العراقية "كاترين عتو" .. كانت في النيبال عند وقوع الزلزال!

           

أيام لا تنسى في إيفريست وزلزال النيبال ترويها  "كاترين عتو"

                            

            

                  

كان الوقت منتصف النهار في تلك الجمعة الموافقة للرابع والعشرين من نيسان ٢٠١٥، وفي طريقنا نحو المخيم في أسفل قاعدة جبل آيفرست، حيث كنّا نتهيأ لتناول وجبة الغداء في مطعم (فندق الحظ السعيد) في احدى قرى جبال الهملايا (دنكَ بوشي)، وفجأة تهتز الأرض وما فيها ، ويعلو الصراخ : الكل للخارج، الكل خارج البناية نحو العراء!
 لم تكن سوى لحظات  وكنّا حينها على ارتفاع (١٤،٨٠٠ قدم فوق مستوى سطح البحر)،  كان منظرا مرعبا ، وقد تمكنت في لحظتها من التقاط بعض الصور!!

                  

هكذا بدأت "كاترين عتو" حديثها عن تلك التجربة الفريدة مع الزلزال العظيم الذي ضرب النيبال مؤخرا وتكمل: لقد كانت هذه أسوء هزة تضرب البلد منذ ٨٠ عاما خلت، إذ بلغت (٧،٨ من أصل ٨ درجات على مقياس ريختر الدولي للهزات الأرضية) وعلمتُ انها قتلت ما لا يقل عن ٨ آلاف انسان، وجرحت عشرات الألاف ، فيما دمّرت عدد لا يحصى من البيوت والبنايات الصغيرة في تلك المناطق النائية.

            

وتكمل "كاترين" قصتها قائلة: بعد تلك اللحظات والدقائق والخراب الذي شهدناه، لم نكن لنعرف ماذا جرى للقرى الأخرى، فقد انقطعنا كليا عن العالم، وكانت خشيتي أكثر على عائلتي ، فقمنا أنا ومرافقي ( دنك بوشي ـ له الفضل الأكبر بنجاتي من الموت) بالتوجه سيرا نحو القرى المجاورة، وكانت المناظر البشعة سيدة الموقف، مابين الموت والدمار وأنين الجرحى والبحث عن الناجين، وقد قضينا ثلاثة ايام في السير بين الحطام والصخور بقصد الوصول الى قرية فيها مطار صغير. كان شعارنا (كيفية البقاء على قيد الحياة)، وفعلا وصلنا الى (قرية لوكلا) وكان مطارها الصغير مكتظاً ومزدحماً بالناس الراغبة بالمغادرة، وبتنا الليلة هناك (وتمكنت أخيرا من ايصال الخبر بسلامتي للعائلة عبر خدمة الأنترنيت ) .

  

كان عندنا أمل في اليوم التالي، وفعلا قضينا كل النهار بالأنتظار حتى حدثت المعجزة حينما جاء اليّ مرافقي وصرخ، :( اتركي كل شئ وأتبعيني، بسرعة ، ولا تلتفتي للوراء) فكان ذلك، إذ انه حصل على مقعدان في طائرة صغيرة (تقل ١٤ شخصا) وكانت على اهبة الأستعداد للمغادرة.
بعد لحظات من طيرانها، راودني مزيج من المشاعر بين الفرح بالنجاة، والخوف من سقوط الطائرو،  إذ كنت أشعر انها محملة فوق طاقتها. يمضي الوقت ثقيلا، ونصل الى مدينة كبرى، وآخذ اول طائرة عائدة للولايات المتحدة يوم ٣٠ نيسان، اي بعد ٦ أيام لا أعلم كيف مضت وأنقضت، وها اني جالست اليوم لأروي اللحظات المرعبة لتلك الرحلة. اما حينما انظر الى النيبال الجميلة الآن، فاني أشعر بالأسى والتضامن مع تلك العوائل المتضررة، ومدى قدرتها على تجاوز نتائج هذا الزلزال الكبير. أن اسوء شئ عشته بالأضافة للهزة الكبيرة، كانت الهزات الأرتجاجية المتعاقبة  والتي كانت بالمئات، وأخطر بكثير من الهزة الأصلية، انه الرعب بعينه!
اما عن مغامراتها فتقول: لايمكن الحياة بدونها، وبالحقيقة إن اجمل هواياتي هي (تسلق الجبال) .  فقد تسلقت  جبال (الأنكا ـ البيرو بأمريكا الجنوبية) ،  وقمة جبل (كاليمانجارو ـ تانزانيا)، وهذه المحاولة مع (قمة جبل إيفريست) ،  اما الأن فأني تواقة للأستمتاع بالشمس وشواطئ بحيرات مشيكَان الجميلة والمسالمة، فأني أشعر بالحاجة للأمان، اما ماذا سيحدث بعد ستة أشهر، فأتصور اني سأغير رأي وأعود للمغامرات.

  

** تنحدر ( كاترين عتو ـ ٣٥ عاما) من أم أمريكية وأب عراقي ـ كلداني هو د. حكمت عتو، المولود في منطقة المربعة ببغداد عام ١٩٣٣، وهاجر للولايات المتحدة عام ١٩٦١ ودرس فيها وحصل على شهاداته. اما (كاترين) فهي صيدلانية وحاملة لأعلى درجة في حقلها (فارم ـ دي) وتعمل في مستشفى (وليام بوماند) في ضواحي مدينة ديترويت.
في النهاية تقول: ان الحياة جميلة جدا، وتستحق أن نتمتع بها، وبكل لحظاتها.

كمال يلدو
آيار ٢٠١٥


أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

757 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع