شباب العراق صوّتوا طلباً للتغيير والمفلسون باعوا بطاقاتهم الانتخابية!

   

بغداد - خلود العامري:سارع الشباب العراقيون إلى أجهزة «اللابتوب» بعد عودتهم من مراكز الاقتراع الخاصة بالانتخابات البرلمانية ليضعوا الصور التي التقطوها لأصابعهم وداخل محطات الاقتراع على مواقعهم على «فايسبوك» ويعلقوا عليها.

ففي يوم التصويت بدا «فايسبوك» مليئاً بالأصابع البنفسجية المغموسة بحبر الانتخابات والتي كان أصحابها يفتخرون بالتصويت الذي ينشدون منه تغيير الوجوه على الساحة السياسية. وعلى رغم إن مراكز التصويت في بغداد لم تسمح للمصوتين بإدخال هواتفهم النقالة إلى محطات الاقتراع لكنها سمحت للمصوتين بالتقاط الصور لأصابعهم بعد خروجهم من المكان واستعادة هواتفهم التي أودعوها عند الباب.

بعض الشباب التقطوا الصور مع زوجاتهم أو أصدقائهم بعد مغادرتهم مراكز الاقتراع ونشروها فوراً لإغاظة أصدقائهم الذين رفضوا الاشتراك في الانتخابات وفضلوا الجلوس في المنزل وقضاء يوم العطلة في النوم وتناول الوجبات الدسمة.

ويقول سؤدد محمد (21 سنة) الذي نشر صورة أصبعه فقط على «فايسبوك» بعد التصويت: «في الانتخابات الماضية عام 2010 لم يكن يحق لي التصويت لأنني كنت دون الثامنة عشرة ولكنني تمكنت أخيراً من الإدلاء بصوتي في الانتخابات البرلمانية واخترت شخصاً يمثلني».

الفخر الذي كان يشعر به الشاب أثناء حديثه دفع زميله إلى السخرية منه ببعض العبارات فتبادلا بعض الكلمات وعبارات المزح قبل أن يكمل: «استلمت بطاقتي الإلكترونية قبل الانتخابات بأسابيع وشعرت بأنني سأساهم في عمل شيء ما لو اشتركت في الانتخابات لأنني أدرك أن غداً قد يأتي بجديد على النقيض من بعض زملائي في الجامعة الذين فضلوا الامتناع عن المشاركة وفضلوا البقاء في المنزل».

داليا حسن (27 سنة) استخدمت هي الأخرى «فايسبوك» لحض الشباب الذين لم يذهبوا إلى مراكز الاقتراع على التصويت وكتبت تعليقاً يطالبهم بعدم بيع البطاقة الإلكترونية للأحزاب المتنفذّة كي لا يتم استخدامها في تزوير النتائج.

تقول داليا: «سمعت أن بعض الشباب من سكان حيّنا باعوا بطاقاتهم الإلكترونية لعدم رغبتهم في الإدلاء بأصواتهم أو لأنهم كانوا بحاجة إلى مبلغ من المال حصلوا عليه من بيع تلك البطاقة ولذلك قمت بالترويج لأصبعي مرات عدة أثناء النهار على «فايسبوك» كي لا أسمح لبعض الأحزاب بمصادرة أصوات الشباب».

تحركات داليا دفعت بعض صديقاتها إلى تغيير قناعتهن والذهاب إلى محطات الاقتراع في المساء للتصويت لكنها في الوقت ذاته لم تنجح في إقناع آخرين بأخذ زمام المبادرة واكتفوا بتعليقات ساخرة مثل: «إذا ينطوني 200 دولار أبيع بطاقتي».

 

شباب كردستان

شباب كردستان كانوا أكثر حرية في هذا المجال، لا سيما في مدينة السليمانية حيث سمحت محطات الاقتراع للشباب باستخدام هواتفهم النقالة أثناء التصويت فأقدم كثيرون منهم على تصوير ورقة الاقتراع ووضعها على «فايسبوك» وكتابة عبارات تحتها تشجع على اختيار الشخص الذي اختاره الشاب أو الفتاة ووضعوا أمام اسمه علامة (صح).

شيروان زانكو (26 سنة) وضع صورة ورقة الاقتراع على صفحته على «فايسبوك» بعدما اختار شخصاً في «حركة التغيير» وكتب تحت الورقة: «صوّتوا لهذا الشخص تنعموا بالتغيير والمستقبل الزاهر».

تلك العبارة حفزت الكثيرين من أصدقائه على الموقع لكتابة تعليقات كثيرة تنوعت بين المديح والسخرية والنكات والتشجيع وغيرها، ويقول: «ذهبت إلى مركز الاقتراع مع مجموعة من أصدقائي مثلما فعل كثيرون من الشباب في السليمانية والتقطت صورة لورقة الاقتراع ولأصبعي بعد تغميسه بالحبر البنفسجي ووضعتهما على صفحتي».

دوافع مختلفة تلك التي كانت تقف وراء تصويت الشباب والمشاركة في الاقتراع أو العزوف عنها، لكن الدافع الرئيس لتبادل صور أصابعهم على «فايسبوك» كان الشعور بالفخر وإن اقتنعوا إن التغيير سيكون بطيئاً.

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

433 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع