بروفيسور شموئيل موريه مع فخامة رئيس السلطة الفلسطينية "أبو مازن" في مدينة رام الله
شيرين تواني / القدس:عقد في يوم 28.3.2016 في رام الله في مقر رئيس السلطة الفلسطينية اجتماع بمبادرة فخامة رئيس السلطة الفلسطينية ابو مازن والسيد سام بن شطريت رئيس اتحاد يهود المغرب لاجل التواصل بين الشعبين الاسرائيلي والفلسطيني لدفع عجلة مفاوضات السلام بينهما. وفيما يلي النص الموسع لخطاب البروفيسور شموئيل موريه الذي ألقاه في هذا الاجتماع التاريخي:
فخامة رئيس السلطة الفلسطينية، الدكتور محمود عباس (أبو مازن) المحترم،
سيادة السيد سام شطريت، رئيس الاتحاد الفدرالي العالمي ليهود المغرب، سيادة السيد محمد المدني رئيس لجنة التواصل مع المجتمع الاسرائيلي لمنظمة التحرير الفلسطينية، والاخوات والاخوة ممثلي جاليات يهود المغرب ويهود الشرق الاوسط،
سيداتي وسادتي،
إنه لشرف عظيم لي حضور هذا اللقاء التاريخي بصفتي رئيس رابطة الجامعيين اليهود النازحين من العراق، وأستاذاً متقاعدا للأدب العربي في الجامعة العبرية في اورشليم - القدس.
أشكر فخامة الرئيس أبو مازن والسيد سام شطريت، رئيس الاتحاد الفدرالي العالمي ليهود المغرب، على هذه المبادرة المباركة لمحاولة التوصل الى محادثات لتهدئة الأوضاع وانهاء سفك الدماء وسقوط شابات وشبان بعمر الزهور من الطرفين ثم عقد محادثات سلام شامل بين رئيس وزراء اسرائيل ورئيس السلطة الفلسطينية لمصلحة الطرفين.
إن الغرض من هذا الاجتماع الهام هو محاولة عقد صلحة بين الشعبين الاسرائيلي والفلسطيني لحقن الدماء من الطرفين وإنهاء التحريض والانتقام والاعتداء المتبادل بين متطرفي الجانبين مما يقف حائلا دون التوصل الى محاثات سلام لانهاء هذا النزاع بين احفاد سيدنا ابراهيم الخليل عليه السلام، والعيش بسلام جنبا الى جنب بدولتين ديموقراطيتين مستقلتين فلسطينية عربية واسرائيلية يهودية لاجل حياة افضل لنا وللاجيال القادمة مبنية على اساس التعاون العلمي والصناعي والثقافي، فالحروب لا تحل المشاكل بل تعقدها، واكتشفنا جميعا كم هي عجوز شمطاء مذمومة، حذر منها الرئيس السابق لدولة اسرائيل السيد شمعون بيرس آملا ان تصبح غزة هونج كونج الشرق الاوسط من حيث الازدهار الاقتصادي والرفاهية الاجتماعية.
إن معظم سكان إسرائيل وعلى رأسهم هذا الوفد الذي يترأسه السيد سام شطريت رئيس الاتحاد الفدرالي ليهود المغرب ويشارك فيه ممثلون عن الجاليات اليهودية المطرودة من دول الشرق الأوسط العربية، يأملون ان ينجح هذا اللقاء اليوم للتمهيد لعقد محادثات سلام حقيقي ودائم بين الرئيسين، فقد كرر رئيس الوزراء السيد نتنياهو عدة مرات، استعداده للقاء فخامة الرئيس أبو مازن في اي زمان ومكان بدون شروط مسبقة لاجل وضع حد لهذا الصراع الدامي وسلسلة الحروب العقيمة التي لم تأت بحل، ولم يستفد منه سوى بائعي الاسلحة الفتاكة التي اثقلت كاهل ميزانية الجانبين بدلا من انفاقها على بناء المدارس والمستشفيات والمختبرات العلمية والتعاون العلمي والصناعي والصحي والزراعي والاجتماعي بين الجانبين لمستقبل افضل لنا وللاجيال القادمة. ففي كل يوم تقريبا يقوم العلماء في اسرائيل بأبحاث علمية جديدة في ميادين الطب والزراعة والحاسوب والصناعة الالكترونية وغيرها من العلوم لانقاذ البشرية من آلامها ومن الكوارث الطبيعية.
لقد آن الاوان للجهاد الاكبر، جهاد النفس الامارة بالسوء لدحر الاعداء الحقيقيين للانسانية، وخاصة الثالوث الأول ثالوث الفقر والجهل والمرض، والثالوث الثاني ثالوث الارهاب والتكفير والقتل، الى جانب الانحباس الحراري وتلوث البيئة والتصحر ونقص مياه الشرب والكوارث الطبيبعية التي حذر منها سمو الأمير الحسن بن طلال، فهي العدو الحقيقي المشترك لنا جميعا، وعلينا التعاون لبناء مستقبل أفضل لنا وللأجيال القادمة قبل فوات الأوان، والله من وراء القصد ونتمنى للرئيسين والشعبين الاسرائيلي والفلسطيني النجاح في احلال السلام الدائم في دولتين مستقلتين ديموقراطيتين تعيشان جنبا الى جنب لخير الجميع.
أ.د. شموئيل – سامي موريه
رئيس رابطة الجامعيين اليهود النازحين من العراق،
رئيس اللجنة العلمية لمركز تراث يهود العراق
استاذ متقاعد في الأدب العربي في الجامعة العبرية،
حائز على جائزة الدولة في الاستشراق (1999)
1030 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع