توقعت مصادر وجود اتفاق بين العبادي والجانب الأمريكي
بغداد - عمر الجنابي - الخليج أونلاين:تمر الحكومة العراقية التي يترأسها رئيس الوزراء حيدر العبادي بأزمة سياسية حقيقية قد تؤدي إلى انهيار العملية السياسية، ما لم تتدخل أمريكا لإنقاذها حسب ما يرى مراقبون، لكون الائتلاف الشيعي الحاكم يعيش أوضاعاً سياسية بالغة الحساسية؛ وحالة من تصفية الحسابات بين مكوناته.
المحلل السياسي محمد الفلاحي قال لـ"الخليج أونلاين": إنه "ومع البدء العكسي لانتهاء المهلة التي أمهلها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر لرئيس الوزراء حيدر العبادي لتنفيذ الاصلاحات، وتواصل المحتجين اعتصامهم إمام بوابات المنطقة الخضراء، أصبحت العملية السياسية في العراق على وشك الانفجار، نتيجة الضغوط التي تمارسها الكتل على العبادي، والتي تقف عائقاً إمام إصلاحاته المزعومة".
وأضاف: "رئيس الوزراء حيدر العبادي ولغاية اللحظة فشل في تشكيل الكابينة الوزارية الجديدة وسط تخبط سياسي كبير، نتيجة تمسك بعض الكتل بوزرائها، والضغط المتواصل من قبل التيار الصدري الذي وسّع من مطالبه واحتجاجاته من إمام المنطقة"، متوقعاً أن "تحدث في الأيام القادمة صدامات سياسية وميدانية بين الأحزاب الشيعية".
وأشار الفلاحي إلى إن "العبادي قد يضطر إلى طلب مساعدة الجانب الأمريكي في حمايته وتقديم المساعدة له ولحكومته إذا ما فشل في تحقيق الاصلاحات والتغييرات الوزارية التي وعد بها".
مراسل "الخليج أونلاين" ومن خلال مصادره الخاصة داخل المنطقة الخضراء، تمكن من الحصول على معلومات تؤكد أن "مئات الجنود الأمريكيين وصلوا إلى مطار المثنى، ومن ثم توجهوا إلى المنطقة الخضراء وسط بغداد بواسطة مروحيات عراقية".
وتوقعت المصادر أن "يكون هناك اتفاق بين رئيس الحكومة حيدر العبادي والجانب الأمريكي لتوفير الحماية لمحيط المنطقة الخضراء على خلفية إصرار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر على إصدار أوامر لأنصاره باقتحام المنطقة الخضراء في حال انتهاء المهلة التي أعطاها للعبادي لتنفيذ الإصلاحات".
من جهته دعا النائب عن اتحاد القوى العراقية مطشر السامرائي، إلى محاربة المفسدين والمحافظة على هيبة الدولة، فيما حذر من انهيار العملية السياسية في حال لم تساعد الولايات المتحدة العبادي على ضرب المفسدين.
وقال السامرائي في تصريح صحفي: "إذا لم تكن هناك هيبة للدولة في قلب المواطن والمسؤول فلا ينفع تشكيل حكومة التكنوقراط"، داعياً إلى "محاربة المفسدين ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب قبل الذهاب إلى التكنوقراط".
وأضاف: "في تقديري جميع السياسيين في العراق من بينهم حيدر العبادي غير قادرين على الإصلاح"، مشيراً إلى أنه "إذا لم تتدخل الولايات المتحدة لتكون عوناً للعبادي لمحاسبة المفسدين وضرب رؤوس الفساد سيأتي اليوم الذي تزاح فيه العملية السياسية".
من جهته لم يستبعد ائتلاف دولة القانون الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء حيدر العبادي أن يكون الهدف من قدوم قوة أمريكية للعراق حماية النظام السياسي، فيما أشار إلى أن أمريكا ملتزمة بالاتفاقية الأمنية مع العراق، وأكد أن كل السيناريوات مفتوحة في ظل الظرف الحالي.
وقال النائب عن الائتلاف صلاح عبد الرزاق: إن "أمريكا تستطيع التدخل في حال تعرضت الحكومة للخطر، لكون واحداً من بنود الاتفاقية الأمنية هو أن توفر الحماية للنظام السياسي والعملية الديمقراطية"، لافتاً إلى أن "أمريكا لم تف بالكثير من الالتزامات كمسألة دخول داعش وسقوط الموصل مع أنها تعلم بذلك ولم توفر أي دعم للعراق حتى بالجانب المخابراتي".
وأشار إلى أن "كل السيناريوات مفتوحة اليوم في ظل الإعصار السياسي الذي يحدث، والذي دعا الرئاسات إلى الاجتماع لأكثر من مرة خلال أسبوعين"، مبيناً أن "هناك اجتماعات متتالية للكتل السياسية، الأمر الذي يعني أن هناك قلقاً لدى الجميع".
630 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع