بيوت ومحلات مطلة على شارع الشيخ معروف / الحلقة الأولى

             

 بيوت ومحلات مطلة على شارع الشيخ معروف -الحلقة الأولى

        

سبقَ أن نُشرَ الموضوع في مجلتنا العزيزة " الگاردينيا " بتأريخ 4-9-2013 وعلق عليه الكثير من ذوي المعايشة والإطلاع مما زاد من وضوح و جمالية المنشور. موضوع المنشور بعنوانه ومحتواه كان له فصلاً كاملاً من كتابي- كنت شاهداً على بغداد.. شذرات من ذكريات - والمنشور بتأريخ 2017 . لكن ما استجد لي من رأي بإعادة النشر سببه الإضافات النوعية التي كتبها لي أصدقاء من المنطقة وهم من أبناء المنطقة أباً عن جد .أشاروا لما لم أشر إليه سهواً أو نسياناً أو لعدم معرفة بجغرافية المنطقة بصورة شاملة كذلك ببعض شخصياتها المؤثرة بتأريخ هذه المحلة العريقة من محلات الكرخ العامر. نظراً لسعة المضمون سأقسم المنشور إلى حلقات تماشياً مع تسلسل الوصف – الذي يبدأ من ساحة حماد شهاب و ينتهي في ساحة زبيدة وقد يمتد قليلاً لمزيد من المتعة و التذكر .
يتفرع شارع الأمام موسى الكاظم في منطقة الجعيفر الثانية الى قسمين بينهما ساحة واسعة كان يطلق عليها سابقاً ساحة الصدر، ثم سميت لاحقا بساحة حماد شهاب.
القسم الأول هو شارع حيفا وهو شارع حديث الأنشاء حيث بوشر بإنشائه في ثمانينيات القرن الماضي مروراً بسوك حمادة وهو من أكبر أسواق الكرخ وجامع عطا ونهايته كانت أزقة وبيوت ألى مطعم شباب الكرخ ومديرية تجنيد الكرخ 

    

بسات خط الكاظم - علاوي الحلة
جولتنا أو عرضنا التاريخي يبدأ أذن بشارع الشيخ معروف من بدايته عند مقهى محسن أبو عامر على جهة اليمين وهي الجهة التي كانت تتوقف وتنطلق عندها باصات العلاوي محملة بالركاب على طول المحلات الواقعة على الشارع، وكنت تسمع صياحات السِكنية ،السِكِن = مساعد السائق في الباصات وهو ينادي علاوي .. علاوي .. علاوي . للكاظم ..للكاظم .. للكاظم والسكن مهمته جمع - الكروة - ثم استخدمت - الفورتات - بدل الباصات أواخر الستينات. إضافة إلى -ألربلات - وهي عربات تجرها الخيول يفضل البعض الركوب فيها للمتعة إضافة إلى إمكانية إيصالهم إلى اقرب مكان من بيوتهم على عكس الباصات – البسات – وباصي المصلحة 24 و 60 اللذان يستمران بالمسير على الشارع الرئيسي.

                  

محسن أبو عامر صاحب المقهى التي تقع على شارع الشيخ معروف

في الجهة المقابلة للشارع كان هناك مطعم كباب السد العالي بإدارة ألأخوين كامل الفلوجي وأخيه الضرير سلمان، ثم بعد المطعم دور عبد الحميد الإسحاقي والحاج سالم سعود ودار عبد الحميد الحيالي الملقب بشميط.

                           

بجانب مقهى أبو عامر هناك فرع صغير يسكنه آل عياش ثم بعد الفرع محلات عديدة، المحل الأول شغله بحر الكببجي وأستأجر الحاج نوري جملة محلات حولها الى مقهى سميت باسمه بقيت لفترة طويلة نرتادها وخاصة شتاءً بديلا عن المقاهي القديمة والرطبة، بعد المقهى محل شغله الحاج شهاب أبن الملا لتصليح التلفزيون وشهاب من سكنة الشيخ علي - كان ن.ض في القوة الجوية، وكان ابوه امام جامع الشيخ علي وهو كردي القومية .. انسان مجامل و طيب الأخلاق وبجانبه محلات نجارة سالم الجميلي ثم محل الحلاق صادق أبو باسم بعد انتقاله من مكانه القديم المجاور لمقهى الريف العربي، وبجانبه محل شغله أبو زهير لبيع الكبة المنزلية واللسان والمخ الباردين.

متوسطة الجعيفر للبنين التي تلي المحلات التي ورد ذكرها والتي تخرج منها أغلب شباب الجعيفر الثانية والرحمانية والعطيفية الأولى نذكر نخبة منهم  وليد الخشالي وطارق الخفاجي وغازي نعيم الجراد وليد أبن صالح الخشمان – الطبلجي – وصادق الياسين وجبار أبن أبو الحش – جبجب - وطه أبن ياسين المعاون وقاسم عبد الحميد شميط وثامر وعادل عبود الخابوري وفريد جميل من سكنة العطيفية ومحمد رقيب وعبد الوهاب المشهداني وسعدون أمين الألماني وحسن علي الربيعي وغيرهم كثيرون. كان مدير المدرسة المربي الفاضل الأستاذ حسن حداد والأستاذ عبد الجليل محمد صبري وهو مدرس التاريخ أما واستاذ شفيق ومن اساتذتها صبار علوان دراغ عربي و الأستاذ رشيد – فيزياء، شاكر المفتي وصلاح أبو سنون ونور الدين فارس وعبد الملك الياسين – عربي والأستاذ حيدر ماضي الفلسطيني والأستاذ عبد الحميد البكري مدرس الكيمياء وعلي ناصر المنصوري مدرس الفيزياء وكامل القيسي للرياضة. 

      

                 الأستاذ عبد الملك أحمد الياسين

خلف المدرسة كانت هناك سكلة لبيع الرمل والحصو، يديرها رحيّم أبو الرمل يعاونه حماره الحساوي في إيصال الطلبيات من هذه المواد الى بيوت المحلة وبعد هدم المدرسة وانتقالها الى مكان أخر اندثرت السكلة.

وعلى جهة اليمين كذلك شيّدت بناية شغلت من قبل الأطباء كالدكتور أديب أنور طبيب الأسنان والدكتور المعروف سعدون حمام طبيب الجلدية والدكتور الطيب غانم عسكر الذي أعتنق الأسلام بتأثير وأقناع أحد أهالي المنطقة وهو المرحوم حمودي عبود الجميلي وهم من بيت شيحان والذين سيرد ذكرهم لاحقاً، وكان عاملاً بسيطاً في معامل الشالجية والدكتور عبد السلام الحمامي والدكتور عبد السلام الدباغ وعيادة الدكتور أكرم الياسين لفترة وجيزة قبل انتقاله الى الزعفرانية، كذلك انتقلت الى هذه البناية في وقت متأخر صيدلية العائلة تاركة مكانها القديم. مقابل البناية على الجهة اليسرى من الشارع كانت هناك سكلة أخشاب تعود لشخص يدعى أبو جاسم ، وهناك كذلك محل صباغ السيارات العائد لهاشم الحيالي وابنه جمال، بعد عيادة الدكتور غانم هناك منزل يسكنه صديقي في مدرسة الكرخ الابتدائية وأسمه فلاح حسن، في الجهة المقابلة للمنزل هناك شارع فرعي صغير للسابلة فقط يؤدي الى شارع حيفا سكن أحد الدور فيه زميلنا اللواء خالد الحياني.نستمر مع شارع الشيخ معروف وعلى جهة اليمين هناك معمل كاشي وموزاييك السهو يمتلكه كيلان السهو، بعده نصل الى المكان الذي شغلته قديماً صيدلية العائلة ومحل المضمد محمود هو خال أولاد قاسم الهدن. وبجانب محله كانت هناك صيدلية محمود.

      

                           المضمد محمود

نتجه بعدها ومستمرين في الشارع ونشاهد الى جهة اليمين وبعد الصيدلية ستوديو المصور سعدي المشهور اسمه الصحيح محمد سعيد ناصر - أبو عادل - عنده أخ آخر أسمه " ضياء" كان يرحمه الله إنسان في منتهى الرُقي الأخلاقي والفن التصويري، له قابلية رهيبة بتذكر الأسماء، كان المرحوم سعدي قمة في فن التصوير باللونين ألأبيض والأسود ووضع الرتوش على الصور التي كان يلتقطها لكل أهل المنطقة ولسنوات طويلة، قبل أن ينتقل الستوديو العائد له الى ساحة أبي جعفر المنصور قرب الحي العربي وكذلك تدرب في الاستوديو شاب اسمه شعبان فتح ستوديو في الدورة لاحقاً.

    

صورة لصاحب المقال التقطت في ستوديو سعدي في السبعينات

وبجانب الستوديو مقهى شنيار والد رشيد زميلي في الابتدائية والمقهى متخصص لهواة الطيور فقط المطيرجية، حيث تراهم يجلسون فيها ويتداولون أخر أخبار الطيور ويعقدون الصفقات فيما بينهم كما يتكلمون عن المشاكل التي تحدث غالبا بينهم، وأحتوى المقهى على أقفاص متعددة تضم أنواع من الطيور كالكمرلي والزاجل والمحجل والأشعل والهنداوي وألأزرك واحتوت الأقفاص على الحلل التي تبيض فيها الطيور لغرض التكاثر، مقابلها أفتتح سعدي أبن مسلم مكتبة أبن مسلم لبيع القرطاسية والمجلات والصحف اليومية بعد أن كان السيد علي الجابري قد وضع كشكا للصحف والمجلات في منتصف ساحة حماد شهاب كان يعاونه في البيع السيد عدنان سهيل. كان في الجانب الايسر بهذا المكان بائع ومصلح ساعات كاظم الساعاتي وكذلك بيت أبو الدهن الطالب في متوسطة الجعيفر ماجد والبيت مميز من براميل الدهن المرصوفة على الرصيف.
مقابل ستوديو سعدي نشاهد مخبز صمون الإعاشة الذي يجهز المنطقة يوميا بالصمون المدعوم وبجانبه محل تصليح السيارات يملكه ستار سكودا خال زميلنا ثائر حامد. نصل بخط سيرنا الى منطقة الرحمانية حيث يتقاطع شارع الشيخ معروف من جهة اليمين بالشارع المؤدي الى سوق ومحلة الرحمانية ويساراً مع منطقة السميدة.
نهاية الحلقة الأولى من المقالة.

   

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

718 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع