صدر حديثاً عن نادي جازان الأدبي، المملكة العربية السعودية
أخاديد السَّراب
لا يملك مفاتيح السرائر الرومانتيكية للشاعر إبراهيم عمر صعابي إلا من كان شاعرٍ مثلهُ، ولإن القارئ ليس شاعراً فهو لا يملك ألا أن يفكفك جُملهِ ليكتشف معانيها حتى وإن كانت داخل (أخاديد السَّراب) ويبدأ بقراءتها كقصائد مستقلة في عالمها الخاصّ، حيث تتسع في هذا الديوان الصور والأفكار والأشياء على نحو متناغم مع الروح والنفس والطبيعة والحياة كلها، تبثها مخيلة الشاعر الإبداعية كذكريات بهيجة مرة وعابسة مرات أو يُسمعنا إياها كنغمات موحية تعزف على أوتار مرتبة تلون إيقاع النص باستحوذات جميلة شفيفة.. تحضر فيها المرأة والوطن والأرض والأصدقاء وكل ما يمت إلى عالم الشاعر بصلة.
- في القصيدة المعنونة "لا... لَمْ يسقُطْ سَهْواً"، يقول الشاعر إبراهيم عمر صعابي:
"لا لم يسقط سهواً/ بل هو في الذاكرة الأُخرى/ ذكرى ترحل دون إياب/ هو في الظلِّ مسجى/ يرتشف الحزن بكأس ضباب/ يمتدُّ – من الشاطئ للمنفى/ زبداً يذهبُ في المدِّ يبابْ/ قالوا: سقط الشاعر سهواً بعد غياب/ رحل الشاعر سهواً/ أخرجهُ اللهب الراكض/ حطم مجداف سفينته/ فانسلَّ كخيطِ سراب/ قالوا عنه ما أدهشهُ/ قالوا: ينبض حُباً – في زمن اللاّ حُبِّ - / يسافرُ عبر فضاء النسماتْ/ قالوا عنه كثيراً/ واغتالوا – حقداً – صوت حبيبته/ واختبأوا خلف البصماتْ/ وانتزعوا – من دمهِ – كُلَّ النبضاتْ/ (...) / قالوا عنه ما أدهشهُ/ قالوا: لم يسقط سهواً/ بل أسقطهُ – عمداً – حب الكلمات".
- يضم الكتاب قصائد متنوعة في الشعر العربي الموزون والمقفى وأخرى في الشعر العربي الحديث جاءت تحت العناوين الآتية: "إليك يا وطني"، "هي والبحر"، "عفواً وترحل شيرين"، "انكسار على بوابة الجرح"، "ورقة ثانية من أحزان الجنوبي"، "وحيداً يبصر الأشياء"، "الحوّات"، "أبي أيها العربي.. وكان الوداع"، "أجل ناظريك"، "حالة غياب"، "محاولة"، (...) وعناوين أخرى.
الميتافيزيقيا الشعرية
فلسفة ما ورائيات النص والطبيعة
(دراسة مقارنة)
يعد الشعر الإنجليزي – باعتبار الإنجليزية لغة الشعر – من أكثر الآداب العالمية التي شهدت تنوعات وتبدلات عبر تاريخ الأنجلوساكسون الممتد لقرون، وفي ذات الوقت من أكثر الفنون الأدبية التي أثرت في آداب العالم وصبغت أوجهها المعتادة بألوان متباينة كتنوعات الطيف. ومن الأنواعيات الشعرية التي تولدت من كنف الشعر الإنجليزي، يأتي شعر ما وراء الطبيعة أو ما يُعرف عالمياً بالشعر الميتافيزيقي، ليشكل حالة استثنائية من الفعل التعبيري والأداءات الثقافية على المجمل.
في هذا السياق يأتي كتاب "الميتافيزيقيا الشعرية" للكاتب والناقد حسن مشهور ليتناول بالشرح (فلسفة ما ورائيات النص والطبيعة) عبر دراسة مقارنة بين الأدبين العربي والإنجليزي يقدمها المؤلف في حقل "الشعر الميتافيزيقي" الذي يعتبره انتقل إلينا من الغرب وأصبح بعض شعرائنا العرب يكتبون قصائد بعينها يعرضون فيها لبعض قضاياه وتساؤلاته.
يقول المؤلف: "هدفت أن أزود القارئ برافد آخر إفهامي حول الشعر العالمي وانعكاساته على الأدب العربي. كما جربت أن أقدم للقارئ العربي الجاد - كذلك - نصوص غربية في حقل الشعر الماورائي. وقد حرصت في كتابي هذا أن أعمل على ترجمتها وتقديمها له – أي القارئ الهدف – في قالب أكثر وضوحاً وأكثر تجدداً. ومنها – أي النصوص – ما لم يترجم لأدبنا من قبل كقصيدة "أنشودة لأموريت" للشاعر الميتافيزيقي الكبير هنري فون. وكذلك نص "الفاجعة"؛ للشاعر الماورائي الإنجليزي الشهير جورج هيربرت...".
انطلاقاً من هذا الهم المعرفي والأكاديمي يبدأ المؤلف كتابه بمقدمة عن المذاهب الأدبية والمدارس النقدية والتحولات التي طالت الشعر وأبرزها الأنواعيات الشعرية التي تولدت من الشعر الإنجليزي "شعر ما وراء الطبيعة" منوهاً بفضل الشاعر ورجل الدين الإنجليزي "جون دون" عبر تحفته الأدبية التي حملت عنوان "أيها الموت" الشاعر الذي أحدث حركة تجديدية في مياه الثقافة الأنجلو – ساكسون الراكدة لسنين، ويُتبعه بالشاعر هنري فون والشاعر أندرو مارفيل والأديب ريتشارد كرشوا والناقد الحداثي الكبير "توماس ستيرن إليوت" الذي كتب مقالة نقدية شهيرة، سلط فيها الضوء على شعر هؤلاء وقضاياهم الفلسفية الجدلية التي صبوها في شعرهم... وفي هذا الإطار يذكر المؤلف الأثر الذي تركته هذه المذاهب الأدبية العالمية على الأدباء العرب فيذكر ما اختطه الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش في قصيدته المطولة التي عنونها بالجدارية، وكذلك الشاعر المصري صلاح عبد الصبور في قصيدته حوارية الموت بينهما. بالإضافة لعدة أعمال لشعراء وأدباء آخرين... كما سعى المؤلف إلى تقديم مبحثاً مهماً يشكل دراسة مقارنة بين الشعر الميتافيزيقي والشعر الصوفي وما يُعرف برمزية العشق الإلهي.
- يستفيد من هذا الكتاب الدارس العربي وخاصة طلاب الدراسات العليا في التعليم العالي وكذلك الشاعر والناقد والمثقف العربي بشكل عام.. ما يشكل إضافة مهمة إلى المكتبة العربية.
ظِلٌّ عَلَى بَابِ
الذِّكْرَيَات
"ظِلُّ عَلَى بَابِ الذِّكْرَيَات" وهو في حد ذاته يحملُ الكثير من تجليات الحضور والغياب أراده الشاعر عصام إبراهيم فقيري؛ وجهٌ من أوجه انتزاع المعنى الذي لا يتحقق إلا بوعي قيمة الحياة وغايتها القصوى. وهو وعي شاعرٍ يغزل القصيد ويحمّلهُ ألف معنى ومعنى ضمن لعبة لا شعورية خفية، لعبة قائمة على التجربة الشعورية الذاتية، فما يقوله الشاعر بالكتابة يخفي قولاً آخر غير الذي يضمرهُ فعلاً. وربما ذلك يعود إلى أن الذات/ الشاعرة تحتاج أحياناً إلى نقيضها لإدراك حقيقتها، ونقيضها هو الوجه الآخر لذاتها. يقول الشاعر في القصيدة المعنونة (دوَّامة المعنى):
"مَا دُمْتَ فِي شفتي سُؤَالاً يستحيلُ عَلَى الإجابةْ
فَلِمَ اقترفُ الشِّعْرِ إنْ أضحتْ خطيئتيَ الكتابةْ؟
وَلِمَ انحصاركَ بينَ أبياتي وَأَنفاسِي المُذَابةْ؟
وَلِمَ ارتضيتَ بأنْ تذوقَ عذابَ منْ تهوى عذابهْ؟
- من الواضح أن الشاعر فقيري قد صنع من هذه الأسئلة معياراً لأيّ شيءٍ يرغب في قوله بالشعر، ولإنه يدرك مثلما أدرك شعراء كثيرون من قبله بأن الشِعر يتسع لكل المعاني التي تمنح الحياة سرّ وجودها؛ فقد منح نصه العديد من الصور الفنية، أو المفارقة اللغوية التي تقوم مقام المعنى في الكتابة الشعرية مع تكثيف لصور الفقد واللوعة والوداع والرثاء لأحبة رحلوا عن عالمه في عدد من قصائد الديوان، وهو ما تؤكده تفاصيل الملفوظات الشعرية المتناثرة عبر هذا المنجز الشعري.
- يضم الكتاب قصائد في الشعر العربي الموزون والمقفى وأخرى في الشعر العربي الحديث جاءت تحت العناوين الآتية: "تلويحة الأسف"، "ذهولٌ على بوابة الوداع"، "عائدٌ لم يجد نفسه"، "رأيتني أتهادى"، "تعويذة الرحيل"، "نظرةٌ تراقصُ الخيبة"، "مني إليَّ"، "متاهات الأسى"، "قلسفة الضياع"، "دوامة المعنى"، "سطوة الحرمان"، (...) وقصائد أخرى.
736 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع