النخيل-قالَ نائب رئيس دولة الإمارات حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في حوار مع مجلة نيوزويك الأمريكية :ذهبت بنفسي لمقابلة صدام حسين قبل الغزو لأنقل له الصورة بكل وضوح وبدون مجاملات.
واضاف آل مكتوم جلست معه نحو 5 ساعات.. كان اجتماعاً صريحاً.. ومشحونا أيضاً.. خرج خلاله صدام من الاجتماع 4 مرات غاضباً.. ثم يعود ويطلب الشاي العراقي ونكمل حديثنا.
وتابع آل مكتوم أوضحت لصدام في ذلك الوقت بأن التوازنات السياسية الدولية تتطلب تنازلات.. وبأن إنقاذ العراق يتطلب تنازلات.. وبأن الوقت هو وقت حكمة وليس وقت حرب.. وبأننا في دولة الإمارات مستعدون لتقديم دعم كامل له في حال تنازل للضغوط.. والوصول إلى حل توافقي سلمي لإنقاذ العراق.. وكم تمنيت لو استمع صدام لنصح محبين للعراق وأهله.. لكان وفر على هذه المنطقة الكثير من المآسي والفوضى والتدهور الذي أعقب سقوط العراق.
وقال أيضا، صدام حسين هو شخص عارف وعالم بشؤون بلده الداخلية.. وكان قادر على إحداث توازن داخلي في العراق وقيادتة تنمية لشعبه.. ولكنه على الصعيد الخارجي لم يكن واقعياً للأسف.. بل كان مغيباً إن صح التعبير.. ولعل المحيطين به كانوا يصورون له الأمور بشكل مخالف للواقع تماماً.. ولعل غزو الكويت مثلاً هو أكبر دليل على نوعية الأخطاء التي يمكن ارتكابها عندما لا تكون ملماً بالسياسة الدولية وغير مهتم بتوازناتها ولا واقعيتها.. لم يكن لدى صدام واقعية سياسية في تعاملاته الدولية ولعل ذلك بسبب المحيط المجامل له.
حيث كان كمن يستمع لنفسه.. ويتحدث مع نفسه.. وهذا أحد أخطاء القادة العرب المشتركة للأسف الشديد.. لم يكن لدى صدام رؤية واضحة حول الوضع العالمي في ذلك الوقت.. ولم يكن لديه الحكمة الكافية للاستماع لنصيحة الأصدقاء وبسببه تأخرت دولنا عشرات السنين بسبب أخطاء فردية.
703 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع