رووداو ديجيتال:كشف مجلس أعيان الصابئة المندائية في العراق، عن أن أعداد الصابئة في البلاد انخفض الى دون الخمسين ألفاً، مشيراً الى عدم وجود أي درجة وظيفية لهم في صنوف الجيش أو الشرطة.
وقال رئيس مجلس أعيان الصابئة المندائية غانم هاشم لشبكة رووداو الإعلامية يوم الأربعاء (3 أيلول 2025): "لا توجد درجات وظيفية للصابئة في صنوف الجيش والشرطة، وليس لدينا منتسبين في القوات الأمنية"، مضيفاً: "فقط لدينا 20 منتسباً لحمايات شخصية وللمعبد فقط".
مندى الصابئة هو معبد للصابئة المندائيين بحي القادسية في العاصمة بغداد على جرف نهر دجلة غربيّ جزيرة الأعراس، يُتخذ المعبد مكاناً يجتمع فيه الصابئة للاحتفال بأعيادهم ومناسباتهم الدينية.
بُني المندى في ثمانينات القرن الماضي، في أرض ملك صرف باسم وزارة المالية مخصصة لطائفة الصابئة، بمساحة 1200 متر مربع، ويحتوي على قاعات تعازي ودار ضيافة لاستقبال ومبيت الضيوف، واتخذ مأوى لبعض الصابئة المهجّرين من مدن أخرى.
"40 – 50 ألف صابئي بقوا في العراق"
بخصوص أعداد الصابئة في العراق، أوضح غانم هاشم أن "عددهم حالياً يقدر بنحو 40 – 50 ألف صابئي"، مبيناً أنهم ينتشرون في محافظات عدة، منها البصرة وميسان وذي قار والديوانية وواسط والأنبار وديالى وبغداد وكركوك وأربيل ونينوى".
ونوّه الى أنه "في اقليم كوردستان تعيش نحو 500 – 600 أسرة صابئية، في ظل حريتهم وشعورهم بالأمان ولديهم أعمالهم الخاصة هناك".
تعد الطائفة من أقدم الأديان في العراق، حيث تمتد بجذورها لنحو سبعة الاف عام داخل بلاد الرافدين، وكلمة الصابئة مشتقة من "صبا" بمعنى انغمس أو غطس، فيما تفسر المندائي بالمعرفة، فيطلق عليهم اسم العارفين بدين الحق أو المتعمدين، وبسبب قدم تاريخهم وتعرضهم لنكبات عديدة على امتداد المراحل الزمنية لا يملك المندائيون تاريخاً مدوناً للحديث عن ماضيهم، حيث تم إتلاف وحرق مدوناتهم بمرور السنين.
المخطوطات المندائية القديمة تشير إلى وجود أكثر من 400 معبد للطائفة، كانت موزعة على عموم العراق وغالبيتها في جنوب البلاد قبل العهد الساساني في بلاد النهرين، ثم تقلصت بشكل كبير بعد ذلك، بسبب سياسات مختلفة.
هجرة أكثر من ربع مليون صابئي
أما بشأن الصابئة المندائيين الذين هاجروا من العراق، فقد كشف أن "عددهم يقدر بنحو 250 – 300 ألف صابئي"، مردفاً أن "قسماً قليلاً منهم هاجروا من العراق مطلع التسعينيات ويقدر عددهم بنحو ألفي شخص".
ونوّه غانم هاشم الى أنه "منذ عام 2005، عندما بدأت عمليات القتل والاغتيالات والتهجير، بدأت هجرة الصابئة المندائيين، وهي مستمرة الى الان".
بخصوص فرص عملهم، أوضح رئيس مجلس أعيان الصابئة المندائية أن الصابئة امتازوا بالعمل في مهنة صياغة الذهب، مستدركاً أن "هذه المهنة تراجعت في السنوات الأخيرة، وبالمقابل لا توجد وجود وظائف أخرى لهم، لذا هاجروا الى الخارج وقام غالبيتهم ببيع بيوتهم".
مارس المندائيون في العراق عدة مهن، أغلبها حرفية، مثل صياغة الذهب والنجارة وصناعة السفن والحدادة وصناعة الات الزراعة.
يطلق رجال الدين المندائيون لحاهم، والسبب كما يعزوه الترميذا كريدي أنه ورد في الديانة المندائية عدم المساس باللحى وشعر الرأس، بسبب الإيمان الكامل بأن النفس موجودة في الرأس، واقتصر إطلاق اللحى والشوارب وشعر الرأس لأسباب اجتماعية على رجال الدين.
أقدم المعابد المندائية في التاريخ، توجد في منطقة الطيب في محافظة ميسان، جنوبي العراق، وكانت تسمى قديماً وباللغة المندائية والتي هي جزء من اللغة الآرامية القديمة بـ"الطيب ماثا" وتعني أرض الطيب والتي اندثرت معظم مدنها وآثارها.
يختلف التقويم المندائي عن التقويم الميلادي من حيث ترتيب الأشهر ويتفق مع عددها، وتبدأ السنة المندائية في شهر طابيت ويوافق شهر تموز في التقويم الميلادي، ويقع البرونايا في الشهر التاسع المندائي.
1137 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع