
بيان اللجنة العليا لمقاطعة الانتخابات المزيفة
(إنّ الحقيقة الثابتة منذ عام 2003 هي أن العراق ما زال واقعاً تحت احتلالٍ مزدوجٍ أمريكي-إيراني)، وأن الحكومات المتعاقبة لم تكن سوى أدوات تدور في فلك المحتلين، تُنفَّذ عبرها أجنداتهم الاجرامية السياسية والأمنية والاقتصادية.
ومع اقتراب موعد انتخابات البرلمان العراقي المزيفة في 11 نوفمبر 2025، تتكشّف عندها ملامح عملية سياسية صورية لا تمثل إرادة الشعب. في حين أعلنت وزارة الداخلية نشر نحو 170 ألف عنصر أمن لتأمين مراكز الاقتراع كدلالة على ترويع الشعب والوعيد باعادة جرائمها في انتفاضة تشرين ، في وقتٍ تتحدّث فيه تقارير عن وجود قناصة وتدخلات مسلحة من مختلف أطراف المنظومة الحاكمة، إضافة إلى تكليف جهاتٍ شاركت سابقاً في قمع الانتفاضة الشعبية للعودة إلى أدوارها القمعية رغم ادعاءاتها بالمقاطعة.
تشير التحليلات المستقلة إلى أن نسبة المشاركة ستكون الأدنى على الإطلاق منذ ان دخل الساقطون بغداد ، ما يعكس عمق فقدان الثقة بالعملية السياسية برمّتها. وقد خاطبنا أطرافاً سياسية واجتماعية عديدة، منها أحزاب ذات قاعدة جماهيرية واسعة، فوجدنا تردداً وانقساماً بين من يرى أن الوقت غير مناسب لتغيير النظام، ومن ينتظر تسريبات الموقف الأمريكي أو الدولي، رغم أن الجميع يسمع أن قضية الميليشيات وصلاحيات الدولة والعلاقة مع إيران والولايات المتحدة تبقى عوامل حاسمة قبل الانتخابات وبعدها.
إنّ اللجنة العليا، إدراكاً منها لحجم المخاطر، وحرصاً على حماية أرواح العراقيين من بطش الميليشيات وأجهزة القمع، ستتبنّى خيار المقاطعة السلمية وسيلةً لخفض شرعية الانتخابات المزيفة، وإظهار الرفضٍ الوطنيٍّ الشاملٍ لحكم الفساد والعمالة.
إنّ المقاطعة الواعية والمنظّمة هي الطريق الآمن لفضح زيف هذه العملية وإسقاط شرعيتها أمام الداخل والخارج مادامت المشاركات المطلوبة ضئيلة، وهي دعوةٌ إلى الشعب كي يقول كلمته بسلامٍ ومسؤولية.
المجد لشهداء الانتفاضة،
والنصر لشعب العراق الحر.
ولا للانتخابات المزيفة
اللجنة العليا لمقاطعة الانتخابات المزيفة
بغداد – تشرين الثاني 2025

820 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع