يوميات اسبانيا......

                                         

                        د. مؤيد عبد الستار

       

 


(1) - فلامنكو اوبرا بلايو  في  برشلونة

تقدم  اكاديمية الموسيقى الكاتلونية في برشلونه برنامجا حافلا سنويا  للفلامنكو  ، وخلال شهر مايس / مايو  2014  اقامت ثلاث حفلات في اشهر دار اوبرا في برشلونة ،  اوبرا  بلايو  Palau،  مهرجان الفلامنكو الكبيرGran Gala Flamenco
ومن حسن الحظ  ان صادف وجودي في برشلونة في الاسبوع الاخير من الشهر قبل اختتام  المهرجان ، فحصلت على تذكرة و مكان في الاوبرا الشهيرة التي تدهشك بلوحاتها ونقوشها وزخارفها . صالة مزينة برسوم ومنحوتات وزخارف مبهرة ، زينة للجالسين . ا
 اوبرا البلايو تعد واحدة من اشهر دور الاوبرا في العالم ، شيدت عام 1905 ، تمتاز بالزخارف والنقوش والمنحوتات التي تزين بناية الاوبرا من الخارج والداخل ،  وهي ضمن التراث العالمي لليونسكو ، يزورها سنويا حوالي نصف مليون متفرج يحضرون مختلف العروض الموسيقية .
فن ورقص وغناء الفلامنكو  ليس غريبا علينا ، فقد تعرفنا عليه من خلال المسارح والافلام والتلفزيون لما لهذا الفن من حضور في الساحة الفنية العالمية ،  وفيلم كارمن من الافلام المشهورة التي تعتمد على فن الفلامنكو واوبرا كارمن للموسيقار بيزت ، الذي اشتهر وعرض في صالات السينما في الثمانينات .
رغم مشاهدتي لعدة حفلات فلامنكو في مسارح مختلفة ، الا ان حضور حفلة  فلامنكو في  اسبانيا ، و في برشلونة بالذات ، حدث يمتاز بنكهة  لا توصف ، فاجواء الاوبرا الكاتلونية العريقة واداء الفنانين والفنانات الاسبان ، بما لديهم من خبرة ومقدرة على اداء اصعب الادوار والحركات الفنية الراقصة ، والمغني الذي يؤدي الالحان والاصوات الساحرة ، تجعلك تسبح في فضاء اسباني مطرز بالزخارف لتسحرك اصوات السبرانو المنطلقة من حناجر المغنين والمغنيات .
حين تتراقص الفنانات بعنفوان الاداء الصعب لفن الفلامنكو ، تجد فيهن  لمحات من الفن الغجري والريفي في العراق ، فالرقص الذي تؤديه فنانة الفلامنكو يشمل في طياته حركات وايقاعات قريبة من الايقاعات العراقية الريفية وعلى الاخص ما تؤديه الفرق البصرية والريفية والغجرية . ومما يؤسف له ان الفنانين الغجر في عراقنا يعانون من الاهمال والتجاهل ، فلو كانت لديهم المسارح  التي يؤدون فيها فنونهم ، لتطورت واصبحت فنونا يشار لها بالبنان وتدر الاموال على هذه الشريحة من المواطنين العراقيين الذين لا يجدون مكانا يحترم فنهم  .
تجد في اصوات مغني الفلامنكو تلاوين من الصيحات العالية ، جوابات تملأ  فضاء المسرح بصيحات تذكرك بالاصوات الفنية الغنائية الشائعة في الريف العراقي العربي والغناء الكردي ، مثلما تجده في  لون المحمداوي في جنوب العراق ولون الغناء الذي اشتهر فيه الفنان حسن جزراوي صاحب الجوابات العالية .
في فن الفلامكو يعتمد الفنان على موسيقى القيثارة وضربات اقدامه على المسرح المعد من الخشب الخاص الذي يساعده على الافصاح عن طبيعة ضربات اقدامه الحساسة  ، فتمتزج الموسيقى مع الايقاع المنسجم لاقدام راقص الفلامنكو ، واشهر ما قلده الفنان في اوبرا برشلونه هو رقصة الحصان ، الذي اجاد في ضربات ايقاع الخيل من خلال ما اتقنه من ضربات القدمين  المنسجمة مع القيثارة فنال استحسان الجمهور.
اما ما قامت به الفنانات من رقصات يتبخترن فيها  وهن يرفلن بالازياء الاسبانية الشهيرة، فساتين مزركشة يطغى عليها اللون الاحمر ، اذيالها الطوية تزحف خلف راقصة الفلامنكو ، فهو السحر بعينة ، خاصة  حين يعرضن بعنفوان  حركات جسدهن وصدورهن  ورؤوسهن المرفوعة الى اعلى في شموخ رفيع  وهن  يسحبن خلفهن طيات الفساتين الحمراء والبيضاء بخفة عجيبة ، ويمزجن ايقاع اقدامهن وضربات ارجلهن مع صيحات الفنان الذي يؤدي المقامات الصعبة ،  مثلما يؤدي فنان الايقاع في لعبة الزورخانة العراقية صيحات الدعاء  ليضبط حركات الرياضيين الذين يدورون في حلبة المصارعة .

رابط  حول مسرح البلايو ومهرجان الفلامنكو في برشلونة
http://different-doors.com/flamenco/

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

888 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع