سليمة خضير: لولا التمثيل لأصبحت نجمة كبيرة في عالم التأليف والأدب

   

     تتمنى رؤية المسرح والأعمال التي تقام عليه كما كانت في السابق

                 
الصباح/بغداد - محمود النمر:
"أتمنى أن أرى المسرح مثلما كان.. يا ترى هل أتمكن أن أراه كما كان؟ هل يمكن أن تكون هذه الأعمال بمستوى تلك الأعمال التي قدمناها سابقا؟".

بهذه الأسئلة بدأت الفنانة سليمة خضير حديثها ، بحضور عدد كبير من المثقفين والفنانين الذين كانوا قريبين منها ومن تجربتها، وهي تستعيد تاريخها الفني، في ملتقى الثلاثاء الإذاعي والتلفزيوني، حيث قدمها الدكتور صالح الصحن الذي أدار الجلسة، مشيرا الى أهمية سليمة خضير في الفن وعلى جميع الأصعدة في المسرح والسينما والاذاعة والكتابة وقال:

"تعد ضيفتنا لهذا الاسبوع من جيل الرواد، التي كانت تتمنى أن تكون طبيبة،او صحفية وقد مارست الصحافة منذ وقت مبكر، وكانت الخطوة الاولى في عملها الفني هو مشاركتها في مسرحية "كفاح في الجزائر" بدور البطلة الجزائرية جميلة بوحيرد، وكان ذلك العمل في محافظة البصرة، ثم قرأ الصحن أعمالها الى آخر عمل في مسلسل "ابو طبر".
وفي سؤال من المخرج د. صالح الصحن عن الفنانين البصريين الذين واكبوا تجربتها قالت:

"كان الكاتب الراحل سميع رشودي الذي كتب مسرحية "كفاح في الجزائر" وكنت هاوية حينها، وقد استقطبني الوسط الفني في بغداد خصوصا عندما مثلت مسرحية "انتيغونا" مع الأستاذ سامي عبدالحميد، وكنت حينها أسكن البصرة، ولكن بتشجيع من الفنانين، وعدم توفر العنصر النسائي آنذاك قررت الانتقال الى بغداد".
وأضافت الفنانة سليمة خضير:

"ثم عملت في الإذاعة من خلال الفنان القدير صادق علي شاهين، وبطلب من المرحوم عبدالرحمن فوزي مدير الاذاعة، تم تعييني في الاذاعة مقدمة برامج، وبعد أن اصبح الاستاذ امير الحلو مدير الاذاعة أرادني أن أكون مذيعة ولكني فضلت التمثيل على كل الفنون، وحتى الكتابة، وللأسف لو كنت مستمرة عليها ربما أصبحت نجمة كبيرة في عالم التأليف والأدب، ولكن التمثيل أخذ وقتي وجهدي وحياتي، وخاصة في التمثيل المسرحي بالذات، وكتبت للتلفزيون والاذاعة".
واوضحت خضير :

"أتذكر أنه جاءني الفنان الراحل وجيه عبد الغني وطلب مني أن أكون من مؤسسي الفرقة القومية للتمثيل، ولكن الصحاف رفض ذلك لأنه كان مديرا للإذاعة، بعدها صار اتفاق أن يكون عملي في الاذاعة في وقت الظهيرة، وهذا ما جعلني استمر في عملي الاذاعي والمسرحي".
ثم تابعت الفنانة القديرة سليمة خضير حديثها في سرد ذكرياتها قائلة:

"أتذكر جاءت لنا دعوة للمشاركة في مهرجان مسرحي في سوريا قبل عشرين يوما من موعد المهرجان، وجاء المخرج سليم الجزائري وكان يعمل مخرجا في الفرقة القومية، وعرض علينا نصا مسرحيا بعنوان "الثعلب والعنب" وخلال هذه الأيام العشرين تمكنا من إكمال وحفظ النص للمشاركة بالمهرجان، وكان عملا مسرحيا أذهل كل الفرق المسرحية العربية بلا مبالغة، وكتبت عنه الصحف ووسائل الاعلام العربية والعراقية بلا توقف".
وفي باب المداخلات من قبل المجايلين لتجربتها قال الفنان محسن العزاوي الذي كان مديرا للفرقة القومية للتمثيل "أود استحضار بعض المحطات في حياة هذه الفنانة القديرة، عندما عدت من الى العراق بعد دراستي في الخارج، عرجت الى أحد المقاهي في شارع ابي نؤاس لمشاهدة التلفزيون وكانت سليمة خضير تقرأ الشعر الشعبي في برنامج "الشعر الشعبي والقريض"، ولم أكن أتعرف على قدراتها الفنية بادائها وانفعالاتها على الشاشة، تؤكد قدراتها الفنية وامكانياتها المذهلة في الاداء والتعبير، وعندما تم اختياري الى مسرحية "نشيد الارض" لبدري حسون فريد في العام 1967 كانت سليمة في ذاكرتي منذ تلك الفترة، وتواصلت معي منذ هذه المسرحية الى العام 2010 وما يقارب اكثر من اربعة عقود، اختبرتها عن قرب في التزامها الفني وفي مواعيدها وفي حضورها، وهي انسانة متنوعة في الثقافة وهي الاولى في الفرقة القومية عندما كنت مديرا لها وللمسارح في العراق التي حصلت على شهادة البكالوريوس باللغة العربية".
من جانبه أكد الفنان طه علوان على ان "الشاهدات لهذه الفنانة الكبيرة كثيرة، فقد عملنا معا في الإذاعة والمسرح والتلفزيون، وربما يتذكر المستمع العراقي "حذار من اليأس" وقد عملنا سوية الكثير من الحلقات، وفي المسرح "ام خليل" وفي التلفزيون كانت لنا أعمال كثيرة، وكان آخرها وهو من أجمل الاعمال مسلسل "للفقراء" الذي مثلناه في سوريا واشتركنا به مع الفنان القدير محسن العزاوي الذي كان بدور صباغ أحذية وانا بدور بائع سكائر والست سليمة زوجة صباغ الاحذية وقد عرض هذا المسلسل في فضائية السومرية".
الى ذلك قالت الفنانة المغتربة اقبال محمد علي وهي عضوة في "فرقة الفن الحديث": "أنا سعيدة جدا ان حالفني الحظ لحضور ورؤية فنانة قديرة، مازلت اتذكر مسرحية "النخلة والجيران" التي أبدعت فيها الفنانة سليمة خضير والعمل الثاني "كلهم أولادي" وقد أدهشتني بتلقائيتها وهي تتكلم باللغة العربية الفصحى. وهذا كان في السبعينيات".
وفي نهاية الجلسة قدم الأمين العام لاتحاد الأدباء "درع الجواهري" وكذلك قدم د. صباح المندلاوي نقيب الفنانين العراقيين "قلادة يوم المرأة العالمي".

 

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1056 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع