بطاريات مرنة من أوراق الشجر… ابتكار بيئي يغيّر قواعد الطاقة

صناعة بطاريات مرنة صديقة للبيئة. (منتج بالذكاء الاصطناعي © الحقوق محفوظة للمؤلف)

إيلاف من سان فرانسيسكو: لم تعد أوراق الشجر المتساقطة مجرد رمز للخريف أو خلفية شاعرية لصور الإنستغرام… ففي مختبرات جامعة نيويورك التقنية، أصبحت هذه الأوراق الميتة مصدرًا لحياة جديدة: بطاريات!

نعم، بطاريات مرنة وصديقة للبيئة، مصنوعة من مكونات مأخوذة مباشرة من أوراق الأشجار، دون حاجة لأي مواد كيميائية ضارة أو معادن نادرة. الابتكار يعتمد على معالجة الأوراق المجففة بطرق طبيعية تحفظ بنيتها الكربونية، لتتحوّل إلى أقطاب كهربائية قادرة على تخزين الطاقة بكفاءة.

ما يُميّز هذا الابتكار ليس فقط صلابته البيئية، بل مرونته الفيزيائية أيضًا: يمكن طيّ هذه البطاريات وتشكيلها بسهولة، مما يجعلها مثالية لأجهزة قابلة للارتداء، ومستقبل الأجهزة الإلكترونية الخفيفة والذكية.

سُئل أحد الباحثين عن الجدوى التجارية، أجاب ‏مبتسما بفخر: “إننا نرمي ملايين الأطنان من الأوراق سنويًا… لماذا لا نحولها إلى طاقة بدلًا من حرقها أو دفنها؟”

هذا الاختراع فتح الباب أمام موجة من التساؤلات الجميلة:
هل تصبح حديقتك قريبًا محطة طاقة؟
هل يشتري الناس يومًا ما أوراق الشجر كما يشترون الوقود؟

وإن تحدّثنا عن مصادر الطاقة البديلة، فهذا النوع من الابتكار لا يحل فقط أزمة بيئية… بل يمنحنا لمحة عن مستقبل أكثر لطفًا، حيث تنمو التكنولوجيا كالأشجار: هادئة، صبورة، محترفة، ومثمرة.

أوراق الخريف التي تغنّى بها الشعراء رمزًا للنهاية، ها هي اليوم تُجمَع لا للحرق، بل لتُمنَح حياةً أخرى… تُضيء بها عالمًا أنهكه التلوّث، وتُكتَب بها بدايةٌ جديدةٌ لفصلٍ اعتدناه نهاية.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

687 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع