بغداد تنتقد ضربات التحالف الدولي غداة قيام واشنطن بتدريب الجيش العراقي

       


    المتحدث باسم الحكومة: الغارات الجوية لا تتناسب وحجمه

بغداد: حمزة مصطفى واشنطن: محمد علي صالح:وجهت الحكومة العراقية ولأول مرة منذ بدء التحالف الدولي ضد تنظيم داعش انتقادات ضد الضربات التي يوجهها هذا التحالف إلى تجمعات التنظيم المتطرف في الكثير من المحافظات العراقية لا سيما محافظة الأنبار المترامية الأطراف.

وتأتي الانتقادات التي وجهتها بغداد للتحالف غداة بدء الولايات المتحدة الأميركية تدريب وحدات من الجيش العراقي في قاعدة عين الأسد غربي الرمادي.

وقال المتحدث الإعلامي باسم مكتب رئيس الوزراء سعد الحديثي في تصريح أمس إن «ضربات التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، لم تكن بالمستوى المتوقع»، عادا أن «ما قدمه التحالف حتى الآن لم يرق لتطلعات الحكومة العراقية، قياسا بعدد الدول المشاركة وما تمتلكه من قدرات عسكرية». وأضاف الحديثي أن «الحكومة العراقية تتطلع إلى دعم دولي أكبر وتسريع وتيرة الضربات الجوية ضد عناصر داعش وتجمعاته وزيادة فاعلية الدعم التسليحي والتدريبي لقواتها المسلحة على أرض الواقع». وأوضح المتحدث أن «مسؤولي الحكومة العراقية، طالما أكدوا خلال لقاءاتهم مع نظرائهم من دول العالم، على أن العراق يتطلع إلى دعم أكثر فاعلية».

من جهته، أكد رئيس مجلس إنقاذ الأنبار الشيخ حميد الهايس في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك نوعا من الضحك على الذقون سواء على صعيد التسليح أو التدريب، إذ إن التحالف الدولي هو من يتولى مساعدة (داعش) لا التأثير عليه من خلال قيامه بإسقاط المؤن والمساعدات عليه». وردا على سؤال بأن هذا الكلام هو جزء من الدعاية الإيرانية المضادة لجهود الولايات المتحدة الأميركية، قال الهايس إن «لدينا معلومات موثقة بهذا الاتجاه ودعني أقل لك إن إيران تساعد العراق سواء بالسلاح أو حتى بالمتطوعين وأبدت استعدادها لتزويدنا نحن العشائر السنية بالسلاح وهو ما يعني أن مساعداتها لا تقتصر على الشيعة دون السنة».

وتأتي هذه الانتقادات غداة إعلان القوات الأميركية أنها بدأت بتدريب وحدات الجيش العراقي في قاعدتين بالعراق في إطار مهمة ترمي لبناء قوة قادرة على الإمساك بزمام المبادرة في الحرب ضد «داعش». وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية أول من أمس إن نحو 320 فردا من مشاة البحرية الأميركية يقومون بتدريب عناصر من الفرقة السابعة العراقية في قاعدة «عين الأسد» في محافظة الأنبار الغربية التي تستهدفها قذائف هاون يطلقها متشددو «داعش». وأضاف أن 170 من أفراد القوات الأميركية مع جنود من فرقة المشاة الأولى التابعة للجيش بدأوا دورة تدريبية تستمر 6 أسابيع لـ4 كتائب من قوات الأمن العراقية في «التاجي» شمال بغداد.

من جهته، أكد الخبير الأمني الدكتور هشام الهاشمي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «من الإجحاف توجيه اللوم إلى الولايات المتحدة الأميركية على صعيد عدم تكثيف ضرباتها ضد تنظيم داعش». وأضاف: «صحيح في البداية يمكن القول إن ضربات التحالف الدولي لم تكن بالمستوى المطلوب، لكن منذ شهر سبتمبر (أيلول) الماضي اختلف الأمر وبدأت الضربات تأخذ فاعلية أكبر سواء على صعيد استهداف تجمعات التنظيم ومعسكراته وأرتاله ومخازن تموينه وهو ما أثر عليه كثيرا»، موضحا أن «هناك معلومات دقيقة حصلت عليها الولايات المتحدة الأميركية أصبح بموجبها التنظيم مكشوفا وهي تلاحقه في مواقعه الرئيسية وتعد لإجهاضه بالضربات الجوية المتلاحقة والذكية».

وفي تطور آخر ذي صلة، قدمت الولايات المتحدة 250 عربة مدرعة مضادة للعبوات الناسفة من طراز «إم راب» إلى الجيش العراقي لاستخدامها في المعارك ضد «داعش»، بحسب ما أعلنت السفارة الأميركية في بغداد أمس. وجاء في بيان للسفارة تلقت وكالة الصحافة الفرنسية نسخة منه «دعما للقوات الأمنية العراقية، قدمت الولايات المتحدة 250 عربة مدرعة مضادة للألغام إلى الحكومة العراقية». وقال السفير ستيوارت جونز، بحسب البيان، إن «التهديد الأول للقوات الأمنية العراقية هو العبوات الناسفة المزروعة على جانب الطرق (...) هذه العربات توفر حماية إضافية من المتفجرات والألغام» للقوات العراقية. وأضاف: «هذه العربات ستنقذ حياة عراقيين، وتساعد القوات الأمنية العراقية في الانتصار ضد (داعش)».

وفي حين لم يحدد البيان كلفة هذه العربات أو ما إذا كانت القوات العراقية قد تسلمتها، أشار إلى أن الولايات المتحدة قدمت ما قيمته 300 مليون دولار من الأسلحة والمعدات العسكرية والتدريب للعراق خلال عام 2014. وتشمل المعدات 12 ألف سترة مضادة للرصاص وخوذات وعدة طبية، إضافة إلى 1500 صاروخ من نوع «هلفاير» وآلاف القذائف (دبابات ومدافع الهاون) وملايين الطلقات الرشاشة. كما من المقرر أن تقدم واشنطن 10 آلاف بندقية رشاشة من نوع «إم 16 - آي 2» إلى الجيش العراقي في الأشهر الأولى من سنة 2015.

من ناحية ثانية, أعرب ستيفن وارن، المتحدث باسم البنتاغون ، أمس عن قلق البنتاغون بسبب استهداف 320 جنديا أميركيا في العراق من قبل تنظيم «داعش». وقال إن عددا كبيرا من هؤلاء الجنود موجودون في قاعدة «عين الأسد» بالعراق. وكان مسؤولون عسكريون أميركيون قالوا، في وقت سابق، إن قاعدة «التاجي» في العراق، حيث يوجد جنود أميركيون، تواجه، أيضا، هجمات من «داعش».

ونقل تلفزيون «سي إن إن» قول المتحدث باسم البنتاغون إن الجنود يتعرضون لهجمات «غير مجدية» بقذائف الهاون من قبل مقاتلين مع «داعش» موجودين بالقرب من قاعدة «عين الأسد». وأكد المتحدث عدم إصابة أي جندي أميركي، لكنه قال إنه لا يملك معلومات مؤكدة عن إصابة أي من الجنود العراقيين الذين يقدر عددهم بالمئات، الموجودين في هذه القاعدة.

وكانت صحيفة «واشنطن بوست» قالت إن هناك نحو 300 جندي أميركي في قاعدة «عين الأسد» في الأنبار، بالقرب من مناطق تشهد اشتباكات ضارية بين القوات الأمنية العراقية، التي يدعمها رجال العشائر، وبين مقاتلي «داعش»، وإن المقاتلين أطلقوا صواريخ وقذائف مدفعية على القاعدة في الأسابيع القليلة الماضية، وإنه، خلال الأسبوعين الأخيرين، قصفت طائرات التحالف، بقيادة الطائرات الأميركية، المنطقة أكثر من 10 مرات. ونقلت الصحيفة على لسان مسؤولين أميركيين كبار أن العنف في المنطقة يوضح مخاطر إرسال نحو 3000 جندي أميركي سينتشرون في العراق لمساعدة الحكومة العراقية في مواجهة «داعش»، خصوصا في تدريب الجنود العراقيين، رغم أن الرئيس باراك أوباما كان تعهد بألا يرسل جنودا للقتال على الأرض، وأنه، حتى قبل إرسال هذا العدد الكبير، كان الجنود الأميركيون الموجودون في القاعدة نقلوا إليها بطائرات هليكوبتر «في جنح الظلام».

وكان الناطق باسم الجيش الأميركي، الكولونيل باتريك رايدر، قال أخيرا في إجابة عن أسئلة من صحافيين حول هذه المخاطر: «نحن نفهم هذه المخاطر. ونحن نتخذ الإجراءات المناسبة للتخفيف منها».

ونقلت الصحيفة على لسان مسؤول عسكري أميركي قوله إن الهجمات المدفعية والصاروخية من قبل «داعش» على قاعدة «عين الأسد» كانت «متقطعة، وغير فاعلة. وسقطت أغلبية القذائف خارج القاعدة»، وإن «داعش» نشط أيضا في المنطقة حول قاعدة «التاجي»، في شمال بغداد، وهي أيضا قاعدة فيها مستشارون عسكريون أميركيون، وإنه يجري تعزيز الأمن حول هاتين القاعدتين، وأي قواعد سينتشر فيها الجنود الأميركيون وجنود التحالف في المستقبل.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

617 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع