صورة لترمب عام 2018
رووداو ديجيتال:روى الرئيس الأميركي دونالد ترمب قصة رحلته السرية إلى العراق، في خطاب حماسي ألقاه أمام جنود بلاده في قاعدة العديد الجوية في الدوحة.
وأشار ترمب إلى أنه قام بهذه الرحلة السرية إلى العراق خلال فترة رئاسته الأولى، بهدف لقاء أحد جنرالات بلاده والاستفسار عن سبب تأخر هزيمة تنظيم داعش.
وبحسب ترمب، فقد سئم من جنرالات واشنطن وأراد تجاوزهم في اتخاذ القرار، حيث أخبروه أن هزيمة داعش ستستغرق 5 سنوات، بينما وعده الجنرال الذي كان في العراق بأنه يحتاج إلى ثلاثة أسابيع فقط لإنهاء خلافة داعش.
واستخدم ترمب القصة كمثال لتوضيح أسلوبه في القيادة العسكرية واتخاذ القرارات، قائلاً: "فعلت شيئاً لم أفعله من قبل. قلت، أريد الذهاب إلى العراق وأريد مقابلة الأشخاص المتواجدين هناك لأنهم ربما يكونون مختلفين".
ولم يذكر ترمب في أي شهر أو سنة قام بالرحلة، لكن البيت الأبيض أعلن في نهاية عام 2018 أن ترمب وزوجته ميلانيا زارا القوات الأميركية في قاعدة عين الأسد بالأنبار بمناسبة عيد الميلاد.
وفي ذلك الوقت، نشر البيت الأبيض صوراً لترمب مع جنود بلاده.
وتحدث الرئيس الأميركي عن رحلته قائلاً: "غادرت في الساعة 3:00 صباحاً، كان الظلام دامساً. كانت طائرة إير فورس ون تنتظرنا. توجهنا إلى العراق ولم يكن أحد يعلم بذهابي".
وروى ترمب تفاصيل الإجراءات الأمنية المشددة خلال الرحلة، موضحاً أنه طُلب منه إطفاء أضواء الطائرة وإغلاق ستائر النوافذ أثناء التحليق فوق "أراضي العدو".
وقال ترمب: "لا أرى شيئاً، لا توجد أضواء، لا مسارات للطيران. لا أعرف كيف يفعلون ذلك".
وأشار ترمب إلى أنه عند وصوله، التقى بجنرال يسميه "ريزن كين"، مضيفاً: "قلت له جنرال، أنا أحبك، أنت الرجل الذي أبحث عنه".
وقد عيّن ترمب هذا الجنرال رئيساً لهيئة الأركان المشتركة الأميركية في فترة رئاسته الحالية.
ويذكر الرئيس الأميركي أن ما كان يخبره به الجنرالات في واشنطن كان مختلفاً عما قاله له هذا الجنرال.
ويردف ترمب: "كانوا يخبرونني في واشنطن بأن الأمر سيستغرق أربع إلى خمس سنوات لهزيمة داعش"، لكن ريزن كين قال له: "لا سيدي، لكنني لست في موقع يسمح لي بقول ذلك سيدي. إذا منحتني السلطة الكاملة للدخول وضربهم بقوة، فسيستغرق الأمر حوالي ثلاثة أسابيع".
ويضيف ترمب أنه قال للجنرال: "قيل لي خمس سنوات،" فرد الجنرال: "سيدي، سيستغرق الأمر ثلاثة أسابيع وسيتبقى لديك وقت إضافي. فقلت، 'أنت بالتأكيد تمزح معي. أين كنت حتى الآن؟".
وحسب رواية ترمب، أوضح له الجنرال أن استراتيجية الجيش الأمبركي آنذاك كانت شن هجمات على داعش من قواعد بعيدة، وهو ما لم يكن جيداً لوقود الطائرات ولم تكن الهجمات فعالة بهذه الطريقة.
لكن الجنرال أخبره بإمكانية استخدام القواعد الجوية الأميركية في الدول المجاورة للعراق وسوريا.
وكان الجنرال قلقاً من أن حركة الطائرات الحربية قد تزعج تلك الدول، لكن ترمب يقول: "قلت له، نحن نعطيهم مليارات الدولارات، فليتحملوا بعض الإزعاج. ولا أحد يعرف إلى أين تذهب طائراتنا".
وقال ترمب إنه بعد تفكير قصير في واشنطن، وافق على خطة الجنرال: "قلت، 'انطلق أيها الجنرال، ابدأ. وقد ضربهم بقوة وهزمنا 100% من خلافة داعش في وقت قصير جداً. مختلف تماماً عما قيل لي في واشنطن العاصمة من قبل مجموعة من عديمي الفائدة".
وكانت القصة جزءاً من خطاب أوسع أشاد فيه ترمب بقوات بلاده، مسلطاً الضوء هناك أيضاً على ميزانية دفاع جديدة بقيمة تريليون دولار وأكد على "تحقيق السلام عبر القوة".
وليست هذه المرة الأولى التي يتحدث فيها ترمب عن تفاصيل رحلته السرية.
فبعد رحلته في 26 كانون الأول 2018، قال لوسائل الإعلام الأميركية: "لو رأيتم كيف عبرنا الجبال بتلك الطائرة المظلمة، كانت ستائر جميع النوافذ مغلقة، لم يكن هناك أي ضوء. كان مظلماً تماماً. لم أر شيئاً كهذا من قبل".
وبعد نحو ثلاثة أشهر من هذه الرحلة، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية في 23 آذار 2019، نهاية خلافة داعش بالسيطرة على الباغوز على الحدود السورية العراقية.
619 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع