سياح عراقيون في باكو (الحياة)
الحياة/بغداد – خلود العامري:حين وصلت عائلة باسم يعقوب إلى أذربيجان في رحلة سياحية تمتد ثمانية أيام، كان الجميع متفائلين بما يتضمّن البرنامج من أماكن سياحية وأثرية. لكن الرحلة جاءت على النقيض من توقعاتهم.
باسم أستاذ جامعي رافق زوجته وولديه كرار ومحمد في تلك الرحلة بعدما حصلوا على برنامج سياحي «مغرٍ في محتواه»، كما يصفه. لكن الشركة التي زوّدتهم به لم تلتزم تنفيذه وحذفت أكثر من نصف فقراته، ومنحت زبائنها ثلاثة أيام حرة للسياحة في العاصمة باكو.
يعلّق السائح المتذّمر على إجراءات الشركة: «نحن نستعين بالشركات السياحية لأننا لا نعرف المكان أساساً ولا نفهم اللغة. لذا، نتوقّع أن تلتزم الشركة معنا تنفيذ وعودها وليس العكس، لأننا لا نستطيع أن نتحرّك بسهولة في البلد وقصد الأماكن المهمة بعدما احتفظ دليل الشركة بجوازات سفرنا».
وتضيف زوجته فاتن التي بدت متذمّرة من حال الفندق أيضاً: «لقد ألغوا زيارة الأماكن الأثرية المهمة من البرنامج بحجة أنها ليست مهمة».
وتتابع: «أنزلونا في فندق يسمح للشبان باستخدام وسائل ترفيه تتنافى مع أخلاقنا وعاداتنا كعائلات شرقية، مثل استقدام فتيات للمبيت معهم».
ولا تقتصر الشكاوى على هذه الشركة، فقد سافرت عائلات أخرى ضمن البرنامج ذاته لكن مع شركات سياحية مختلفة، وكلها تذمرت من عدم تطبيق البرنامج المتفق عليه.
إحدى العائلات التركمانية التي جاءت من كركوك غادرت باكو قبل انتهاء الرحلة بسبب عدم التزام الشركة البرنامج، لكنها اكتفت بتسديد ثمن تذاكر الذهاب لأنها كانت تنوي المغادرة إلى شمال إيران للسياحة، فساعد ضعف البرنامج على تعجيل سفرها.
تقول أم بنار، وهي سيدة خمسينية اعتادت السفر مع زوجها وابنتها، إنها لم تتوقّع أن تحذف الشركة عدداً من الأماكن كان مقرراً أن تزورها العائلات. لكن يبدو أن الشركات السياحية، التي يتعدّى عددها السبع، أعدّت برنامجاً موحّداً وسوّقته على عائلات من مدن مختلفة، غير أن الدليل المرافق حذف نصفه
وعموماً، تتسابق الشركات السياحية في العراق على استقطاب عائلات للسفر إلى أذربيجان مقدّمة عروضاً مغرية سواء من ناحية الكلفة المنخفضة أو طبيعة البرنامج المعدّ، لكنها وعلى اختلافها تعتمد البرنامج ذاته من دون إضافات أو تعديل، وتستعين بأدلاء عراقيين يرافقون السياح ويقطنون في الفنادق ذاتها.
وأسبوعياً تنطلق من العراق 6 أو 7 رحلات سياحية في اتجاه باكو.
ويوضح فاضل حامد مدير إحدى الشركات السياحية في بغداد، أن معظم السياح من الشبان الذكور، لذا تضطر شركات أحياناً إلى إجراء تغيير على برامجها تلبية لطلبات هؤلاء. ويضيف: «نحاول تلبية رغبات الزبائن بما يحقق العدالة بين متطلّبات العائلة ورغبات الشباب أثناء تنسيق البرنامج، لكن العائلات تتذمر من ذلك غالباً». ويؤكّد أن اعتماد الشركات برنامجاً سياحياً واحداً مرده إلى اتفاق الشركات السياحية بين العراق وأذربيجان، علماً أن البرنامج تعدّه الشركات السياحية الأذربيجانية، وبعض المرشدين السياحيين يجدون صعوبات في تنفيذه أحياناً. ويشرح: «تفضّل معظم العائلات العراقية التبضّع من المراكز التجارية الكبرى على زيارة مناطق أثرية أو متاحف. لذا، يقوم الدليل بحذفها من البرنامج. ويحدث تضارب في الرغبات أحياناً، خصوصاً عندما تصر عائلات على هذه الزيارة وتتمسك بتنفيذ البرنامج بكامل فقراته».
في المقابل، يرى يعقوب أن الشركات تلجأ إلى حذف فقـــرات من البرامج ضغطاً للنفقات، ولكي تحقق مكاسب مالية أكبر على حساب راحة العائلات الباحثة عن الترفيه.
594 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع