بغداد - عمر الجنابي - الخليج أونلاين:كشف مصدر مقرب من حزب الدعوة الحاكم في العراق، الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء الحالي، حيدر العبادي، وسلفه نوري المالكي، عن قيادة الأخير ومسؤولين آخرين في التحالف الوطني، حراكاً سياسياً وشعبياً ضد أتباع التيار الصدري؛ على خلفية الاعتداءات المتكررة على مقرات ومكاتب الأحزاب في عدة محافظات وسط وجنوب العراق.
وقال المصدر -طالباً عدم الكشف عن هويته- في حديث لمراسل "الخليج أونلاين": إن "اجتماعات ولقاءات مكثفة أجراها قادة ومسؤولون في التحالف الوطني الشيعي، يترأسها زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، ورئيس المجلس الأعلى، عمار الحكيم، وبحضور عدد من قادة الفصائل المنضوية تحت هيئة الحشد الشعبي؛ وذلك لممارسة الضغط على رئيس الوزراء حيدر العبادي، لقمع ثورة التيار الصدري، واعتقال المحرضين على الاعتداءات على المقرات الحزبية".
وأضاف المصدر: إن "المالكي استطاع إقناع جميع الأطراف بأن حراك التيار الصدري أصبح يشكل خطراً على العملية السياسية، ولا بد من اتخاذ إجراءات صارمة بحقه، خاصة وأنه يهدد بالدخول للمنطقة الخضراء".
وأشار المصدر إلى أنه "رغم نفي التيار الصدري أن يكون أتباعه لهم صلة باقتحام مقرات الأحزاب، أكد المجتمعون على ضرورة اعتقال اللجنة المنظمة للتظاهرات، واتباع إجراءات أكثر صرامة وأشد قسوة؛ لمنع تكرار الاعتداءات على المقرات الحكومية والحزبية".
وكانت عدة محافظات وسط وجنوب العراق قد شهدت الأسبوع الماضي استهدافات واعتداءات ممنهجة قامت بها مجاميع من المتظاهرين، أطلقوا على أنفسهم (الثورة الشعبية الكبرى) طالت مقرات تابعة لأحزاب شيعية، مثل حزب الدعوة الذي يترأسه نوري المالكي، والمجلس الأعلى برئاسة عمار الحكيم، وحزب الفضيلة، وأحزاب أخرى.
من جهته قال الملازم في الشرطة الاتحادية في محافظة البصرة، علي الربيعي، عبر اتصال هاتفي مع مراسل "الخليج أونلاين": إن "القوات الأمنية نفذت حملة اعتقالات طالت قادة وناشطين حرضوا على الاعتداءات على مقرات الأحزاب في المحافظة"، مشيراً إلى أن "الحملة مستمرة، وستطال كل من امتدت يده على ممتلكات الغير".
وأضاف: إن "الحملة -ولغاية اللحظة- أسفرت عن اعتقال أكثر من 60 شخصاً، وإن التحقيقات جارية معهم"، وألمح إلى أن "النتائج الأولية للتحقيق تؤكد ضلوع جهات سياسية (امتنع عن ذكر اسمها) بالوقوف خلف الاعتداءات".
من جانبه اتهم الناشط المدني، وسام هادي، أحزاباً سياسية باستهداف ناشطي التظاهرات من التيار الصدري والتيار المدني؛ رداً على الهجمات الأخيرة التي استهدفت مقرات حزبية.
وقال هادي، في حديثه لمراسل "الخليج أونلاين": إن" أكثر من 8 ناشطين في محافظة بابل وذي قار تم اغتيالهم خلال الــ 72 ساعة الماضية من قبل مسلحين مجهولين؛ عبر أسلحة كاتمه للصوت، وعبوات لاصقة وضعت أسفل عجلاتهم"، لافتاً إلى أن "المسلحين يتجولون بحرية، وأمام أنظار القوات الأمنية، معتقداً أن يكونوا تابعين لأحزاب شيعية".
وأضاف: إن"عمليات الاستهداف المنظّمة لناشطي ورموز التظاهرات في عدد من المحافظات العراقية أصبحت مكشوفة للجميع، ومن هي الجهة التي تقف خلفها"، مشيراً إلى أن العشرات من قادة وناشطي الحراك الشعبي ضد الفاسدين تلقوا تهديدات مباشرة -من قبل مليشيات مسلحة معروفة تابعة لأحزاب سياسية حاكمة- بالتصفية؛ في حال استمروا في مواصلة احتجاجاتهم".
ويرى مراقبون أن رائحة الخلافات بين الأحزاب الشيعية الحاكمة بدأت تنبعث إلى الشارع العراقي، وأن الاحتجاجات الشعبية وسط وجنوب العراق باتت تواجه تحدياً كبيراً بعد تنامي عمليات الاغتيال والاستهداف للناشطين، وخصوصاً في البصرة وبغداد.
507 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع