قلب الارهاب النابض

                                  

                       علاء کامل شبيب

وأنا أتابع معارك تنظيم داعش الارهابي في العراق و قبله في سوريا و مايتداعى عنها من خلط للأوراق و إعادة ترتيب للمعادلات، لفت نظري کثيرا وصفا للسيدة مريم رجوي رئيس الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية وهي تقول في مقابلة لها مع مجلة الاهرام العربي بأن(طهران هي القلب النابض للتطرف الديني الشيعي و السني)،

ولئن أکدت العديد من التقارير الخبرية و الاستخبارية بالعلاقات الوثيقة التي ربطت و تربط بين النظام الايراني و مختلف التنظيمات المتطرفة و الارهابية في المنطقة، فإن ماقد جرى في سوريا و مايجري في العراق، يؤکد بأن تنظيم داعش ومع کل الذي يدعيه و يزعمه من أفکار معادية في الظاهر للنظام الايراني لکنه و في الخط العام سار و يسير في طريق يصب في مصلحة النظام الايراني من حيث تحقيقه للعديد من الاهداف و الغايات.
تسييس الدين و جعله وسيلة لتحقيق الغايات، توضح تماما عندما قام النظام الايراني بتفجير مرقدي الامامين العسکريين في سامراء وقتها و أشعل نار مواجهة طائفية غير مسبوقة في العراق في سبيل التمويه على الجميع و إحراج الامريکيين و دفعهم للخروج من العراق و تسليم هذا البلد إليه على طبق من ذهب، وهو عندما إستقدم التنظيمات الارهابية المتطرفة ذات الاتجاه السني، أثبت سعة(شيطنته)و تغلبه على ميکافيلي في إستخدام الوسائل لبلوغ الغايات، واليوم عندما تتسع دائرة الرفض لإعادة ترشيح نوري المالکي(رجل طهران الاول في العراق)، لولاية ثالثة، فإن النظام الايراني يعلم جيدا بأن هذا الرفض يعني رفض مشروعه و نفوذه في العراق و الذي صار المالکي حلقة مهمة من حلقاته(التنفيذية)، وان مايقال عن الفساد الواسع في العراق و إختفاء مئات المليارات من الدولارات، انما هو مجرد غطاء للنهب الاکبر الذي يقوم به المالکي لحساب النظام الايراني عندما يجعل الخزينة العراقية مفتوحة أمام طهران کي تقوم بتمويل مشاريعها المشبوهة بأموال عراقية.
في الاشهر الماضية دعت السيدة مريم رجوي لتشکيل جبهة اسلامية ـ عربية لمواجهة التطرف الديني و الارهاب في المنطقة و العالم و يومها أکدت السيدة رجوي بأن خطر النظام الايراني ان لم يتم مواجهته بجهد جماعي فإن آثاره و تداعياته ستکون وخيمة جدا على المنطقة، مؤکدة بأن بقاء هذا النظام يعني إستمرار موجات التطرف الديني و الارهاب في المنطقة و العالم، والاهم من ذلك أن السيدة رجوي قد أکدت في مقابلتها الصحفية الاخيرة بأن(الديمقراطية في دول المنطقة بمثابة حبل المشنقة للنظام الايراني)، وان المساعي التي يبذلها النظام الايراني في سبيل إفشال کل تجربة ديمقراطية من خلال تسليط التطرف و الارهاب عليه، هو أحد الاهداف التي يحاول النظام تحقيقها الى جانب الاهداف الاخرى.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

936 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع