الكلاب تحل مكان الأطفال في إيطاليا والإنفاق عليها يتضاعف: "أصبحت محور الحب والعاطفة"!

 مونت كارلو:فندق فاخر جديد في مطار روما صُمم ليكون واحة هادئة لضيوفه. الغرف مزودة بتبريد أرضي ومفعمة بروائح الزيوت العطرية، وتتمتع كل منها بحديقة خاصة. كما يوفر جلسات تدليك وشاشات كبيرة لإجراء مكالمات فيديو مع الأحبة البعيدين. لكن ضيوف هذا الفندق ليسوا من البشر، إذ يختص باستقبال كلاب المسافرين، مقدما مأوى آمنا أثناء غياب أصحابها.

ويعد هذا الفندق، الذي افتتح في تموز - يوليو، جزءا من قطاع خدمات الحيوانات الأليفة سريع التوسع في إيطاليا، والذي يلبي احتياجات الحيوانات التي ارتفعت مكانتها بالتوازي مع انخفاض معدلات الولادة السنوية في البلاد.

مع قلة الأطفال والأحفاد، يوجه الإيطاليون المزيد من طاقتهم العاطفية وأموالهم نحو حيواناتهم الأليفة المدللة، وتحتل الكلاب الصدارة بينها.

وبالرغم من أن النسب الرسمية لملكية الحيوانات الأليفة في إيطاليا لا تزال أقل بكثير من الولايات المتحدة (40% مقابل 66%)، إلا أنه "خلال السنوات العشر الماضية، أصبح التعامل مع الكلاب والقطط كما لو كانوا أعضاء في العائلة. إنها ثقافة جديدة صديقة للحيوانات الأليفة. يفعلون لأحبائهم من الكلاب ما يمكن فعله للطفل"، وفق ما يشير تقرير للفايننشال تايمز.

ففي عام 2022، أنفق الإيطاليون نحو 6.8 مليار يورو على رعاية حيواناتهم، إذ لم تعد الكلاب تكتفي ببقايا الطعام من مائدة أصحابها، بل أصبح أصحابها حريصين على نوعية طعامها وصحته.

وتتنوع المشاريع الجديدة لتغطي جميع مراحل حياة الحيوانات الأليفة، حتى وصل الأمر إلى تنظيم مراسم دفن رسمية لهم.

وتُخبر النائبة ميكايلا بيانكوفير كيف فازت مؤخرا بحق اصطحاب كلبها إلى مقر عملها، وهو ما شكل سابقة من نوعها. وقالت بيانكوفير في مكتبها بالبرلمان بينما كان كلبها مسترخيا في الزاوية: "أعمل هنا من الصباح حتى المساء، ولا يمكن ترك الكلب وحده طوال اليوم. جليسة الحيوانات لن تمنحه الاهتمام نفسه الذي يوفره صاحبها".

لكن ليس الجميع متحمسا لهذا التوجه الجديد. فقد انتقد البابا الراحل فرنسيس مرارا الأزواج الذين يختارون تربية حيوانات أكثر من الأطفال، معتبرا أن ذلك "يقلل من قيمة الإنسانية".

ومع ذلك، يتبنى السياسيون هذا التوجه. فقد بدأت حكومة رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني تخصيص 250 ألف يورو سنويا لـ"منحة الحيوانات" لمساعدة كبار السن من ذوي الدخل المحدود على تغطية بعض نفقاتهم البيطرية، كما تم تشديد العقوبات على الجرائم المرتكبة ضد الحيوانات.

ويقول غويلمو جيوردانو، مؤسس مختبر التحاليل البيطرية MyLav: "لقد تغيرت مكانة الحيوانات الأليفة بشكل جذري، من مجرد حيوانات إلى مراكز للعاطفة والحب".

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

941 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع