خيارات اقليم كردستان والصمت العربي في العراق

       

ولا زال البحث جاريا عن الانبوب المخبأ، الانبوب المعجزة الذي يمكنه وهو بطول 500 متر أن يغير معادلة تصدير النفط في العراق.

ميدل ايست أونلاين/بقلم: انس محمود الشيخ مظهر:وأخيرا توصلت الحكومة المركزية في العراق الى الحلقة المفقودة في لغز تصدير اقليم كردستان للنفط الى تركيا وانكشف السر الذي بقي غامضا طوال السنين الماضية، وعلى الرغم من استعانتهم بجهات تركية لفك شفرات هذا السر الغامض إلا ان ما يهمنا هو انه قد تم كشف المستور عن هذه القضية الشائكة. فلقد اكتشفت هيئة الاركان التركية انبوبا بطول 500 متر في المنطقة الحدودية بين كردستان وتركيا قد يكون يستخدم في تهريب النفط من كردستان الى تركيا (على حد زعمها). وبذلك فقد سخرت حكومة المالكي في اليومين السابقين كل امكانياتها للتحري عن حقيقة هذا الانبوب وفك ملابساته.
قد يكون جهل هيئة الاركان التركية بهذا الموضوع مبررا كونها جهة عسكرية لا علاقة لها بالأمور التقنية والعلمية في تصدير كميات كبيرة من النفط بين دولتين. وكذلك يمكن ان يقف وراء تصريحاتها هذه اسباب سياسية تتعلق بالصراع الموجود بين الحكومة التركية والمؤسسة العسكرية التركية والتي ما تزال نيرانها مشتعلة تحت رماد التهدئة. إلا ان ما لا يمكن استيعابه هو انجرار حكومة بغداد وراء هذا الهراء ومحاولاتها متابعة هذا الخبر خاصة وهي تمتلك مؤسسات علمية ومهنية يفترض ان تتوخى الحذر في الوقوع في هكذا مطبات معيبة. فتصدير النفط عبر الانابيب يحتاج الى تقنيات معينة يعرفها ذوو الاختصاص يستحيل من خلالها استخدام انبوب بطول 500 متر في تهريب كميات من النفط تحتاج بالتأكيد الى محطات ضخ ومحطات سحب مع خزانات ضخمة قريبة وربط حقول متعددة مع بعضها وتحتاج الى حسابات رياضية اخرى لا يمكن ان يستوعبها انبوب بطول 500 متر.
ان سياسة تجويع المدنيين التي تمارسها حكومة المالكي كورقة ضغط على حكومة الاقليم كي تتنازل عن حق من حقوقه الدستورية المشروعة يجب ان تجابه هذه السياسة برد كردستاني قوي ووفق مبدأ العين بالعين والحرمات قصاص. فلطالما تظاهر الشعب العربي في العراق في قضايا لا يمكن وصفها إلا بالغير ملحة قياسا بموضوع تجويع اشقائهم الكرد في العراق. فمثلا لم يدع السيد مقتدى الصدر مناسبة إلا ودعا فيها لمظاهرات مليونية بمناسبة ودون مناسبة ولكننا لم نشهد اعتراضا شعبيا من قبل الشارع العربي على تهديدات المالكي ولم نشهد بيان شجب واحد من قبل منظمات المجتمع المدني العربية لهذا القرار الجائر. ورغم مناشدات الساسة الكرد للمرجعيات الدينية فقد بقيت صامتة ازاء سياسة التجويع هذه. وعليه فان الاقليم مطالب بوضع الشعب العربي في العراق امام مسئولياته الوطنية ودفعه للاعتراض على هذه السياسة، فقطع مصادر المياه عن المناطق الخاضعة تحت سيطرة حكومة المركز وإيقاف تصدير النفط العراقي عبر الخط العراقي التركي هما خياران ممكنان ويعتبران حقا طبيعيا في دفاع الاقليم عن حقوق ابنائه، ويمكن استخدام اوراق ضغط اخرى فيما اذا استمر المالكي في فرض الحصار الاقتصادي على موظفي الاقليم وذلك من خلال ما يلي:
1- المطالبة بتعويض الاقليم عن كل حصته من النفط العراقي منذ بداية تأسيس العراق ولغاية اسقاط نظام صدام حسين وحسب النسبة المتفق عليها حاليا والتي تعادل 17 بالمائة.
2- في حال عدم قيام الاقليم بقطع امدادات النفط العراقية فيمكن فرض ضريبة ترانزيت على النفط المصدر الى ميناء جيهان عبر الاراضي الكردستانية.
3- و في حال عدم قيام الاقليم بقطع المياه عن الاراضي التي تسيطر عليها حكومة المركز فمن الممكن فرض مبالغ مالية على الكميات المائية المتدفقة الى تلك الاراضي وهذه النقطة ستكون مرحبا بها من قبل الحكومة التركية التي تستطيع القيام بنفس الاجراء.
4- ضم جميع الاراضي المستقطعة الى اقليم كردستان بما فيها مدينة كركوك.
5- المطالبة بتعويض مدينة كركوك من مبالغ البترودولار منذ بداية استخراج النفط من تلك المدينة ولغاية يومنا هذا.
6- فرض ضرائب كمركية على البضاعة الداخلة للعراق عبر كردستان.
ان الشعب العربي في العراق مدعو اليوم اكثر من اي فترة سابقة الى اثبات حسن نواياه تجاه الشعب الكردي وترجمة صدق ادعاءاته بالوطنية العراقية، فعلى الرغم من التجربة الدموية التي عاشها الكرد في كنف الدولة العراقية منذ تأسيسها ولحد الالفين وثلاثة إلا انه قد تكابر على جراحه وبدأ ببناء جسور تفاهم جديدة مع الشعب العربي ونسيان الماضي للعيش بسلام ضمن حدود العراق دون ان يطالب الشعب العربي بالاعتذار عن كل ما اقترفته حكوماته من قتل وسفك للدم الكردي. وأتصور انه قد ان الاوان الى ان يقابل الشعب العربي شقيقه الشعب الكردي بنواياه الصادقة والوقوف ضد سياسات المالكي ضده لا سيما وان نجاح هذه السياسة في تركيع الشعب الكردي لا سامح الله سيكون سلاحا جديدا بيد المالكي يستخدمه متى ما اراد وضد اي شريحة سكانية تطالب بحقوقها المشروعة في العراق.
 
انس محمود الشيخ مظهر
كردستان العراق – دهوك

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

810 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع