أقدم مصلح للساعات ... يقضي وقته لضبط وقت الآخرين

      

الساعاتي سمير ألشمري أقدم مصلح للساعات ... يقضي وقته لضبط وقت الآخرين

    

"لاتفوتكم خبرة 45 عام " تلك هي العبارة الشهيرة التي وضعها أقدم مصلح للساعات في مدينة الحلة الحاج سمير حسين ألشمري على واجهة محله الذي اخذ الطابع الاثري نظرا لما يتمتع به من ديكور قديم لم يجري عليه أي تغير منذ افتتاحه والى ألان.

ألشمري الذي واكب مراحل التطور لعالم الساعات منذ أن بدء العمل بهذه المهنة استطاع ان يلفت انتباه العديد ممن امتلكوا ساعات ثمينة فضلا عن انه جلب انتباه الكثير ممن يبحثون عن نوادر الساعات لما يمتلكه منها .
وتعد الساعة عالم جميل وتركيبة من المحركات الموقوتة بدقة متناهية ويجب ان تمتد اليها يد مبدعة تستطيع الخوض في غمار تلك المحركات لتشخيص أعطالها لتضيف إليها جمالية مطلقة عبر ترتيب وضبط اجزائها بعناية كبيرة.

الحاج سمير حسن ألشمري قال" انه يتحدى خبراء سويسرا في تصليح الساعات اذا ما سنحت له الفرصة للعمل في الشركات السويسرية .
والداخل إلى مدينة الحلة مركز محافظة بابل من شارع حسينة ابن عجام تلفت انتباهه قطعة على واجهة المحل كتب عليها صاحبها" لاتفوتكم خبرة 45 عام"
ألشمري من سكنة منطقة برنون مواليد 1949 عاما عمل اكثر من نصف عمره في تصليح الساعات بعد ان كان يطمح لدراسة الطب إلا إن الظروف لم تكن ملائمة له فدفعته إلى عالم (طب الساعات ) كما يقول

الدراسة في قسم الالات الدقيقة
يقول الحاج سمير حسن " في نهاية عام 1964 م فتحت دورة المراكز المهنية حيث التحقت بهذه الدورة ويسمى المركز المهني للمعادن والأسلحة في بغداد وبالتحديد في معسكر الرشيد وكان المركز يتكون من عدة أقسام وكانت مدة الدراسة فيه ثلاث سنوات ويمنح المتخرج في هذا المركز شهادة تعادل اعدادية الصناعة .
والدراسة في هذا المعهد تكون نظرية في السنة الاولى اما السنة الثانية نظري وعملي والثالثة فتكون تطبيقية وقد تخصصت في قسم الآلات الدقيقة وهي تشمل تصليح أنواع النواظير والكيجات و الطابعات والكاميرات والساعات ومكائن الخياطة واجهزة الاستنساخ .
وفي سنة 1966م كان مدرسنا الملازم فاروق علي الحسن له الفضل الكبير علي وقد تاثرت به عندما كان يشرح لنا عمل الساعة من خلال مخطط وفي نفس اليوم ذهبت الى سوق الامانة واشتريت عدة تصليح الساعات وفي درس المطالعة الذي كان وقته الساعة الثامنة مساءا قمت بفتح ساعة كانت في يدي من نوع (أولما ) اشتريتها من الحلة بسعر ستة دنانير سنة 1958م وعند محاولتي إعادتها الى حالتها السابقة كانت هناك نقطة واحدة أعاقت انجاز عملي وهي كيفية اعادة (الدشلي او المسنن ) وتابع " في اليوم التالي وعند حضور الملازم فاروق في درس الساعة عرضت الامر عليه فقال لي سوف اقوم بفتح الساعة وتركيبها أمامك ومن ثم تقوم انت بنفس العمل واذا استطعت فعل ذلك اعطيتك درجة 100 في درس الساعة وبالفعل عملت مثلما عمل وقد أعطاني درجة 100 في درس الساعة وقد أشاد بي أمام زملائي في الصف وقال لهم ان سمير سيكون مصلح ساعات ماهر ".

                             

 
" وفي سنة 14 /7 / 1967 م تخرجت من المعهد بموجب الشهادة المرقمة 72 وبعدها قمت بفتح محل في قطاع 77 في مدينة (الثورة ) الصدر حاليا وكانت اول ساعة اقوم بتصليحها في المحل هي نوع ( نيفادا تكويك ) وكانت اجرة تصليح الساعة 100 فلس تحت اسم معرض رحاب لبيع وتصليح انواع الساعات في منطقة الجوادر قطاع 44 وقد استمريت في عملي في هذا المعرض لغاية سنة 1997 م وأحلت على التقاعد سنة 1990 وفي 23 /11/1997م عدت الى الحلة حيث فتحت المحل الحالي الذي أمارس فيه عملي منذ اكثر من 43 سنة في التصليح ".

  


ساعات مصورة ونادرة يصل سعرها ملايين الدنانير
ويتابع الحاج سمير حديثه عن ذكرياته خلال سنوات عمله الطويلة بقوله " كانت اشهر الساعات في ذلك الوقت هي ذات الماركات السوسرية ( من اولما ونيفادا والجوفيال والرومر والسور )وكانت ساعة البطارية نادرة الوجود وكان اشهر مصلحي الساعات في الحلة حينذاك عبد الملك حيث سافر الى ايران ومات هناك اما عن الساعات التي اشتهرت في ذلك الوقت فهي الساعات المصورة التي تحمل صور الملوك والرؤساء وفي سنة 1966 م جاءني شخص بساعة الملك فيصل الثاني وساعة تحمل صورة الملك غازي وصلحت ساعة تحمل صورة عبد الكريم قاسم وقد وصل سعر البعض من تلك الساعات في الوقت الحالي الى 500 الف دينار
وهناك العديد من الساعات الباهظة الثمن مثل”باتريك فيليب “ الذي يصل سعرها الى عشرة ملايين دينار عراقي فضلا عن بقية الساعات الاخرى مثل”لوبخين“ و”اورينت“ وغيرها وهناك ساعات ثمينة ونادرة مثل الساعة التي يستخدمها الطيار وهي من نوع ”باتريك فيليب“ ".

  

  يعيد الحياة الى ساعة تعود الى العهد الملكي

وعن اقدم الساعات التي قام بتصليحها فيقول " في احد الايام حضر لي الاستاذ جعفر جنجون وهو من وجهاء مدينة الحلة لتصليح ساعة المانية كبيرة الحجم وقديمة منذ العهد الملكي في بيت مرجان يبلغ ارتفاعها متران صنعت في العشرينات وقد صنعت لها بندول بعد عطل البندول الأصلي وكان غير موجود في العراق في حينها وتم اعادتها للعمل بعد ان قمت بتصنيع بندول محلي لها بعد ان عجز مصلحي الحلة وبغداد عن تصليحها وقمت بتصليح الكثير من ساعات المسؤليين وعندما كنت اعمل في معمل تصليح الدبابات قسم الالات الدقيقة كنت اصلح ساعات الجيش العراقي وفي احد الأيام أرسلت الي دائرة العينة ما يقارب 560 ساعة جميعها تعود لوحدات الجيش العراقي ".

الساعات الحالية استهلاكية
الحاج سمير له راي في الساعات التجارية المستخدمة في الوقت الحالي اذ يقول " استيراد الساعات التجارية في الوقت الحالي اثر على جودة الساعات فمعظمها توج ومطلي وبعد ستة اشهر اوسنة تتفاعل المادة المصنوعة منها مع تعرق الانسان فتبدأ بالتكسر بينما الشركات القديمة لازالت تنتج الساعات الأصلية القديمة حيث الماكينة مصنوعة من الاستيل وغطائها كذلك

وقد بدا التجار اليوم باستيراد ساعات استهلاكية وكذلك شركات الساعات أخذت بتصنيع ساعات استهلاكية وبصورة عامة ساعات اليوم تتكو ن من مكائن كبس حيث شبكة الساعة مكبوسة بالتونك ( بلاستك ) وليس صامولات بحيث عند عطلها لايمكن تصليحها في حين توجد هنالك ساعات تقليد ياباني وصيني وكوري فمثلا ساعات الكوارتز ذات (الدشالي ) البلاستك غير عملية وتتعطل في وقت قصير ".
سالت الحاج عن تاثير تلك الموجة من البضائع المستوردة على عمله فقال " بالنسبة لي فان انتاج هذه الساعات لم يؤثر على عملي وذلك لطول المدة التي عملت بها في تصليح الساعات حيث املك الكثير من المواد الاحتياطية للساعات القديمة والجديدة ولا يزال الكثير من المواطنين من محافظات النجف وكربلاء والديوانية وبغداد بالاضافة الى محافظة بابل يترددون علي في تصليح ساعاتهم بينما اثر استيراد هذه الساعات التجارية على مصلحي الساعات الاخرين حديثي العهد بالمهنة اذ لايملكون المواد الاحتياطية الكافية ".

    

أقدم ساعة
أما عن أقدم ساعة يحتفظ بها في المحل فهي ساعة نوع " نينو" عمرها 45 سنة وساعات يدوية قديمة اخرى من انواع مختلفة منها " أولما وستزن واورنيت ".
أما عن مصلحي الساعات القدماء في محافظة بغداد الذين اشتهروا بتصليح الساعات فيقول " هناك عدد محدود من مصلحي الساعات في بغداد أشهرهم" الحاج شاكر والحاج ناجي الموجود حاليا في شارع النضال وعبد الرزاق العويناتي والحاج باقر" وبالنسبة لأشهر بائعي المواد الاحتياطية في العاصمة فمنهم " الحاج علي زاده وبيت العدناني اذ كانوا يعطوننا مجلات ووسائل إيضاح لتساعدنا على اخذ فكرة واضحة عن الساعات التي نقوم بتصليحها وفي الوقت الحالي لاتوجد مثل هذه الوسائل ".

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

721 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع