الروائي سلمان رشدي يتوج بجائزة السلام في ألمانيا

فرانكفورت (ألمانيا)- أعلن مجلس اتحاد بورصة تجارة الكتاب الألماني يوم الاثنين منح الكاتب الهندي – البريطاني سلمان رشدي جائزة السلام.

وأوضح المجلس أنه سيتم منح رشدي (76 عاما) الجائزة في كنيسة القديس بولس في فرانكفورت خلال الخريف المقبل. كان رشدي قد تعرض لإصابة خطيرة جراء هجوم وقع عليه في الصيف الماضي.

وذكر المجلس أنه سيتم تكريم الكاتب المولود في الهند “لإصراره وموقفه المشجع على الحياة ولأنه يثري العالم من خلال حبه لسرد القصص”.

ورأى المجلس أن رشدي يثير الإعجاب بتفسيراته للهجرة والسياسة العالمية وذلك منذ تحفته “أطفال منتصف الليل” التي ظهرت عام 1981، وأضاف أنه يجمع في رواياته وكتبه الواقعية بين البصيرة السردية والإبداع الأدبي، وبين الفكاهة والحكمة “كما أنه يصف القوة التي تدمر بها أنظمة عنيفة مجتمعات بأسرها وروح المقاومة التي لا يمكن تدميرها الموجودة لدى أفراد”.


وبعد ستة أشهر من إصابته بجروح بالغة إثر تعرضه للطعن في الولايات المتحدة، أصدر الكاتب البريطاني سلمان رشدي رواية جديدة بعنوان “فيكتوري سيتي” أو “مدينة النصر”، تتناول “قصة ملحمية لامرأة” من القرن الرابع عشر تعاني النفي والتهديد في عالم ذكوري.

وأنجز الكاتب الهندي الأصل هذه الرواية المرتقبة جدا قبل تعرضه للاعتداء، وهي ترجمة لملحمة تاريخية عن الشابة اليتيمة بامبا كامبانا التي تتمتع بقوى سحرية منحتها إياها إلهة، وأسست مدينة بيسناغا، ومعناها حرفيا مدينة النصر.

ويشدد رشدي مجددا في “مدينة النصر” على “قوة الكلمات”، وهو الذي تحوّل رمزا لحرية التعبير، إذ يعيش تحت تهديد فتوى صدرت عام 1988 بهدر دمه بسبب كتابه “آيات شيطانية”.

وأوضحت دار “بنغوين راندوم هاوس” الناشرة للرواية في ملخصها عنها أن مهمة بطلة الرواية التي ستعيش نحو 250 عاما تتمثل في “توفير موقع للمرأة مساوٍ (للرجل) في عالم ذكوريّ”، مشيرة إلى أنها ستشهد على “تكبّر من هم في السلطة”، وعلى صعود بيسناغا ثم تدميرها.

إلا أن الإرث الذي ستتركه كامبانا للعالم هو قصتها الملحمية التي تدفنها كرسالة للأجيال المقبلة. وتنتهي الرواية بالجملة الآتية: “الكلمات هي المنتصر الوحيد”.

واعتبر صديق رشدي الكاتب الأميركي كولوم ماكّان في صحيفة نيويورك تايمز أن المؤلف “يقول شيئا عميقا جدا في مدينة النصر.. وهو أنه من غير الممكن أبدا حرمان الناس من القدرة الأساسية على سرد القصص”. وأضاف أن رشدي “الذي يواجه الخطر، نجح في أن يقول حتى في مواجهة الموت، إن كل ما لدينا هو القدرة على سرد القصص”.


وأدى الهجوم الذي تعرض له رشدي خلال محاضرة في الولايات المتحدة بسكين في الصيف الماضي إلى وقوع إصابات بالغة له وفقدانه الإبصار في إحدى عينيه.

وجاء هذا الهجوم بعد مضي أكثر من 30 عاما على فتوى أصدرها زعيم الثورة الإيرانية الراحل الإمام الخميني بإهدار دم رشدي بعد ظهور روايته “آيات شيطانية”.

ففي الرابع عشر من فبراير عام 1989، وقبل وفاته بخمسة أشهر، أصدر آية الله الخميني على أمواج إذاعة طهران فتوى تبيح دم الروائي البريطاني ذي الأصول الهندية سلمان رشدي بعد صدور روايته “آيات شيطانية” عام 1988، التي قرئت وتم تأويلها على أنها استهزاء بالنص القرآني وبمقدسات المسلمين.

ويكتب رشدي في الوقت الراهن عن الهجوم الفاشل الذي استهدفه. وقال مجلس اتحاد تجارة الكتب الألماني إنه لا يزال يكتب رغم التداعيات الناجمة عن الهجوم بأسلوب “خلاق وعميق الإنسانية”.

وأضاف المجلس أن الكاتب يعيش في خطر دائم منذ عقود “لكنه لا يزال واحدا من المدافعين المتحمسين عن حرية الفكر واللغة، وليس عن حريته الخاصة فحسب بل كذلك عن حرية أشخاص لا يشاطرهم وجهات نظرهم”. وتابع المجلس أنه “يدافع بذلك عن شرط أساسي للتعايش السلمي وذلك في ظل مخاطر شخصية كبيرة”.

ونقل المجلس عن رشدي قوله إنه يشعر بتكريم كبير وبالامتنان لمنحه هذه الجائزة المهمة، وأضاف “لا يسعني سوى أن أشكر لجنة التحكيم على كرمها. فأنا أعرف مدى أهمية هذه الجائزة كما أنني أشعر بشيء من الرهبة حيال القائمة التي تضم أسماء الفائزين بالجائزة والتي سينضم اسمي إليها. أنا سعيد بحق”.

وتقدر قيمة الجائزة بـ25 ألف يورو ويتم تقديمها إلى شخصيات تقدم إسهاما لتحقيق فكر السلام في مجال الأدب أو العلوم أو الفن. وكان الكاتب الأوكراني سيرجي زهادان فاز بهذه الجائزة في العام الماضي.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

983 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع