حكايات ذاكرة صوريه للدكتور حسين الأعظمي/ الحلقة الرابعة الفصل الثالث - الباب الأول

  

الاخوة والأخوات كتاب وقراء مجلة الگاردينيا المحترمين
تحية وتقدير

أن رئاسة تحرير مجلة الگاردينيا كان لزاما عليها أن تفي بوعدها الذي نوهنا عنه سابقا بنشر حلقات متعدده عن كتاب حكاية ذاكرة صوريه للدكتور حسين الأعظمي ،والذي كان لذاكرة الزمان والمكان دورا مهما في إعداد الكتاب ،وقد أستعان ليس بالتدوين المسبق إنما معتمدا على الصور التي أحتفظ بها منذ سنين ،وساعدته عائلته على أعادة الذكريات ،رغم قطار الزمن الذي غادر ولايعود ،لكن الذاكره مخزونة في ذهن المؤلف زميلكم الدكتور والفنان قارئ المقام العراقي الأصيل الدكتور حسين الأعظمي ،واليوم بأسمكم جميعا نقدم الحلقة (الرابعة - الفصل الثالث /الباب الأول) ،وفقنا الله وإياكم لما فيه خيرا ....
جلال چرمگا
رئيس التحرير

    

           حكاية هذه الصورة
الاعظمي وزيارة الاصدقاء الى المعهد
  

  

   

  


عندما كنت لم أزل طالباً في معهد الدراسات النغمية العراقي منتصف السبعينات من القرن الماضي ، كان كثير من أصدقائي القدامى يأتون الى المعهد لزيارتي ، وكان شقيق أحد زملائنا الطلبة عازف السنطور باسل كامل الجراح ، مصوراً فوتغرافياً ..! إسمه وجيز .. وقد كان وجيز هذا ، يلتقط الصور دون حساب ودون موافقة وكأنه طفل يلح بهـواية ما يمارسها ، وعندما تعترض عليه أو تعاتبه عن إلتقاط صورة ما ، فإنه يقول لك مباشرة .. مباغتة ..! حتى وصل الامر حد الازعاج ..! ولكنه كان ذا رؤية عملية إحترافية بكل تأكيد ، حيث لا يتردد أي طالب عن شراء صورة كان هو طرف فيها دون أن يدري بإلتقاطها ، وفي مثل هذه الحالة من إلتقاط الصور الطبيعية تكون جميلة في غالب الاحيان ، وبالتالي يتم شراء كل الصور ، وبمرور الزمن أصبح لهذه الصور فائدة كبيرة وقيمة تاريخية وأرشيفية هائلة .. وهكذا حصل جميع الطلبة رغماً عن إنوفهم ، على صور كثيرة لم يكن يرغبون بإلتقاطها من حيث المبدأ ، ولكنها أصبحت جزءً من تراثهم وتاريخهم الشخصي ، وتوثيق لمرحلة ثقافية ثمينة لمعهد الدراسات النغمية العراقي .. وطبيعي أن حلقات مسلسلنا – حكاية هذه الصورة – ستشهد وتتحدث عن صور كثيرة من الصور المباغتة للسيد وجيز كامل الجراح ، الذي كان يجبر الطلبة حتى ذوو الدخول المالية البسيطة على شراء صوره المفاجئة ، عفواً – المباغتة – كما كان يعبر عنها هو ، لجمال صوره العفوية ..
وفي حلقتنا التي نتحدث عنها الآن من – حكاية هذه الصورة – تمثل جانباً من الصور التي إرتأى المصور وجيز أن يلتقطها لنا دون أن نطلب منه ذلك طبعاً ..! ولكنها اليوم أصبحت من الصور الأرشيفية الجميلة التي يروق لي أن أتامل فيها لذكراها التي تزداد قيمة كلما توغل الزمن بنا ..
الصورة رقم 1 ، غسان خضر الجبوري ، من إخوتي وأصدقائي القدامى جداً ، فهو من أبناء محلــَّتي وتربطنا صلة قرابة بعيدة نسبياً .. وصداقتنا لم تتلكأ أبداً طيلة حياتنا التي ناهزتْ الخمسين عاماً ، بل إزدادت علاقتنا عمقاً فوق عمق ، بعد أن تشرَّفتُ بمصاهرته بالزواج من شقيقته ، وهكذا أصبحنا عائلة واحدة من خلال هذه المصاهرة المباشرة ..
وفي نفس الصورة الاولى رقم 1 ،  ، يجلس بجانبي زميلي في الدراسة بالمعهد الذي أصبح الآن من مشاهير عازفي العود في مدرسة العود العراقية الشهيرة .. سالم عبد الكريم .. حيث تعارفنا لأول مرَّة كزملاء في المعهد منذ عام 1973 وهو بالتالي من أصدقائي القدامى من الفنانين الذين أعتز بصداقتهم حتى اليوم ..
أما الصورة رقم 2 ،  التي تبدو متشابهة مع الصورة الاولى ، خاصة وهي بنفس التاريخ  19/12/1977  إذ يبدو أنها في نفس الموقع أيضاً من غرفة الاتحاد الوطني لطلبة العراق في المعهد .. وهي تبيــِّن إحدى زيارات أصدقائي لي في المعهد وفيها يظهر أخي وصديقي العتيد وليد حسن الحيالي ، ابن محلتي وزميل الدراسة الابتدائية وتربطني به صلة قرابة من بعيد أيضاً ، وعلاقتنا رائعة حتى هذا اليوم ، وهو من أعز أصدقائي حتى اليوم ، والعلاقات القديمة تكون في غالب الاحيان أثمن العلاقات لعمق جذورها وصمود تجربتها الى زمن طويل .. ويظهر بجانبه أيضاً أخي غسان الجبوري ..
وصورة رقم 3 ،  نبدو فيها أنا والسيد حاكم ، وهو شقيق استاذنا شعوبي ابراهيم عازف الجوزة الشهير ، الذي يأتي مراراً الى المعهد ليوصل شقيقه شعوبي ويوصله الى بيته ..
وصورة رقم 4 ،  مع أخي غسان الجبوري وجارنا العزيز والصديق العتيد أديب عباس الذي أخذته يد المنون في حادث سيارة وهو في ريعان الشباب .. حيث كانا في زيارتي بالمعهد ..
اما في الصورة رقم 5 ، فقد جمعتني بصديقيَّ غســــــان الجبوري ووليد الحيالي ..
هكذا يروق لي أن أتحدث دائماً عن أصدقائي فهم كنوزي التي أفخر بها .. أدامهم الله وأسعد حياتهم .. وشكراً مستمر للمصور (المباغت) وجيز كامل الجراح الذي وثــَّق لنا صوراً كثيرة ربما لولاها لضاع منا تاريخ كثير ..! وأعتقد أن بعض هذه الصور ستأتي تباعاً ضمن حلقاتنا من سلسلة – حكاية هذه الصورة -  

وللحلقات صلة   
حسين الاعظمي /عمــَّان

29/12/2007
هدية الحلقة


للراغبين الأطلاع على الحلقة السابقة:

http://algardenia.com/2014-04-04-19-52-20/qosqsah/22497-2016-03-19-16-27-10.html

  

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

679 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع