ذكريات عيد الفطر المبارك (العيد الزغير) في بغداد ايام زمان

 ذكريات عيد الفطر المبارك (العيد الزغير) في بغداد ايام زمان

بقلم : مهدي البديري
باحث تراثي

تزدحم حمامات بغداد في ليله العيد بعد أن يقصدها الآباء وابنائهم، وقد حلقوا رؤوسهم قبل يوم او يومين، ثم يرتدون ملابس (العرفات)، وهو اليوم الذي يسبق العيد، وقد جاءت هذه التسميه من وقفه الحجاج على جبل عرفات في ليله عيد الاضحى المبارك.

في صباح يوم العيد ينهض صغار العائله مبكرين وامهم تعاونهم على ارتداء ملابسهم الجديده التي كانوا قد وضعوها بالقرب من محلات نومهم، وبعضهم يضعها جوَّه راسه، اي تحت الوسادة.



اما الرجال فينهضون مبكرين ايضاً صبيحة يوم العيد للذهاب الى الجوامع لأداء صلاه العيد، ومن ثم الذهاب لزياره المقابر، وقراءه سوره ياسين من القران الكريم على ارواح موتاهم، وتحتشد النساء في المقابر حيث يبكين عند قبور ذويهن.



أما الصغار والصبيان فيذهبون بعد تناول الإفطار، الى محلات الفرجة والاحتفال بالعيد، وترى بعضهم راكبين الحمير و(الكدش جمع كديش وهو البغل).

ويأنسون بالمراجيح، ودولاب الهواء، والفرارات وغيرها، ويستمتعون بتناول لفة بيض (سندويج) او كبه او سميط ، وغير ذلك، مما كان يباع في الفرجه، اذ لابد لهم من صرف عيدياتهم التي أعطاها والديهم لهم صباح العيد.

كانت في العاصمة بغداد عدة محلات للفرجه، كالتي في (باب المعظم) و(الشيخ عمر) و(باب الشيخ) و(الكراده الشرقية) و(الشيخ معروف)، و(الاعظميه) و(الشيخ جنيد) وغيرها..

وبالنسبة للمعايدات كانت تجري حسب الاعمار، فالصغير يُعايد الاكبر منه، ويُقَبّل الصغار أيادي والديهم ومن معهم في البيت كالام والاخوة الكبار، والاخوات الكبيرات، والعمات والخالات،.. اما الرجال فيُقبّل بعضهم بعضاً، وكذلك النساء الصديقات يتبادلن عبارات التهنئة (أيامكم سعيدة) (كل عام وانتو بألف خير)، (مبارك عليكم العيد).
ومن عادات البغادلة ايام العيد، اعطاء (العيديات) أو بعض النقود الى اولادهم واقربائهم وحتى اولاد الجيران، وتسمى (عيديه العيد)، ومن الأولاد من يصرف مبلغ العيدية في الفرجة أو الذهاب للسينما، او يخسرها بلعبه (اللكو) او (السي ورق) أو (اليانصيب)، وبعضهم يعطيها الى أمه او يضعها بالقوطيه وتسمى قوطيه التجميع أو التوفير.



ونحن إذ تحدثنا عن العيد في بغداد، فإن العيد في باقي محافظات العراق لا يختلف كثيرا عما يحصل في بغداد.. فالعيد موسم للبهجة والفرح والتواصل الاجتماعي.. تشترك فيه جميع مدن العراق..

وكل عام وانتم بالف خير



الرئيس العراقي الراحل عبدالسلام محمد عارف يفتتح جامع السامرائي في بغداد الجديدة ويؤدي صلاة العيد بقيافته العسكرية عام 1964

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

710 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع