المهرجان العالمي لافلام الجبال في غراتس : مزيج رائع من السينما، والمغامرة ، والطبيعة، والثقافة.

المهرجان العالمي لافلام الجبال في غراتس :مزيج رائع من السينما، والمغامرة، والطبيعة، والثقافة.

وحكاية توماس اولريخ اول مغامر حاول عبور القطب الشمالي وحيدا من سيبريا الى كندا!!

بدل رفو:من اروقة المهرجان في غراتس\ النمسا:يُعدّ المهرجان العالمي لأفلام الجبال أحد أبرز الفعاليات السينمائية الدولية المتخصصة في عرض أفلام المغامرة، والتسلق، والطبيعة، والثقافات الجبلية. يقام هذا الحدث سنوياً في مدينة غراتس، العاصمة الثقافية لاقليم شتايامارك النمساوية، ويستقطب عدداً كبيراً من صانعي الأفلام والمغامرين والمهتمين بالطبيعة من مختلف أنحاء العالم.

انطلقت أولى دورات المهرجان في منتصف الثمانينيات، بعد ان أسّس المهرجان عام 1986 من قبل المتسلّق وصانع الأفلام روبرت شاور حيث أراد إنشاء منصة عالمية لأفلام الجبال والطبيعة. ومنذ ذلك الحين يقام المهرجان سنويا وصارت قطعة من قلب مدينة غراتس ، تطور المهرجان ليصبح من أهم الملتقيات الدولية في هذا المجال بشهادة الكثيرين الذين التقيت بهم خلال ايام المهرجان، إذ يشارك فيه سنوياً عشرات الأفلام من مختلف الدول، إضافة إلى مئات الضيوف من صناع الأفلام والمصورين والمستكشفين والابطال الحقيقيين وعشاق المغامرات بصورة جنونية .
يُقام المهرجان في شهر نوفمبر من كل عام في مدينة غراتس، وتُعرض فعالياته في عدد من القاعات الكبرى مثل صالات دار سينما شوبارت وفي عدة قاعات في قصر المؤتمرات والافتتاح الرسمي والختامي يكون دائما في صالة شتيفاني التاريخية
تُخصص كل دورة لمدة خمسة أيام، ونسخة هذا العام اقيمت من 11\15 نوفمبر ، تتوزع خلالها العروض السينمائية، واللقاءات الحوارية، والعروض التفاعلية، والمعارض الفنية المتعلقة بالطبيعة القاهرة والمغامرة التي لا تخلوا من المخاطرات .

يتناول المهرجان مجموعة واسعة من المواضيع التي تبرز العلاقة بين الإنسان والطبيعة، ومن أبرز فئاته
أفلام التسلق والمغامرة الجبلية – تعرض إنجازات المتسلقين والمستكشفين في أعلى القمم وأصعب التضاريس،
أفلام الطبيعة والبيئة – تركز على جمال البيئات الجبلية والتحديات البيئية التي تواجهها وخاصة في جبال الهملايا والالب .
أفلام الشعوب والثقافات الجبلية – تسلط الضوء على حياة المجتمعات التي تعيش في المناطق الجبلية حول العالم ولحضارات الغريبة ووقتها راودني لو استغلت كوردستان جبالها والعراق اهوارة لغدت اجمل افلام المهرجان.
الاستكشاف والرحلات – توثّق مغامرات ومشاريع علمية أو إنسانية في مناطق نائية والبحث عن المجهول .واستمتعت كثيرا بمشاهدة العدد الكبير من الافلام ومنها:
فلم ..تورينو تورينو للمخرجة برناديت فيبر ويعد من الثقافات والناس ومن الافلام التي ستظل خالدة في ذاكرة الانسان وهي حكاية صديقان من ايطاليا وهما ادريانو وفالنتينو والزمن النصف الثاني من خمسينيات القرن الماضي فهما جابا العالم بدراجاتهم الهوائية وقد صفق لها الجمهور كثيرا لدورها الكبير في البحث عن ارث المغامرين من الصور والبطاقات للبدان التي زارها ومنها سوريا والعراق والهند وباكستان وماليزيا واندونيسيا والصين واليابان ووصولا للولايات المتحدة وينضم لفريق العم ابن فالنتينوووالدته والرحيل الى مغامرات الاب وفي اروقة المهرجان قالت لي المخرجة بان الفلم هو البحث عن المغامرة والحقيقة والجمال في العالم عند البشر وقد جاهدت المخرجة بابراز كل ما كان يتعلق بهما من ارشيف ولاحظت صورهم مع جواهر لال نهرو في الهند وكذلك في المناطق النائية في العالم ، استغرق الفلم 47 دقيقة.

فلم جذور الجبال..يتطرق الفلم حول المهاجرين وعودة الاحفاد للجذور وحكاية الطفلة بينيت وقد مارست تسلق الجبال في امريكا وهي تعشق المغامرات وترجع مع جدها الى جبال الدولوميت في ايطاليا وتلتقي باقاربها وهنا الفلم يعرض حكايات الجبل وعادات وتقاليد ايطاليا ومطبخهم والفلم يبرز جمالية والطرق الصخرية في جبال الدولوميت وسحرها والفلم ضمن فئة رياضة الجبل والطبيعة ومن اخراج كاري مكارثي.
الفلم القصير فومو للمخرج النمساوي باستيان ماير والذي فاتحني العام الماضي بان نسافر معا الى كوردستان ولعمل فلم وثائقي هناك ولكنه هذا العام اتجه صوب اليابان برفقة اصدقائة الى الارض الاسطورة جابو وقال لي حاولنا ان نبتعد عن عالم التقنيات ونقترب من الطبيعة والثلج والتزحلق على الثلج واردف قائلا كانت تجربة رائعة في اليابان.واردف قائلا انا حاضر للسفر الى كوردستان معك.
توماس اولريخ اول مغامر حاول عبور القطب الشمالي وحيدا من سيبريا الى كندا!!
في محاضرة قيمة ستظل خالدة في اذهان الجمهور الذي ملأ الصالة وبتذاكر باهضة الثمن اطل المغامرالسويسري توماس اولريخ وهو يتحدث 100 دقيقة حول مغامراته الشيقة وتسلقه على الجبال بالاضافة فهو مصور محترف وقال في بداية المحاضرة بأنه فقط من يغامر بوسعه ان يصل للهدف ، وقال بانه يعيش حلمه بالمغامرة والجبل وليس لديه الوقت لضياع الزمن والحلم من دون حركة ، وعرضت على الشاشة الكبيرة صور مغامراته وتحدث بصور شيقة على تسلقه اعلى جبال العالم والذي ادهشني رقوده في خيمة معلقة على الصخر وغدا اول شخص حاول عبور القطب الشمالي وحيدا من سيبريا الى كندا ولكن الحظ لم يحالفه وقبالة سواحل سيبريا اضطر لانقاذ نفسه في ظروف اقوى من ارادته واحلامه ولكن يرجع ثانية الى القطب الشمالي واتخذ الطريق من القطب الشمالي لغاية النرويج 1400 كيلومترا سيرا على الاقدام وكذلك سباحة وتجديفا.
وعرض خلال المحاضرة صوره التي توثق اعماله كمصور فوتوغرافي عالمي ونشرت صوره ومقالاته في مجلة ( ناشيونال جوغرافيك) الامريكية والتي منحته لقب مغامر العام وصورته على غلاف المجلة.
محاضرة شيقة وبعد المحاضرة وقفت قبالته وتحدثت معه قليلا عن المغامرات وبانه منحنا القوة للجري وراء احلامنا وحتى ان ودعنا الحياة من اجله!!

فلم بي آي جي قمة الصراع مع النفس والطبيعة لبطل نمساوي خارق
بطل العالم في التسلق، جاكوب شوبرت، يتحدث عن بي آي جي
ومن الافلام الرائعة والتي تحدث بطل التسلق النمساوي ( جاكوب شوبرت ) لرئيس المهرجان روبرت شاور بأن تسلق مسار(بي آي جي) في النرويج كانت معركة فكرية خضتها في حياتي) فهذا المسار لم يتمكن احد ان يتسلقه سوى النمساوي جاكوب شوبرت والذي سجل بدوره تاريخا في عالم التسلق وقد حاز الفلم على جوائز وكانت تلك اللحظات التي شاهدها الجمهور هي صراع مع الطبيعة القاهرة والمتمثلة في الصخر !!

يتضمن المهرجان مسابقة دولية تُمنح فيها جوائز لعدد من الفئات، أبرزها: الجائزة الكبرى للمهرجان وهي كراند بريكس غراتس
وهو أعلى تكريم يُمنح للفيلم الذي يحقق توازناً بين الجمال الفني والقيمة الإنسانية، جائزة أفضل فيلم بيئي لأفضل عمل يبرز التحديات البيئية، جائزة أفضل مخرج جديد لتشجيع المواهب الشابة، جوائز الجمهور التي تُمنح بناءً على تصويت الحضور لأفضل الأفلام وأكثرها تأثيراً، بالإضافة إلى عروض الأفلام، تضمن المهرجان: محاضرات وندوات تفاعلية قدمها متسلقون ومصورون عالميون، جلسات حوارية بين صانعي الأفلام والجمهور لمناقشة خلفيات الأعمال وتجارب التصوير في البيئات القاسية، معارض صور ومعدات جبلية تبرز تطور تقنيات التصوير والمغامرة، انشطة تعليمية موجهة للشباب والمدارس لتعزيز حب الطبيعة واحترامها.
شارك في المهرجان صانعو أفلام من أكثر من أربعين دولة، إلى جانب متسلقين محترفين ومصورين بيئيين وصحفيين متخصصين. استقطب المهرجان جمهوراً متنوعاً من عشاق الطبيعة والرياضة والسينما، ما يجعله منصة للتواصل بين مختلف الثقافات والخبرات.
يُعدّ المهرجان مناسبة مهمة لترسيخ الوعي البيئي وتسليط الضوء على العلاقة بين الإنسان والجبال بوصفها رمزاً للقوة والجمال والتحدي. كما يساهم في تعزيز مكانة غراتس كمدينة للثقافة والفنون، ووجهة عالمية للمهرجانات السينمائية المتخصصة.
يُجسد المهرجان العالمي لأفلام الجبال في غراتس مزيجاً رائعاً من السينما، والمغامرة، والطبيعة، والثقافة. فهو لا يقتصر على عرض أفلام مبهرة بصرياً، بل يحمل رسالة أعمق تتعلق بحماية البيئة وإلهام الإنسان لمواصلة التحدي والإبداع. ومن خلال هذا الحدث، تؤكد النمسا مكانتها كإحدى الدول الرائدة في الجمع بين الفنون والبيئة في إطار من الاحترام للجمال الطبيعي والإنساني على حد سواء. وقبل اسابيع اقيم المؤتمر الصحفي للمهرجان على قمة جبل داخشتاين وهي اعلى قمة جبل في اقليم شتايامارك ووقتها كنت حاضرا ضمن الفريق الذي غادر غراتس متوجها الى داخشتاين ويبلغ ارتفاع الجبل 2995 مترا فوق مستوى سطح البحر .
اختتم المهرجان العالمي لأفلام الجبل بجوائز كاميرات الألب الذهبية والجائزة الكبرى:
الجائزة الكبرى في المهرجان( كراد بريكس غراتس) حصدها يوهانيس ماير عن فلمه ( بي آي جي) والذي تحدثنا عنه .
كاميرة الألب الذهبية في فئة الجبال والرحلات الاستكشافية حصدها الفلم الفرنسي ( كي 2 مون امور) للمخرج ماتيو ريفوار.
كاميرة الألب الذهبية في فئة الرياضة في الجبال والبيئات الطبيعية حصدها فلم ( سردينيا بيم صخور اولياسترا ) للمخرجة النمساوية يوديت كوبيتزكي).
كاميرة الألب الذهبية في فئة الطبيعة والبيئة حصدها فلم 2000 يوم في الجنة ومن اخراج مشترك للفرنسيين فرونيك آن و اريك لابيد.
كاميرة الألب الذهبية في فئة الشعوب والثقافات للفلم الايطالي جبال متحركة للمخرجة اندريا كوستا .
جائزة الجمهور لهذا العام حصدها الفلم النمسا رحلة جبلية نحو الهلاك للمخرج فرانس فوكس .

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

973 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع