الجوع يهدد ١٠٠ ألف عراقي بالفلوجة ودعوات لإسقاط المساعدات جواً

  

                   سكان الفلوجة بين حصارين

بغداد - عمر الجنابي - الخليج أونلاين:وسط أصوات الانفجارات الناجمة عن القصف العشوائي المتواصل على مدينة الفلوجة، كبرى مدن محافظة الأنبار غرب العراق، والحصار المفروض على الأهالي القابعين تحت سيطرة تنظيم "الدولة" منذ أكثر من عام ونصف في الداخل، وحصار القوات العراقية والمليشيات من الخارج، وجه أهالي مدينة الفلوجة نداءات استغاثة عاجلة للمنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي لإنقاذ أهالي المدينة من الموت جوعاً.

ونظراً لصعوبة الدخول إلى المدينة؛ بسبب إحكام تنظيم "الدولة" سيطرته الكاملة عليها من جهة، وحصار المليشيات التي تحيط بالمدينة من جهاتها الأربع من جهة أخرى، ما يمنع دخول وسائل الإعلام للمدينة، ليس هناك سوى الاتصالات الهاتفية مع سكان الفلوجة لمعرفة حال المدينة وأهلها.

حيث قال الشيخ برزان الجميلي لـ"الخليج أونلاين": إن "معاناة أهالي مدينة الفلوجة القابعين تحت سيطرة تنظيم داعش تتفاقم يوماً بعد آخر؛ نتيجة لخلو أسواق المدينة ومنازلها من المواد الغذائية"، لافتاً إلى أن "أغلب العائلات داخل الفلوجة لا تجد شيئاً تأكله سوى التمر المخزون، إن وجد".

وأضاف أن "أهالي الفلوجة لم يذوقوا الرز والطحين منذ أشهر، حيث بلغ سعر الكيس الواحد سعة 50 كيلوغراماً مليون دينار عراقي (نحو 800 دولار أمريكي)، فضلاً عن النقص الحاد في المستلزمات الطبية بالمستشفيات والصيدليات؛ وذلك بسبب الحصار الذي تفرضه القوات الأمنية والمليشيات على المدينة".

وطالب الجميلي المجتمع والتحالف الدوليين بإسقاط مساعدات غذائية جواً لسكان مدينة الفلوجة، لافتاً إلى أنه "إذا ما استمر الحصار المفروض على المدينة أكثر من ذلك فإن كارثة ستحل".

مصدر طبي في مدينة الفلوجة، أكد ازدياد حالات الوفيات نتيجة الجوع وانعدام المواد الطبية، وقال، طالباً عدم الكشف عن اسمه، لـ"الخليج أونلاين": إن "8 أشخاص من أهالي الفلوجة جلهم أطفال وكبار في السن يموتون يومياً بسبب الجوع القاتل، وانتشار الأمراض المعدية والقاتلة".

وأضاف أن "المجاعة التي يعانيها السكان أدت إلى إصابة كثير من الأطفال بأمراض كثيرة وخطيرة، ولم يتسن إسعافهم بسبب عدم وجود مواد طبية لمعالجة تلك الحالات".

وفي السياق ذاته وجهت امرأة فلوجية عبر تسجيل مصور نشر على مواقع التواصل الاجتماعي رسالة إلى العالم والجهات المعنية بالداخل والخارج، طالبت من خلاله بإنقاذهم من الموت جوعاً، مشيرة إلى أن بعض النساء أقدمن على الانتحار نتيجة للوضع المزري.

من جانبها دعت منظمات إنسانية إلى إيجاد طرق لإدخال المساعدات الإنسانية والمواد الغذائية والطبية إلى المدينة وبأسرع وقت.

ودعا رئيس قسم الإغاثة في منظمة السلام الإنسانية نزار المشهداني الحكومة العراقية والمجتمع الدولي إلى التحرّك لإنقاذ أكثر من 100 ألف مواطن عراقي داخل المدينة.

وقال المشهداني في حديث لمراسل "الخليج أونلاين": إن "معاناة أهالي الفلوجة تتفاقم بشكل يومي، وإن خطر المجاعة يهدد أكثر من 100 ألف مواطن من أهالي الفلوجة قابعين تحت سيطرة تنظيم داعش"، داعياً "المجتمع الدولي والحكومة العراقية إلى التدخل العاجل وإسقاط مساعدات غذائية وطبية إلى سكان المدينة دون النظر إلى وجود تنظيم داعش بينهم".

وطالب المشهداني الحكومة العراقية إلى "الإسراع بتحرير مدينة الفلوجة من سيطرة تنظيم داعش، ووقف القصف العشوائي الذي تشنه القوات الأمنية والمليشيات على أحياء المدينة، الذي أوقع آلاف الضحايا من المدنيين".

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

685 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع