة  .
امريكا الخائبة بادرت فورا بقصف داعش معلنه حمايتها لاربعون من الاميركان  في كردستان ومعهم  المسيحيون والايزيديون ، وهذه احدى الحجج المفتعلة لكي تغطي فشلها في الدفاع عن ابناء العراق في المحافظات المنتفضة منذ اكثر من عامين كانت داعش تسرح وتمرح بها برعاية المالكي ومليشياته  فالاهداف واحدة هو تشويه سمعة العراقيين من اهل السنة والامعان في افراغ العراق منهم  .
في هذا الخضم الهائل من المتناقضاة التي يمر بها العراق ، مع الاسف اقول بعضاً من دول العالم التزمت الصمت  لما يجري فيه  تنتظر تشكيل كيان حكومة جديدة وكاّن الموضوع يكمن في ذلك  وسيتم فك رموز هذه المتناقضاة حينئذن ، ولكن الحقيقة غير ذلك فالقادم على مايبدوا على المسرح السياسي العراقي سيكون كما هو الان  بعودة معظم  الوجوه المتشائمة الحالية  الى هذا المسرح وهي تدعي بدفاعها عن العراق زوراً وعدواناً  ، اليوم انبرى رئيس الحكومة منتهي الولاية بفرض شروط لحلفائه من شاكلته تمثلت بالعديد من النقاط  ابرزها عدم ملاحقته او ملاحقة اركان حزبه ومكتبه واقربائه قانوناً او مالياً او قضائياً ، واشتراطه منحه موقعاً رئاسياً يختاره هو او من يرشحه وهو نائباً لرئيس الجمهورية ، كما اشترط منح ائتلافه وزارات مهمة واحدة منها سيادية كالداخلية وان يحتفظ بكل المباني والعقارات التي يشغلها حالياً هو وقادة حزبه ....الخ ، اذن لافائدة ترجى من الحكومة الجديدة وقبلها مجلس النواب وسيبقى العراق بين المطرقة والسندان .
في اي زمن  نعيش وهذا الرجل وحزبه يستهتر  بكل القيم الاخلاقية والانسانية وكاّن العراق اصبح ضيعة له يفعل به ما يشاء ، يكفينا تاملا وانتظاراً فقد بلغ السيل الزبى وطفح الكيل ونفذ الصبر ، العراق بحاجة  الى ثورة تغيير الواقع المؤلم الذي يعيشه شعبة فقد اغدق الله سبحانه على هذا البلد خيرات واموال توازي دولا كبرى دون ناتج ولو بصيص منه ، ولكن سبحانه ينتظر من العراقيون انفسهم التغييرلتسخير هذه الخيرات لمصلحته (لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم  ...الرعد 11)، المشكلة تكمن بالفرقة التي دبت في اوصال هذا الشعب بعد نجاح الاميركان والصهاينة وربيبتهم ايران من خلال شلة من المعممين الجهلة خونة العراق في تحقيق هذا الهدف الاستراتيجي الذي سعوا اليه ونجحوا بدعم  منظمات دولية مهمة كمجلس الامن وبعض الحكومات العربية مع الاسف بتخليهم عن شعب العراق بحجة وجود حكومة منتخبة وهم يعلمون جيداً دور هذه الحكومة التخريبي .
اذن مما تقدم لامناص من وحدة الشعب العراقي واللجوء الى العقل والمنطق فقط هو طوق النجاة ماعدا ذلك لاتنفع اية حلول ترقيعية وابناء العراق فقدوا ابناءهم واحبتهم واموالهم وممتلكاتهم بذرائع طائفية مقيته ، فطوق النجاة يكمن في هذا السبيل فلا جهاد ضد ابناء الشعب وانما هو بمثابة حرب طائفية لاتبقي ولا تذر ستستمر طالما هؤلاء الابناء ما فتؤوا يسمعون نصائح بعض المرجعيات التي تسيرهم الاجندة  الايرانية .

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

975 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع