دار الشؤون الثقافية العامة...(إبداع دائم... وعطاء متواصل)
اعداد: اسراء يونس السامرائي
برعاية الأستاذ حميد فرج حمادي مدير عام دار الشؤون الثقافية العامة وتحت شعار (ابداع دائم... وعطاء متواصل) احتفت دار الشؤون الثقافية العامة بطرح ثمار المعرفة في مختلف أنواع الفنون التصويرية والادب القصصي والنقدي وهي:
1ـ "الصوت الاخر" للكاتب الأستاذ فاضل ثامر.
2ـ "المسلات" للكاتب الأستاذ عبد الستار البيضاني.
3ـ "سيمياء الصورة السينمائية" للكاتب الأستاذ حسن قاسم... وبحضور العديد من الادباء والمثقفين.
وادار الجلسة الأستاذ الناقد بشير حاجم مبتدأ بالترحيب بالأستاذ حميد فرج حمادي راعي الاحتفالية وبالحضور الكريم. مشيراً الى الاشاعات التي تطلق على هذه الدار بأنها لم تعد قادرة على طبع واستقطاب الأدباء والنقاد والمؤلفين، وإيقاف اصدار مجلاتها الثقافية وهي شائعات هدفها التقليل من أنشطة وفاعلية هذه الدار العريقة وتهميشها.
ان هذه الدار لها باع في مطبوعاتها الأدبية والفنية والتي تنوعت في مختلف الفنون والاداب والنقد وشملت جميع الدراسات الإنسانية والثقافية والعلمية، والمعتمدة في اكثر المناهج الاكاديمية والتعلمية.
فهي لا زالت وما تزال تستقطب وتحتضن كل ما هو مبدع وثر لترفد به مؤسسات التعليم والجامعات العراقية والعربية والشارع الثقافي والادبي وهي منهل لجميع البحوث والدراسات ويشهد لها القاصي والداني.
شملت الجلسة الحديث عن الكتب المحتفى بتوقيعها واستضافة مؤلفيها والاستماع الى ارائهم واعطاء نبذة مختصرة عن مؤلفاتهم. حيث أشاد الأستاذ الناقد فاضل ثامر في بداية حديثه عن الشكر الكبير لهذه المؤسسة ومديرها العام الأستاذ حميد فرج حمادي في احتضانهم لهذا الكتاب وطبعه للمرة الثانية، فهو يعتبر ثمرة للعديد من الكتب منذ ثمانينيات القرن الماضي حيث بدأ الكاتب بتجربته النقدية منذ الستينيات في القصة والرواية والشعر بالرغم من انه خريج قسم اللغة الإنكليزية وبعد ان تعرف على أمهات النقد لم تكن المناهج وافية ولكن مع بداية الستينات والسبعينات توخت له مجموعة مفاهيم ونظريات لينتقي ما هو مفيد في دعم وجهة نظره. وفي هذا الكتاب بيان يشبه السيسولوجية وهو الدمج بين الاتجاهات الجديدة في النقد والمضامين حيث اعتمد الكاتب الى نظرية (ميخائيل باختين). ويعتبر هذا الكتاب من اهم المصادر التي يرجع اليها الطلبه في السرديات ومن مميزات هذا الكتاب وجود انتقالة مهمة من السياق الى النص وهو من الكتب الحديثة المهمة للكاتب الذي يعتبر فيه ناقداً تشكيلياً ومسرحياً.
وبعدها تحدث الأستاذ الكاتب عبد الستار البيضاني عن كتابه (المسلات) قائلاً: (اقدم شكري وتقديري الى هذه الدار ومديرها وانا اعتبر نفسي احد أجيال هذه الدار تربيت في كنفها ما يقارب أربعة عقود. وتحدث الكاتب عن اول رسالة بعثها كانت لهذه الدار منذ عام 1980 وقد نشرت في مجلة الطليعة من قبل الزميلة القاصة لطفية الدليمي وهو يجد تاريخه الشخصي في هذه الدار وله علاقة حميمية معها صدرت له مجموعة من القصص وكانت (المسلات) اخر عمل له واغلب قصصها كتبت اثناء الحرب تناول فيها خصوصيات المقاتل باعتبار حياة المقاتلين غير حياة الناس عامة، حيث كانت هناك علاقة حميمية بين المقاتلين لم تكن موجودة في عامة الناس وفي خارج الحرب، كان يرصد مشاعر الأمهات بالرغم من فقدانه امه في وقت مبكر. وقد مثلت المسلات قابيل (الميثولوجية الدينية)).
وقدم الأستاذ حسن قاسم مؤلف كتاب (سيمياء الصورة السينمائية) شكره للدار ومديرها وموظفيها قائلا: بدأت قاصاً وانتهيت روائياً وفزت في جائزة الابداع العربي في الشارقة عام 2001 واعتبر نفسي مكلفاً في هذه الدار.
وأشار قائلاً: نحن نعتمد على ما ينشر في الكتب السينمائية وان لهذه الدار الفضل الكبير في نشر اطاريح ورسائل تخص الباحثين واتمنى لهذه الدار كل التوفيق والازدهار والتألق.
وفي نهاية الاحتفالية كانت هناك مداخلة للأستاذ الناقد علي حسن الفواز تحدث فيها عن دور الدار التي عودتنا ان تكون المؤسسة الام التي تحتفي وتصبر على كل ما يجري لتواصل وظيفتها الإبداعية والاحتوائية وأشاد بدورها في الاحتفاء بأسماء ثقافية راشدة معتبراً الحديث عن (المسلات) وهو احياء حقيقي لفن القصة القصيرة الذي تعرض لتهميش وان الشعر اصبح نوع من المزاج. واصفاً عبد الستار البيضاني بانه يكتب نفسه في القصة وهو يشير الى المسلات التي عشناها في زمن حمورابي، مسلة الحب، والوفاء، والامهات وهي مسلة تخلط بين الخيال والواقع. ومحاولة ليستعيد فيها الكاتب الخلود.
اما الصوت الاخر للأستاذ فاضل ثامر الذي يعتبر احد رواة التجديد فهو سلسلة من الابداعات التي تشكل تجربة الستينيات وهي مرحلة ما بعد التأسيس ومهمة في تصعيد القيم النقدية، وهو تأكيد على وظيفة المعلم وصانع الخريطة النقدية. وأشار الى القاص حسن قاسم معتبره قاصاً وروائياً رفع الصورة السينمائية بحصوله على العديد من الشهادات والجوائز باعتباره متخصص في كتابة المشهد السينمائي.
في ختام الجلسة كانت هناك اهداءات وقعها المؤلفين المحتفى بهم للشخصيات الثقافية والحضور الكريم.
تحفة جديدة في صرح الثقافة
مجلة آفاق أدبية في عدد جديد وملف عن أدب المراسلات المتبادلة
محمد رسن
تصميم الغلاف: عمار صباح
ان ما يلفت النظر في المشهد الثقافي لمجلة (آفاق أدبية) هو ما تمخضت عنه وما عززته بحضورها وما بلورته لنفسها من مناخ لا يتسنى لغيرها انجازه او الارتقاء اليه بأثر ما قدمته وناقشته من أبواب ومضامين شكلت اثراً عميقاً على نحو يمكن ان تشهد له وعليه بقوة مكوناته لإنعاش الفكر الثقافي الراهن وذلك من مبدأ المضي في مشوارها الذي اخذ على عاتقه تحرير مناطق ومساحات ضيقة ابان سيادة الثقافة الخاملة لتدخل الى مناطق البعد الاوسع الذي بات جزءاً من الفهم الرصين للحياة الفكرية الواعدة عبر احتضان وتبني التجارب الإبداعية للشباب ايضاً في صفحات المجلة ضمناً ومتناً وضمن مضامين تتوخى وتستقرأ بنهم الروائع الأدبية والفنية وتحافظ على قيمة دائمة وعلى سحر مستديم يواكب الوعي ويوخي ما بين الاداب دون انعزال او تشتت عن مواكبة مسيرة الواقع المتجدد وبعيداً عن تحديد مسار التفكير والابداع. من هذا المنطلق نشيد بصدور العدد الجديد (الأول / 2017) من مجلة آفاق أدبية التي تصدر عن دار الشؤون الثقافية العامة وكان محور العدد (صناديق الكلام) الباحث في مفهوم أدب الرسائل المتبادلة بين المبدعين رفقة مواضيع أخرى في مجال الشعر والنقد والقص والفكر والترجمة والسيرة والمتابعات الثقافية تضمن الغلاف الداخلي الأول للمجلة (مفكرة) سياحة فنية معمقة عن تجربة الكاتبة ومصممة الأزياء هناء صادق تحت عنوان (ما كتبته الإبر في حرير العبر) وهي إضاءة جادت بها هيئة تحرير آفاق أدبية وكان الغلاف الداخلي الأخير من نصيب الشاعرة ميمي أوديشو ضمن قناديل مع (أشور الشعر وشام المشاعر) وزينت الإضاءة بمقتطفات من شعرها وقد تعطرت المجلة بافتتاحيتها المعهودة ضمن سياقات مميزة فجاءت تحت عنوان (مكتوب في زجاجة) بقلم رئيس التحرير الشاعر سلمان داود محمد جاء في خلاصتها: ثمة انقلاب ازرق أطاح بزاجل البريد وسعادة المكاتيب والـ (طارش) المضمخ بعطر (الخط) فلم يعد رفيق ذلك الطائر الأمين العابق بحبر الرسائل ووميض الابراق الا في ذاكرة راقدة على ريش مراسل عاطفي كان وتوارى بين كثافة الأشجار وتهديد من صيادين هواة.... ولم يعد ذلك (البوسطجي) الساعي على دراجته الهوائية سريعاً وقد توشح بحزام الأمان او بعروة جعبته المكتظة بالاشجان والشؤون، لم يعد يبق منه سوى أصداء ذكرى شجية في مسامع مدن حزينة ومنتظرات خذلها المبردون... انقلاب فاتح الزرقة يتطاير من صناديق حياتنا الالكترونية الان ذلك المتمثل بالايميلات ورسائل الـ sms والمحادثات الرقمية عبر مواقع التواصل الاجتماعي العابرة للارجاء وسواها ليس من شك حتماً في كثافة هذا الانقلاب وضرورته في حياتنا الراهنة وقدرته على اختزال الوقت والمسافات وتغذيتنا المعلوماتية بالعواجل الانبائية العمومية منها والخاصة على مدار الساعة والبوصلات غير ان لهذه المنظومة مثالبها ايضاً فهي خالية من حميمية وفاترة عموماً... بعد هذه الخلاصة تنتقل بنا (آفاق أدبية) الى بابها الأول وهو محور العدد (صناديق الكلام) الذي شارك فيه كل من الأستاذ محمد خضير والأستاذ ياسين النصير والأستاذ جواد الحطاب والأستاذ حسن عبد الحميد والأستاذ سعد سعيد وقد احتفت منصة العدد بـ لطفية وهي تتسامى ملحمياً وتراجيدياً في روايتها (سيدات زحل) بقلم خضير اللامي، اما باب مراى فكان من نصيب الأستاذ مزاحم الجزائري وفي باب الاخر الثقافي نطالع ما كتبه الادباء د. شاكر الحاج مخلف وساناز داود زاده فر.
اما باب تفكر الذي عودنا على الولوج في ذاكرة المشتغلين في حقل الكتابات الفكرية بلغة تحليلية زودنا بدراسة ثرة كتبها أ. د. عبد العظيم رهيف السلطاني، وبعد تلك الرحلة تأتي رحلتنا المضيئة مع باب (ضوء على اثر) أضاءة د. شجاع العاني والأستاذ عبد علي حسن ود. خضير درويش ود. لقاء موسى الساعدي وأ. د. علي حداد والأستاذ ناظم السعودة باب (شبان في وضع السرد) فكان من جهد رنا صباح خليل وزيد مظفر الحلي إضافة الى (اضاءة) من جهد اسرة تحرير المجلة وتبهرنا المجلة في باب (نصوص) بقصائد زينت هذا الباب شارك فيه الشاعر منذر عبد الحر والشاعر ريسان الخزعلي والشاعر علي حيدر والشاعرة رذاذ يوسف خطاب والشاعر فراس اموري، وبانتقالة الى عالم الحكايات يهل علينا باب (سرود) بقصص ننهل منها رؤى وعمقاً ادبياً وفنياً لـ رجاء خضير العبيدي وعبد الكريم الساعدي وعبد الرضا صالح محمد ورضي جواد باقر اما ما اختتم به هذا العدد من (آفاق أدبية) فقد انطوى على بابين مهمين كان الأول (قراءة في سرود العدد الفائت) من نصيب د. فاطمة بدر، أما الباب الثاني (قراءة في نصوص العدد الفائت) من حصة الأستاذ معين جعفر محمد.
1006 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع