قصة نجاح العراقية سمر ثامر المفرجي

  

لا تطور دون أداء المرأة لدورها وأتمنى  تأسيس مراكز لتعليم الشباب التقنيات النفطية

بغداد- الزمان:قصص نجاح العراقيين في الخارج لا تعد ولا تحصى لكن يستوقفنا من بينها قصة الشابة العراقية سمر ثامر المفرجي المقيمة في دولة الامارات العربية المتحدة, التي تحولت الى عنوان اعتزاز ومثال يحتذى به . وها هي اليوم تحاول نقل تجربتها الى جيل من اقرانها ينوي بناء وطنه على اسس المواطنة والهوية المشتركة والرغبة الصادقة في تجاوز العثرات والاتجاه الى النهوض الممكن في عالم سريع الايقاع يحترم الارادات الصلبة داخل كيان ابناء الوطن .

{ سألناها لمناسبة زيارتها بغداد بعد نحو 15 عاماً من العيش في الغربة :

– تتلخص قصة نجاحي بإيماني بنفسي وثقتي بقدراتي العقلية التي وهبها الله لبني آدم وامرنا ان نستثمرها في بناء انفسنا ومجتمعاتنا لنساهم في بناء مجد تليد يكون ارثاً للاجيال التي تأتي من بعدنا .

ان النجاح يبدأ من داخل الانسان ذاته إن استطاع ان يتغلب على العقبات التي قد تثنيه عن نجاحه أو تحد من طموحه وامكانياته وتذليل هذه العقبات بصورة تمكن المرأة من تعزيز ثقتها بنفسها لتكون عنصراً فعالاً ومؤثراً في المجتمع , فطموح الانسان لتحقيق هدفه وسعيه لبلوغ الهدف هو النجاح ذاته . لقد غادرت العراق عام 2002 وتمكنت بعد سنوات وتحديداً عام 2008 من الحصول على وظيفة حكومية في حكومة دبي, واثبتُ في ذلك العمل ان المرأة تستطيع ان تتبنى فكراً تنويرياً يدعم دمج المرأة في الحياة العامة. وفي عام 2010 تم تعييني مختصة بمشاريع النفط والغاز الذي هو بعيد كل البعد عن دراستي الاكاديمية, لكني شمرت عن ساعد الجد واثبتُ ان دور المرأة في العمل لا يأتي تالياً الى دور الرجل بل, مساوياً وشريكاً كاملاً في العمل والانتاج في المجتمع الذي يسمح بتطور البنى الاجتماعية . ولهذا اشغل اليوم منصب المدير التنفيذي لهذه الشركة في العراق .

{ ما أبرز ما يمكن للمرأة تقديمه الى مجتمعها ؟

– المرأة هي محور التغيير والتطور في المجتمعات وان وجودها في العمل الاجتماعي هو محور البناء المجتمعي . فهي رقم لايمكن تجاهله ولايمكن تحقيق اي تطور في أي بلد دون ان يكون للمرأة دور فاعل فيه. فهي تشكل نصف المجتمع بالاضافة الى انها تؤدي دوراً بارزاً وفعالاً في نجاح النصف الآخر . فلا يمكن للرجل ان يقدم نجاحاً ان لم تكن لديه اخت او أم او زوجة ساهمت في نجاحه , فعظمة الرجل من عظمة المرأة وعظمة المرأة من عظمة نفسها.

{ ماهي تحديات الغربة التي واجهتك؟

– تحديات الغربة كثيرة وقاسية في بعض الاحيان , فمن الصعب على المرء أن يبدأ مشواره وهو في ارض ليست ارضه, كالضيف الذي ينزل في دار يعلم انه لابد ان يرحل يوماً ما عنها لاسيما ان كان في الدول التي تتميز بالتطور والحداثة ,فالتنافس يكون شديداً واثبات النجاح يكون صعباً لأن الفرصة تأتي لابن البلد المضيف قبل الآخر . لذا يكون التنافس شديداً , كذلك الشعور بالحنين الى الوطن هو تحد صعب . وهذا الشعور يكون عبئاً على الانسان يمنعه من تحقيق النجاح احياناً.

{ وماذا تتمنين تحقيقه من المشاريع المجتمعية بعد مسيرة نجاح مشهود لها ؟

– اطمح بتحقيق المشاريع التي من شأنها ان تسهم في اعادة الوعي ونشر الفكر الوطني الصحيح, الذي من شأنه بناء المجتمع والوطن . فمن اهم واجمل المشاريع التي اسعى الى تحقيقها هي تلك التي تهتم بالطاقات الشبابية بوصفها عصب البناء والتطور في جميع المجتمعات.

{ وماالذي تخططين لتنفيذه على المدى المنظور؟

– أخطط لانشاء مراكز لتدريب الطاقات الشبابية العراقية على التقنيات الحديثة في مشاريع النفط والغاز, باعتبار النفط عصب الاقتصاد العراقي وشريان الحياة فيه ولايمكن تحقيق الامن دون وجود اقتصاد قوي ولايمكن بناء اقتصاد قوي دون مساهمة الطاقات الشابة المهيأة والمدربة للأخذ بزمام الامور والنهوض بالبلد بأيد عراقية دون مساعدة من احد .

{ وكيف رأيت بغداد بعد زيارتك الاولى منذ نحو 15 عاماً ؟

– جئت الى بغداد بعد غياب طويل وكنت مسرورة ان اقف على منصة في العاصمة لأروي للآخرين قصة نجاحي، لكن فوجئت بالطاقات الشابـــــــة التي التقيت بها لأني وجدت داخل كل شاب وشابة قصة نجاح فيها كثير من التحديات والعقبات التي تحول دون تحقيق النجاح لكن ســـعي الشباب لتذليل هذه العقبات اكبر من تركها لتكون عائقاً امام تحقيق النجاح وبلوغ الغاية .

{ ما نتائج زيارتك الى العراق ؟. كيف وجدت الاوضاع؟

– انا مؤمنة ان العراق سينهض من جديد وان ابناءه قادرون على الاخذ بزمام الامور لبناء وطن واحد متطور قادر على مواكبة ركب التطور في العالم المتقدم, وعلى الطبقة المتعلمة ان تؤدي رسالتها في نشر الوعي وتشييد دعامات المحبة بين الناس لنستطيع النهوض بالعراق واعادته الى مكانته بين الامم ويكون منبراً للعلم والعلماء ويكون قبلة للمحبة والتآخي والتسامح .

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

883 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع