سخرية سوداء: أقلعوا عن الشوكولاتة دعما لاقتصاد العراق

 

     'إذا لم يكن هناك خبز للفقراء.. دعهم يأكلوا كعكا'

السخرية السوداء من السياسيين هي الطريقة الوحيدة للتنفيس والتنفس التي وجدها الشعب العراقي بعد أن ضيعت الطغمة الفاسدة التي تحكم البلاد أموالا لا عدّ لها.

العرب/بغداد- قوبلت دعوة رجل دين شيعي عراقي المواطنين بالتوقف عن شراء الشوكولاتة لمواجهة الأزمة الاقتصادية بالتهكم والسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال الشيخ جلال الدين الصغير، القيادي في المجلس الإسلامي الأعلى، وهو إمام مسجد “براثا” بناحية الكرخ في بغداد، في خطبة نشرتها مواقع التواصل الاجتماعي، “يا إخوان النستلة (نوع من الشوكولاتة) ليست ضرورية، قلصوا مصاريفكم لأنكم ستحتاجونها غدا”.

ويواجه العراق الذي يعتمد على النفط بنحو 95 بالمئة في موازنته أزمة مالية حادة. وقلصت الحكومة العراقية رواتب الموظفين بشكل طفيف إثر الأزمة المالية، فيما بدأت في فرض ضرائب مضاعفة لمواجهة الأزمة.

وأثارت دعوة الشيخ موجة من التهكم والسخرية فضلا عن الاستهجان على مواقع التواصل الاجتماعي. ودشن مغردون على تويتر هاشتاغات من قبيل إلا نستلة وجلال الدين نستلة. وشبه ساخرون الأمر باقتراح ملكة فرنسا ماري أنطوانيت على فقراء فرنسا “إذا لم يكن هناك خبز للفقراء.. دعهم يكلوا كعكا”، كإشارة إلى المواطن الفقير الذي يحصل قوت يومه بجهد كبير، فهل يستطيع أن يوفر ثمن الشوكولاتة؟ ورد الناشط والإعلامي نبيل جاسم في فيديو نشره على فييسبوك قائلا “لا يا سماحة الشيخ النستلة ضرورية جدا”.

وشاهد مئات الآلاف من الأشخاص مقطع الفيديو الخاص بخطبة الشيخ، وصمم بعض الناشطين غلافا لقطعة شوكولاتة رسمت عليه صورة الشيخ الصغير للرد على دعوة مقاطعة الشوكولاتة. ونشر بعض الناشطين رسما كاريكاتوريا يظهر الشيخ الصغير وهو يقول: “حماياتنا ورواتبنا وأملاكنا، لا تؤثر على اقتصاد الدولة مثل النستلة التي تأكلون”.

وتهكم مغرد “أدعو نواب الغفلة إلى مزيد من التصريحات البائسة لأن سخرية العراقيين تجتمع في هاشتاغ #إلا_نستلة”، فيما اعتبر آخر أن “تصريحات نواب العراق عن الوضع الحالي الأمني أو الاقتصادي، لا تختلف كثيرا عن تصريحات بنات الليل عن الشرف”.

وسخر مغرد “أخاف أن يأتي يوم يصبح فيه من يأكل نستلة بعثيا صدّاميا داعشيا وهابيا عدوا للمذهب، كل شيء متوقع من الجهلة المخبولين”. وكتب يوسف الأشقير “عاجل أنباء عن تحركات حكومية وبرلمانية لتغيير النشيد الوطني من: موطني موطني إلى: نستلة نستلة”.

وسخر آخر “حاول أن تستمر على رجيم جلال الدين وستصبح مليونيرا من توفير ثمن النستلة”. واعتبرت معلــــقة “بعيدا عن تصريح جلال الدين الصغير المثير للسخرية الشعب بدأ يعي أن السياسيين يضحكون على العقول ويبررون سرقتهم بحجج لا تنطلي على الأطفال”. وتساءل آخر في نفس السياق “هل يعقل أن يصل استخفاف السياسيين بالشعب إلى هذه الدرجة؟ هل ينظرون إلىالمواطنين على أنهم جهلة؟ وهل عدم شراء النستلة سينقذ اقتصاد العراق؟”.

واعتبر مغردون أنه “لا بد من زوال الغمة السوداء .. دولة الظلم لا تدوم”. ويعتبر معلقون أن الطبقة الفاسدة الحاكمة في العراق تعاني من حالة رعب وارتباك ترجمت في هلوسات قدمت للشعب العراقي مادة هزلية أضحكته رغم ما يعانيه من قهر وجوع.

وانتقد مغردون سياسيي بلادهم بدءا من رئيس الوزراء حيدر العبادي الذي لا يجيد أبسط مقومات الخطاب السياسي شكلا ومضمونا، ثم محاولة ظهور عمار الحكيم بمنظر المصلح –وهو ما يعتبر نكتة الموسم- بعد أن أصبح يلقب بـ”حرامي الجادرية” بسبب مساهمته الفعالة في نخر الاقتصاد العراقي عبر اغتصابه للأراضي وتهريب النفط وتخريبه للخطوط الجوية لصالح شركته “فلاي بغداد” وما خفي أعظم، وفق معلقين.

وسخر مغردون من موفق الربيعي “صاحب الشعر المزروع” حديثا بأموال الشعب. واعتبروا أن دعوة الصغير مستفزة وإن بدت موضع تندر ظاهري، مؤكدين أن النكات التي يطلقها هؤلاء لا تساوي في ميزان الصراع أسابيع يكسبها هؤلاء لترتيب هروبهم.

من جانب آخر، يقول مراقبون إن الشعب العراقي فقد أي أمل في التغيير وأصبحت سخريته السوداء هي طريقته الوحيدة للتنفيس والتنفس بعد أن ضيعت الطغمة الفاسدة أموالا لا عدّ لها من فائض الإنتاج النفطي.

يذكر أن سعر برميل النفط وصل إلى حدود 120 دولارا واعتقد المواطن العراقي أن له حصة ستصله لكن ابتلعتها وحوش الفساد. وحين أصبح برميل النفط بـ30 دولارا استدارت هذه الطغمة إلى المواطن الفقير تقاسمه لقمة عيشه.

وأصبحت أسماء السياسيين في العراق تقترن باقتراحاتهم أو أفعالهم، فكما أطلق على جلال الدين الصغير اسم “جلال الدين نستلة” سبق أن أصبح اسم النائب خالد عطية،، مرادفا للبواسير بعد إجراء عملية لبواسيره بمبلغ 59 مليون دينار خارج البلاد.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1493 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع