في الذكرى الحادية والثلاثون لرحيل الفنان الكبير محمد عارف جزراوي

            

 في الذكرى الحادية والثلاثون لرحيل الفنان الكبير محمد عارف جزراوي

          

       

                   اعداد/جمال برواري*


صفحات من ارشيف عثمان سورجي الذي يحتفظ بكم هائل من اسطوانات واغاني الراحل
السيد عثمان السورجي من المهتمين بالتراث الكوردي والاغنية الكوردية القديمة والمطربين الكورد من عمالقة الاغنية الكوردية .

    

التقيت به في مسكنه ودار الحديث بيننا حول الاغنية الكوردية القديمة وتصفحنا ارشيف الفنان الكبير محمد عارف جزراوي ،السيد عثمان يحتفظ بتسجيلات نادرة للفنان الكبير محمد عارف جزراوي ويعتربها كنزا ثمينا يحتفض بها في مكتبته الخاصة .

                      

تصفحت عددا من من الاشرطة (الكاسيت ) بصوت الفنان الراحل محمد عارف جزراوي واستمعت الى احد الاشرطة بصوت الراحل جزراوي وهو يتحدث عن سيرة حياته فيقول: (انا من جزيرة بوتان من كورستان تركيا كنت اعزف على الة الطنبور منذ الصغر عانيت الكثير من العوز والفقر والحرمان تعرضت الى الظلم والاضطهاد والسجن من السلطات التركية حيث حكم علي بالسجن لمدة اربعة سنوات وثلاثة اشهر في سجن ديار بكر اطلق سراحي بقرار عفو بعدها هاجرت من كوردستان تركيا الى العراق وبالتحديد الى دهوك والتقيت بصديقي الفنان حسن جزراوي كنا نتجول معا ونغني معا ولا نملك شيئا كان الاصدقاء والمعجبين يمدون لما يد العون بدراهم معدودة، تزوجت في دهوك خدمت العسكرية في العراق لمدة سنة في عام 1932 تزوجت ،وفي عام 1934 _1935سجلت عدد من الاسطوانات في بغداد في سيد سلطان

                     

علي لصالح شركة شركة جقماقجي ولصالح شركة كولومبيا ولصالح شركة ابو الكلب الانكليزية سجلت اغاني ثنائية مع الفنانة الكبيرة مريم خان اغنية (برده برده) عملت في الاذاعة الكوردية في بغداد وكنا نتقاضى راتبا مجزيا انذاك وكنا نعيش عيشة محترمة بهذا الراتب )
يقول السيد عثمان السورجي ان افضل الاغاني للراحل محمد عارف التي سجلها في حفلات وجلسات خاصة عند الشيخ كبير سورجي وللشيخ تقي الدين في بجيل وللشيخ فرزنده للسيد كريم خان زند وله تسجيلات خاصة عند تسجيلات عبداللطيف برادوستي .
السيد مالله فرمان(اب مهفان) يحتفظ بارشيف هائل للراحل الفنان محمد عارف جزراوي وقد خصص جزءا من داره كمتحف لمقتنيات محمد عارف اضافة الى تسجيلات نادرة يذكر ان الفنان الراحل اهدي الة طنبوره للسيد مالله فرمان (ابو مهيفان )
ويقول السيد عثمان سورجي ان الراحل الفنان محمد عارف كان كثيرا ما يتردد الى مدينة عقرةويلتقي في بيت حميدعقراوي وسليم كوجة وفي بيت عزو وفي مصيفه (سيبة )وكما كان يتردد في بيت عبدالله شرفاني .
مارس الفنان محمد عارف مهنة ختان الاطفال وكان يسمونه (تلوحي ) وفي فترة من الزمن فتح مطعما للكباب .
السيد عثمان السورجي يحتفظ باكثر من 200 ساعة من اغاني محمد عارف جزراوي من الحفلات الخاصة واغاني نادرة
+شاهدت الفنان الراحل محمد عارف جزراوي في الستينات من القرن الماضي في مدينة الموصل حيث كان يتردد عن الفان رمضان جزراوي في شارع حلب حيث كان يدير مقهى خاصة لاغاني محمد عارف كما شاهدته عندما كان يتردد في مقهى قادر جايجي في شارع حلب ،

          

وشاءت الصدف وان عملت في الاذاعة الكوردية لاكثر من 35 سنة حيث التقيت بالراحل وعن قرب وجلست معه عندما كان يتردد الى الاذاعة الكورديةواجريت معه لقاء للاذاعة الكوردية للاسف ضاع الشريط ولم احتفظ به .كان قليل الكلام عندما تجلس معه له مفردات خاصة اشتهر بها ويتدولها محبوه كان كثيرا ما يهتم بهندامه .
عاش ومات فقيرا لم يملك من مال الدنيا سوى شقة سكنية في دهوك وكان قد اهداها له انذاك محافظ دهوك السيد نامق السورجي .

     

دفن في مقبرة شاخي في يوم 17كانون الاول 1986 حضرت برفقة المرحوم شاكر منصور مدير الاذاعة الكوردية انذاك والاخ الراحل سكفان عبدالحكيم والفنان الكبير الراحل عيسى برواري والراحل الاعلامي اسماعيل گيلاني وكريم عيسى برواري وعدد اخر الفنانين والاعلاميين مراسيم تشيع الفنان الكبير محمد عارف جزراوي رحمه الله واسكنه فسيح جناته
عندما ضاقت به سبل العيش بعد ان كون عائلة واولاد، قام بأنشاء فرقة دينية برفقة رمضان جزيري وآخرين، وبدأوا بالتجول في المدن والقرى الكوردية المحيطة بدهوك، وانشاد القصائد الدينية والاغاني الشعبية في بيوت الاغوات وفي المناسبات والاعراس والطهور، الى ان غادر دهوك مجدداً عام 1949 وألتحق بالاذاعة الكوردية في بغداد بغداد وعمل فيها بصفة رسمية حسب سجلات مكتبة الاذاعة الكوردية له من الاغاني من المقامات والبستات ما يقارب 333شريط غنائي (بكرة)من النوع الصغير والكبير الكبير يختوي على نصف ساعة اذا كان على سرعة سبعة ونصف اما الصغير فيحتوي على ربع ساعة علما ان هناك اغاني مكررة.

               

للجزراوي اغاني تعتبر من المعلقات امثال اغنية جيايي كوردستاني ،زوزانيي ،غزال غزال ،لاوكي معدني ،لاوكي سموقي،وغيرها اغاني لا تنسى ولا يمكن ان يمحمها الزمن وتبقى في ذاكرة الاجيال،اثناء عمله في الاذاعة الكوردية تعرف الجزراوي على كبار الفنانين الكورد هناك، امثال طاهر توفيق، علي مردان وعلى فنانين عراقيين امثال الياس خضر وحسين نعمه وغيرهم وقاموا بالغناء سوياً، ومن هناك بدأ رحلة التجول بصحبة طنبوره في احياء الحفلات والمناسبات في المدن الكوردية وتفرغ تماماً للغناء، وشارك في العديد من المناسبات الوطنية والقومية كعيد نوروز، والاحتفال باتفاقية 11 اذار 1970 في كل من بغداد العاصمة وكركوك والسليمانية وهه ولير ودهوك

بعد الشهرة التي نالها بفضل راديو بغداد الكوردية وموهبته الفذة في الغناء، صاحب المطرب حسن جزيري الى مدينة كرمنشاه في ايران عام 1961 وحل ضيفاً على راديو كرمنشاه الكوردي، وتعرف هناك على الفنان المعروف حسن زيرك وسجل معه بعض الاغاني، وفي عام 1968 تلقى دعوة من القامشلي لاحياء حفلة في منتزه كربيس، ذهب الى هناك ولاقى ترحيباً حاراً من اهالي المدينة من الكورد والمسيحين والارمن، وفي عام 1973، صاحب الفنانة كولبهار وعيسى بروراي الى لبنان واقام حفلة فنية لاكراد لبنان في صالة سينما ريفولي ببيروت، وتعرف هناك على الفنان سعيد يوسف وأقام في منزله واحيوا معاً بعض الحفلات، ويقال انه زار الكويت وتركيا ايضاً خلال جولاته الفنية، كما يقال ان منظمة اليونسكو قد اقرت بأن يكون محمد عارف ممثلاً للفن الكوردي وتراثه لديها.
كما جدير بالذكر ان الفنانة الكوردية عيشه شان عندما قدمت الى العراق عام 1978 ذهبت اليه خصيصاً وزارته في الموصل، واقام معها في منزل عيسى برواري امسية فنية و سجيلت تلك الامسية وهي متوفرة في الاسواق.

في مراحل حياته الاخيرة اصبح رئيس قسم الموسيقى في المديرية العامة للثقافة والفنون بدهوك، ولكنه بكل اسف غادر جمهوره ومحبية الى تلك الحياة الابدية في17/12/1986 بعد ان توقف قلبه عن الخفقان في مستشفى آزادي بدهوك بعد تدهور حالته الصحية واصابته بمرض السكري والذي كان سبباً لاصابته بالعمى قبل اعوام من رحيله، وفي مراسيم شعبية دفن في مقبرة شاخكي بدهوك.
رحل محمد عارف جزراوي بعد ان ترك ارثاً ثقيلاً من الغناء والفن

وموال وحكاية وملحمة من تاريخ الشعب الكوردي وبطولاته، ألف وكتب العديد من اغانية، تميز اسلوبه بالبساطة وعذوبة الالحان، يحاكي عبرتلك الاغاني الواقع الكوردي المؤلم، ومخلداً العديد من القصص والحكايات الكوردية في اغنياته مثل (درويش عبدي، غزال غزال، جومه أورفاي، بافي سيرو، خرابو ) وغنى على كوردستان ومدنها وعلى طبيعتها الخلابة، وتقديراً له ولخدماته للفن والثقافة الكوردية تم تسمية إحدى القاعات الفنية في مدينة Error! Hyperlink reference not valid.باسمه وتم نصب تمثال نصفي له أمام مدخل القاعة، كما الف عنه الكاتب سكفان عبدالحكيم كتاباً تحت عنوان ( محمد عارف الحجل الاصيل) وطبع في بغداد عام 1992 كما الف الكاتب احمد جزراوي كتابا اخر حول الفنان الكبير محمد عارف جزراوي، كما اصدر معهد التراث الكوردي في دهوك البوماً تضمن اغلب اغانيه، كما قيل وكتب عنه الكثير ولا زالت حناجر كبار الفنانين الكورد الى اليوم تصدح بأغانيه ومواويله الجميلة.
المصادر :

 - جلسة وحوار مع السيد عثمان سورجي .
- مقال الاستاذ هوزان امين نشر في جريدة التاخي 6749 ، 2014-01-02
-الصور مهداة من ئارام طه شنكالي

* مدير مكتب الگاردينيا في دهوك.

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

637 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع