"عمر يقتل فاطمة".. الطائفية في العراق لم توفر الجامعات

   

كامل جميل - الخليج أونلاين:يشهد الوسط الثقافي العراقي، ومواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، حالياً، جدلاً كبيراً بعد أن جسد طلاب جامعيون في الجامعة المستنصرية ببغداد، عملاً تاريخياً في ذكرى وفاة فاطمة بنت محمد رسول الله، بطابع "طائفي" يمس شخص الخليفة "عمر بن الخطاب".

وشهدت باحة كلية العلوم السياسية في الجامعة، مؤخراً، وبموافقة رئاسة الجامعة، وحضور عدد من أساتذتها، عرضاً تمثيلياً، قدمه عدد من الطلاب، يرتدون أزياء تاريخية، مجسدين وقوع ظلم على فاطمة بنت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، من خلال "اعتداء" الخليفة عمر بن الخطاب عليها، الذي جسد دوره أحد طلاب الجامعة.

وبحسب ما يعتقده بعض المسلمين من الطائفة "الشيعية"، فإن فاطمة بنت رسول الله وزوج علي بن أبي طالب توفيت متأثرة بكسور في أضلاعها وتعرضها للإجهاض؛ بسبب قيام الخليفة عمر بن الخطاب، بركل باب دارها ودار علي.

وفيما يكذب علماء "السنة" وبعض من علماء "الشيعة" هذه الرواية، يؤكدها عدد من كبار علماء "الشيعة".

لكن عرضها داخل حرم جامعي بوسط العاصمة العراقية، يحمل الكثير من الدلالات التي تشير إلى خطورة ما وصل إليه حال الجامعات العراقية، وسيطرة الأحزاب الدينية والمليشيات على الساحة الرسمية والشعبية في البلاد، وفق ما ذهب إليه أساتذة وطلاب، وناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي.

وعلى صفحته الشخصية في "فيسبوك" كتب الأستاذ الجامعي عارف الساعدي: "ملخص هذا العمل يستذكرون فيه حادثة تاريخية مقروءة بأحادية هائلة، واستدرجوا تلك اللحظة التاريخية النائمة على أروقة الكلية".

وأضاف متسائلاً: "أقول هل هذا هو دور الكليات والجامعات في أن تكون بوقاً للفتنة وللقبح؟ أين عميد الكلية؟ أين رئيس الجامعة؟ هل من واجب الجامعة أن تصدر الآراء الطائفية والعنصرية، أنا حزين على هذه الكليات والجامعات التي لا تستحي على نفسها في أن تكون جسراً رخواً للكراهية".

فيما ذَكَر الشاعر والإعلامي علي وجيه في موقع "فيسبوك" مستنكراً العمل التمثيلي "إلى عميد كلية السياحة ورئيس الجامعة المستنصرية: هل أنتما جاهلان؟ أم مُهملان؟!".

وتابع مستغرباً: "ربما عميدُ كلية السياحة، الجامعة المستنصرية، عميدٌ مثلهُ مثل أي عميدٍ آخر بالغالب، لا همّ له سوى الزيّ الموحد، وعزل الطلبة عن الطالبات، وعدم تطوير أي شيء، لكن الأتفه من ذلك هو أن يقوم عدد من طلابه، بـ تشابيه داخل باحة الكلية، وملخص العمل هو استذكار عملية وفاة فاطمة الزهراء، حيث جسّدوا بشكل مباشر شخصية عمر بن الخطاب، بوصفه هو القاتل" موضحاً "المفترض (بالجامعة) أنها تصدّرُ عقولاً للشارع، لا أن تنقل كراهية الشارع لها!".

وأضاف: "في بلدٍ يحترم نفسه، لا يمكن أن يرضى أحدٌ إلاّ بفصل العميد، ورئيس الجامعة، وكلّ طالب مشارك بهذا، بوصفه عملاً محرضاً على الفتنة، بحسب الدستور العراقي".

طلاب جامعيون أكدوا لـ"العربي الجديد" أن الجامعات العراقية أصبحت تطبق ما يفرضه بعض الطلاب، دون أن تستطيع منعهم وإن كان فعلهم يصب في نشر الطائفية وكره الآخر.

يقول منذر العزاوي وهو طالب جامعي، إن طلاباً ينتمون لمليشيات مسلحة يفرضون آرائهم على الجميع، بل إن الجامعات تتحول إلى منابر لبث الطائفية والتفرقة، ولا أحد يستطيع منعهم.

فيما يشير حيدر عباس إلى أن المناسبات "الشيعية" يتم إحياؤها داخل الجامعات، "بل إن داخل المحاضرات دائماً ما ينهر طلاب الأساتذة، في حال تعلق الأمر بتاريخ سياسي أو ديني، ليؤكدوا صحة الروايات التي يعتقدون بها، دون أن يسمحوا بطرح آراء مختلفة ومناقشتها بحرية وبالبحث عن الأدلة والمصادر".

المصدر:

http://alkhaleejonline.net/articles/1458481364373351200/%D8%B9%D9%85%D8%B1-%D9%8A%D9%82%D8%AA%D9%84-%D9%81%D8%A7%D8%B7%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A7%D8%A6%D9%81%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82-%D9%84%D9%85-%D8%AA%D9%88%D9%81%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A7%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%AA/

  

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1037 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع