حوار مهم مع المفكر العربي حسن العلوي

  

المشرق – رجاء حميد رشيد:أكد المفكر العربي حسن العلوي أن البلد خاضع لحكم الأحزاب الدينية وهي لا تستطيع أن تحكم شعباً متعدد الأجناس والقوميات, ويمكن أن تحكم شعباً بهوية واحدة كأن يكون مسلما كله أو مسلما سنيا أو مسلما شيعي, أما بلد شيعي, سني, كردي, تركماني, عربي, فالحركات الدينية غير مؤهلة لحكم بلدان متعددة المذاهب والأجناس والأديان والقوميات.

وأضاف في حديث لـ(المشرق): "ان العراق مقبل على منعطفات كبيرة وخطيرة منها إفلاس الدولة ونحن في المرحلة الرابعة من المشروع الأمريكي الذي أنا أسميه مرحلة تفكيك الكتل المتجانسة, نحن أمام مرحلة يتطور فيها الصراع الشيعي شيعي, والسني سني, والكردي كردي, والسليمانية قد تنفصل عن أربيل, والموصل قد تنفصل عن بغداد, وحزب الدعوة قد يواجه مقاومة شديدة من الحركات الإسلامية, نحن مقبلون على مرحلة صدام نتيجة وقوعنا في منطقة ما نسميه تفكيك الكتل المتجانسة". وأشار العلوي الى ان "المتسلطين على القرار العراقي لم يفكروا باقتصاد المجتمع ولا بزيادة الدخل الفردي ولا بزيادة الدخل القومي وتصرفوا بالعراق وكأنما شركة وهم لجنة مكلفة بتصفية أموالها, هؤلاء لا يمكن لهم أن يفكروا تفكيرا اقتصاديا صحيحا, لم يتخذوا خلال (13) سنة أي قرار اقتصادي صحيح، بالعكس، الآن هم دخلوا للمؤسسات المالية والمصرفية والاقتصادية وسيطروا عليها ونهبوا حتى الاحتياطي النقدي والذهبي من البنك المركزي العراقي وسيأتي وقت قريب جداً لا يجد العراقيون أو العراق أو التجار أموالا يسددون بها أثمان مستورداتهم من الخارج".
التفاصيل :
حسن العلوي.. أحد أبرز الصحفيين ورواد الثقافة، سياسي ومفكر وعالم اجتماع وأديب بل موسوعة ثقافية متنوعة من شعر وأدب وتاريخ, التقته (المشرق) في محل إقامته بأربيل ليتحدث عن العراق وأوضاعه السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فكان هذا الحوار:
* ما رأيك بمدى قوة القضاء العراقي للبت بأكوام ملفات الفساد المتراكمة منذ سنوات طوال ولكافة الكتل والأحزاب ولمختلف الجهات السياسية؟ وهل يأخذ رئيس هيأة النزاهة د.حسن الياسري دوره الحقيقي لتحريك هذه القضايا وحلها؟
- جزء من الفساد لا يستطيع أن يصلح كل الفساد, وهذه المؤسسات جزء من الفساد وأجزاء الفساد لا تصلح الفساد, والذي يصلح الفساد هم أناس خارج الميدان الفاسد ولهذا كانت المؤسسات القضائية تحكم بصلاحية رئيس جمهورية وتأخذ بكلامه, محاكم التمييز, والمحاكم العليا, الآن المحاكم والقضاء جزء من الكتل السياسية وجزء من الطبقة السياسية فالقضاء غير قادر على البت في الأمور لأن القاضي مهدد, وإما أن يكون متواطئا أو مهددا ولا يستطيع أن يتخذ قرارا.
* ما الحل الأمثل للخروج من أزمة الإقليم لصرف رواتبهم بعد أن أعلن العبادي عن استعداده صرف رواتب الإقليم في حالة معرفة أين تذهب الموارد المالية؟
- أنا تكلمت في تلفزيون كردستان (24) وانتقدت السياسة الكردية, أنا طريقتي لا انتقد اربيل من بغداد ولا انتقد بغداد من اربيل فلهذا انا لا انتقد واعتذر عن انتقادي لسياسة كردستان.
* ظهرت في بعض مناطق بغداد شعارات وملصقات مشابهة لشعارات داعش الإرهابية التي تكفر المرأة السافرة, وتحرم عمل المرأة وخروجها من بيتها, وتكفر ايضاً الرجل الذي يصافح المرأة, هذا ما حدث في بغداد التي اختيرت مؤخراً مدينة للإبداع الأدبي ضمن شبكة المدن الإبداعية لليونسكو!
- الحالات الإسلامية في العراق نوعان: النوع الاول الإسلاميون، وهم لديهم مشروع إسلامي لدولة إسلامية, النوع الثاني المسلمون الذين ليس لديهم مشروع إسلامي لكن لديهم مجتمع إسلامي, فأي واحد من هؤلاء المختلفين إذا انتصر فالمجتمع سيكون إسلامياً ومن طبيعة المجتمع الإسلامي هو منع المرأة من السفور ومنع المقاهي والمنتديات الترفيهية والنوادي الاجتماعية ومنع الاختلاط في الجامعة وحافلات نقل الركاب, هذا أمر سيكون طبيعياً, أي الجهتين ستنتصر سواء كان التيار الصدري إذا انتصر, فالتيار الصدري عنده مشروع مجتمع إسلامي, وإذا انتصر الدعوة فهؤلاء لديهم مشروع دولة إسلامية, وفي الحالتين المجتمع المدني مهدد.
* هل هناك تغيير وحل لهذه الأزمات التي يمر بها البلد؟
- التغيير الإداري لا يغير من الأمر شيئا، والبلد خاضع لحكم الحركات الدينية, والحركات الدينية لا تستطيع أن تحكم شعباً متعدد الأجناس والقوميات, يمكن أن تحكم شعباً بهوية واحدة كأن يكون مسلما كله أو مسلما سنيا أو مسلما شيعيا, أما بلد شيعي, سني, كردي, تركماني, عربي, فالحركات الدينية غير مؤهلة لحكم بلدان متعددة المذاهب والأجناس والأديان والقوميات.
* تظاهرات الجمعة يقودها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر, هل سيكون لها صدى واسع ويعمل على تغيير فعلي للأوضاع الحالية؟
- ممكن أن يغير وزارة إلى وزارة أخرى, ممكن يأخذ جزءا من الفساد, لكن كل الفساد مستشرٍ, يعني النظام الإداري فاسد, وفساد المؤسسات الإدارية الصغيرة حتى أصبح الارضحلجي الذي يكتب العرائض هو الذي يتصرف نيابة عن المدير العام لأنه هو الذي يعرف كم تكلف هذه المعاملة من رشوة وكم على المواطن أن يدفع مقابل إكمال معاملته الأخرى, حيث يوجد الارضحلجية توجد داخل المؤسسة أسعار لمعاملات وهي معاملات الرشوة والارضحلجي هو الذي يقوم مقام المدير العام للمؤسسة الفلانية والمؤسسة الفلانية, فالرشوة اكبر, والفساد الإداري من الصغير إلى الكبير, ليس فساد طبقة فقط, وليس فساد مدراء عامين فقط, يعني في بعض البلدان هناك الطبقة السياسية فاسدة, ولكن الجهاز الإداري بقي محافظا على وضعه، وهناك العكس الجهات الإدارية فاسدة والجهات السياسية نظيفة, الآن في العراق يوجد تجانس بين الطبقة الإدارية والجهات السياسية من حيث حجم الفساد واستشرائه.
* نحن نعيش أزمة مالية خصوصاً نحن الموظفين, فاستقطاعات الرواتب التي في تزايد مستمر أثرت بشكل كبير ومباشر على مستوى دخل الفرد مع زيادة نسبة العاطلين عن العمل من الخريجين الشباب بناة المستقبل, ما الحل الأمثل لهذه الأزمة التي هي بيد الدولة؟ فالمواطن ليس بيده حيلة, فالميزانية والوضع الاقتصادي من مهام الدولة وهي من يسيطر عليها, والمواطن هو المتضرر الوحيد الذي لا حول له ولا قوة!
- المتسلطون على القرار العراقي لم يفكروا باقتصاد المجتمع ولا بزيادة الدخل الفردي ولا بزيادة الدخل القومي وتصرفوا بالعراق وكأنما شركة وهم لجنة مكلفة بتصفية أموالها, هؤلاء لا يمكن لهم أن يفكروا تفكيرا اقتصاديا صحيحا, لم يتخذوا خلال (13) سنة أي قرار اقتصادي صحيح بالعكس الآن هم دخلوا للمؤسسات المالية والمصرفية والاقتصادية وسيطروا عليها ونهبوا حتى الاحتياطي النقدي والذهبي من البنك المركزي العراقي وسيأتي وقت قريب جداً لا يجد العراقيون أو العراق أو التجار أموالا يسددون بها أثمان مستورداتهم من الخارج, والعراق يستورد كل شيء.
* لو أن بعض المسؤولين والبرلمانيين خضعت رواتبهم لسلم الرواتب أسوة بالموظفين وأعادوا كل ما أودعوا في حساباتهم المصرفية بالخارج, هل ينتعش اقتصاد البلد ونرتقي لمصاف الدول المستقرة التي نسمع ونقرأ عنها ونحلم بأن نعيش مثلها؟
- أحلام فتاة في زوج مثالي..
* هل من كلمة أخيرة؟
- العراق مقبل على منعطفات كبيرة وخطيرة، منها إفلاس الدولة، ونحن في المرحلة الرابعة من المشروع الأمريكي الذي أنا أسميه مرحلة تفكيك الكتل المتجانسة, نحن أمام مرحلة يتطور الصراع الشيعي شيعي, والسني سني, والكردي كردي, والسليمانية قد تنفصل عن اربيل, والموصل قد تنفصل عن بغداد, وحزب الدعوة قد يواجه مقاومة شديدة من الحركات الإسلامية, نحن مقبلون على مرحلة صدام نتيجة وقوعنا في منطقة ما نسميه تفكيك الكتل المتجانسة.. وشكرا لك وشكرا لجريدة المشرق، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1147 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع