وصفت صدام حسين بـ"الشهيد البطل".. جدل في سوريا بشأن تعديلات المناهج الدراسية

شفق نيوز- دمشق:أثارت تعديلات جديدة على المناهج الدراسية في سوريا موجة واسعة من الجدل والانتقادات، بعد أن تضمنت تغييرات في بعض المفاهيم والتسميات التاريخية التي اعتاد عليها السوريون منذ عقود.

وقالت مصادر تربوية، لوكالة شفق نيوز، إن التعديلات تأتي ضمن خطة لإعادة صياغة المناهج التعليمية بما يعكس رؤية وطنية جديدة، غير أن عدداً من المثقفين والباحثين عبّروا عن مخاوفهم من أن تؤدي بعض الصياغات إلى المساس بالهوية التاريخية والقومية السورية.

وأبرز ما أثار الاستياء، بحسب متابعين، تعديل في كتاب التاريخ للصف الثاني الإعدادي، حيث وصفت إحدى الفقرات "شهداء السادس من أيار" بأنهم "متآمرون مع الإنكليز والفرنسيين ضد الدولة العثمانية".

كما انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة لصفحة من أحد الكتب المدرسية تُظهر تعريف الرئيس العراقي السابق صدام حسين بلقب "الشهيد البطل"، ما أثار موجة جديدة من الجدل والغضب بين المتابعين، كونه ديكتاتور من حزب البعث كما النظام السوري السابق.

وأشار ناشطون سوريون، لوكالة شفق نيوز، إلى أن "الصورة مفبركة"، ولا وجود لها في النسخ الرسمية من المناهج السورية الجديدة، مشيرين إلى أن تداولها يدخل في إطار حملة تضليل إلكترونية استغلت حساسية النقاش الدائر حول التعديلات الأخيرة لإثارة الرأي العام.

في المقابل، أوضحت وزارة التربية السورية في بيان ورد لوكالة شفق نيوز، أن التعديلات ما زالت في إطارها الأولي، وأن جميع المواد ستخضع للمراجعة من قبل لجان مختصة قبل اعتمادها النهائي، مشيرةً إلى أن الهدف من التحديث هو تقديم سرد تاريخي علمي وموضوعي بعيد عن أي توظيف سياسي.

وأضافت الوزارة أن حذف مادة التربية الوطنية جاء استجابة لمطالب تربوية تتعلق بضرورة استبدال المواد التعبوية بمضامين علمية أكثر ارتباطاً بالواقع.

بينما اعتبر أستاذ مادة التاريخ، سامر حمدان، في حديث لوكالة شفق نيوز، أن التعديلات الأخيرة على المناهج الدراسية تمثل خطوة حساسة للغاية لأنها تمس بالذاكرة الوطنية للأجيال الصاعدة.

وأضاف أن "تغيير وصف شهداء السادس من أيار بهذه الطريقة يشكّل تحريفاً للتاريخ، وقد يؤدي إلى تشويه الصورة التي تعود عليها الطلاب عن نضال أجدادهم ضد الاحتلال والاستبداد".

وتابع حمدان، قائلاً إن "المناهج ليست مجرد نصوص تعليمية، بل أداة لتشكيل الوعي الوطني، وبالتالي فإن أي تعديل يجب أن يتم بعناية فائقة وبمشاركة المؤرخين والخبراء لضمان دقة المحتوى وحياده عن أي أهداف سياسية".

وتُعد الثورة السورية الكبرى عام 1925 محطة مفصلية في تاريخ النضال الوطني السوري، إذ انطلقت من جبل العرب بقيادة الزعيم سلطان باشا الأطرش لتعمّ معظم المدن السورية، رافعة شعار التحرر من الاحتلال الفرنسي والوحدة الوطنية بين أبناء البلاد.

أما "شهداء السادس من أيار" عام 1916، فهم من أبرز رموز الكفاح ضد العثمانيين، حيث أعدمهم جمال باشا "السفاح" في ساحتي المرجة بدمشق والبرج في بيروت بتهمة التآمر والمطالبة بالحرية والاستقلال. وقد لقب "بالسفاح" على اثر هذه الواقعة.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

696 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع