لهيب الصراع الشيعي-الشيعي لحكم العراق يستعر ويمتد أثره لواشنطن

  

        استحوذ حزب الدعوة على منصب رئاسة الحكومة منذ عام 2003


بغداد - الخليج أونلاين (خاص):كشفت مصادر عراقية مطلعة عن اعتزام زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر تشكيل تحالف جديد مع عمار الحكيم، زعيم المجلس الإسلامي الأعلى؛ لإزاحة حزب الدعوة "شيعي" من رئاسة الحكومة بعد ثلاث دورات متتالية، أثبت فيها الحزب فشله الكامل بإدارة شؤون العراق، في وقت بدت أمريكا متخوفة من إعلان مثل هذا التحالف؛ لما قد يشكله من تهديد للوضع الأمني المرتبك أصلاً في العراق.

وقالت المصادر لـ"الخليج أونلاين": إن "عمار الحكيم زعيم المجلس الإسلامي الأعلى زار مقتدى الصدر بمدينة النجف، الخميس 24 مارس/ آذار، وهي زيارة تؤكد تلك المصادر أنها تأتي في هذا الإطار، خاصة مع تخلي المرجعية الشيعية عن الحكومة الحالية برئاسة حيدر العبادي أحد رموز حزب الدعوة الإسلامي".

وأضافت المصادر التي فضلت عدم ذكر اسمها: أن "الحكيم عرض تحالفاً مع الصدر في إطار الجهود التي أعلنها الصدر للإصلاح"، مبيّنة أن "وزراء المجلس الأعلى الإسلامي أعلنوا استقالتهم من حكومة حيدر العبادي وذلك في إطار حسن النية من طرف الحكيم"، كما أشارت إلى أن "الأخير لم يفوت فرصة الحديث عن هذا التحالف للإطاحة بحزب الدعوة وعرض مرشحه البديل لحيدر العبادي، وهو وزير النفط المستقيل عادل عبد المهدي".

ولفتت المصادر إلى أن "مقتدى الصدر أبدى ترحيباً حذراً بهذا الطرح؛ لكونه يخشى أن يكون مصيدة أخرى لتفويت الفرصة عليه من أجل إجبار العبادي على إصلاح شامل، خاصة أن حوارات الصدر مع سليم الجبوري والقائمة التي قدمها للحكومة المقترحة، وجدت تجاوباً حتى من أطراف مقربة من العبادي، الذي قام بدوره بتقديم قائمة مماثلة لأسماء وزراء تكنوقراط للتباحث بشأنها مع مقتدى الصدر".

في هذه الأثناء، قالت مصادر أمنية عراقية: إن "هناك تخوفاً من ردة فعل حزب الدعوة تجاه أي خطوة للإطاحة به من رئاسة الوزراء، حيث إن الحزب يمتلك قاعدة واسعة من المليشيات المسلحة بالإضافة إلى ولاءات كبيرة داخل منظومة الأمن والجيش، ومن ثم فإن ذلك قد يهدد مجمل الساحة الأمنية والسياسية حتى".

وشددت المصادر في حديث خاص لـ"الخليج أونلاين" على أن "مقتدى الصدر والحكيم بإمكانهما قلب الشارع الشيعي على حزب الدعوة، خاصة في ظل حالة الاستياء العارمة التي تمثلت بمظاهرات واعتصامات التيار الصدري قرب المنطقة الخضراء، إلا أن ذلك لا يعني أن حزب الدعوة سيقبل بتجريده بهذا الشكل".

نيران الصراع "الشيعي-الشيعي" داخل العراق امتد لهبها إلى واشنطن، حيث أعلن رئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الأمريكي الجنرال جوزيف دانفورد، الجمعة، إرسال تعزيزات عسكرية إضافية لحماية السفارة الأمريكية في بغداد، مشيراً إلى رفع عدد الجنود إلى 300 جندي.

وقال دانفورد في مؤتمر صحافي مشترك عقده، الجمعة، مع وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر: إنه "تمت مراجعة متطلبات تعزيز حماية السفارة الأمريكية في بغداد"، مبيناً أنه "طيلة السنوات الـ15 الماضية كان هناك 200 جندي لحماية السفارة".

واستحوذ حزب الدعوة، أقدم الأحزاب الشيعية في العراق (أسس عام 1957)، على منصب رئاسة الحكومة طيلة السنوات التي أعقبت الغزو الأمريكي عام 2003 باستثناء أشهر قليلة عقب حل مجلس الحكم الانتقالي، حيث أسندت رئاسة الحكومة إلى إياد علاوي.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

652 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع